مرحلة الشيخوخة في علم النفس النمو

مفهوم الشيخوخة في علم النفس النمو

يتعرض الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة لعدد من التغيرات، التي تؤثر على طريقة تفكيره، وتصرفاته، وحتى مشاعره، ويهتم علم نفس النمو (بالإنجليزية: Developmental psychology) بدراسة هذه التغيرات، ومن المراحل التي تدخل في نطاق اهتمام هذا الفرع من علم النفس مرحلة الشيخوخة، والتي تُمثل المرحلة الأخيرة من مراحل مرحلة الرشد، والتي تُسمى بمرحلة الرشد المتأخر، وتُعرف الشيخوخة على أنها تلك الفترة من حياة الإنسان التي تبدأ من سن 65 وحتى وفاته،^[١] وينتهي غالبية الناس في مرحلة الشيخوخة من التزاماتهم الوظيفية ومسؤولياتهم التي تتعلق بالرعاية بالآخرين، كما تتعرض خلالها حواسهم، وقوتهم الجسدية، وقدراتهم الأخرى لحالةٍ من الضعف العام.^[٢][٣]

سمات مرحلة الشيخوخة في علم النفس النمو

تتمثل سمات مرحلة الشيخوخة، التي تُعرف أيضًا بمرحلة الرشد المتأخر، بالتغيرات التي تطرأ على الإنسان خلال هذه الفترة من حياته، وتاليًا استعراضاً لأهمها:^[٤]

السمات الجسدية

من الأمثلة على التغيرات الجسدية التي تصيب المسنين من سن 65 وما فوق ما يلي:^[٥]

• ظهور الشيب، بالإضافة إلى تساقط الشعر، أو تناقص كثافته.
• صعوبة الحركة، وصعوبة القيام بالعديد من المهام التي تعتمد عليها.
• ضعف حواس السمع، والبصر، والشم، والتذوق.
• ظهور التجاعيد على الجلد، الذي يبدأ أيضًا بالترهل.
• احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة التي ترتبط بشكل أساسي بالتقدم بالعمر.
• فقدان أعضاء وأنظمة الجسم قدرتها على العمل جيدًا بسبب الشيخوخة، بما في ذلك الكلى، والقلب، والجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، وحتى الأوعية الدموية.
• تراكم الدهون في البطن والذقن.

السمات الفكرية

من التغيرات التي يتعرض لها المسنون في مرحلة الشيخوخة:^[٦]

• يعاني المسنون في مرحلة الشيخوخة من ضعفٍ عامٍ في عمل ذاكرتهم؛ الأمر الذي قد يؤثر على عمل الذاكرة قصيرة المدى لديهم، بالإضافة إلى احتمالية تأثر قدرتهم على اكتساب المعلومات التي لم يسبق أن كانوا يعرفونها.
• بسبب تدهور عمل الذاكرة، قد يصاب المسنون بواحدٍ من أمراض الدماغ الشائعة في هذه المرحلة من حياتهم؛ ألا وهو الخرف، والذي ترتبط أعراضه بتضرر عمليات التفكير والتذكر عند المسن، لدرجة تأثر قدرته على أداء مهامه اليومية بسبب ذلك.
• وفي نفس السياق، يعتبر مرض الزهايمر أحد أنواع الخرف الذي تكثر الإصابة بها في مرحلة الشيخوخة، ويسبب الزهايمر للمصابين به اضطراباتٍ تؤثر عليهم سلوكيًا، وعلى ذاكرتهم، وحتى على تفكيرهم، وتعمل على إضعافها.^[٧]

السمات العاطفية

من مظاهر التغيرات التي يتعرض لها المسنون على الصعيد العاطفي عند وصولهم مرحلة الشيخوخة ما يلي:^[٨]

• إنكار حقيقة التقدم بالعمر، ومحاولة إقناع النفس أنّ التغيرات التي تصاحبها مؤقتة، وأنّ أعراضها ستتلاشى.
• التصرف بعناد مع الآخرين، والتزمت على المواقف، في محاولة لفرض الذات وإثباتها.
• الشعور بالعجز وعدم الجدوى، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالاكتئاب.
• لوم النفس على أمور سابقة، وشعور المسن بالذنب إزاء الأمور التي لم يتصرف تجاهها بشكل صحيح.
• المبالغة والصراحة المفرطة في توجيه الانتقادات، واحتمالية فقدان الثقة بالآخرين، وخصوصًا المقربين.

مراحل مرحلة الشيخوخة

تنقسم مرحلة الشيخوخة إلى أربع مراحل، وتاليًا استعراضاً لأهم تفاصيلها:^[٩]

• مرحلة الاستقلال في الشيخوخة: تمثل هذه المرحلة أول مراحل الشيخوخة، ولا يكون المسنون خلالها على الأغلب بحاجة إلى الرعاية أو المساعدة بشكلٍ كبير، وعلى الرغم من تعرضهم خلالها إلى ضعفٍ قليل في قدراتهم الجسدية والعقلية؛ إلا أنّ هذا لا يمنعهم من الاعتماد على أنفسهم، والقيام بمهامهم لوحدهم، كما يتمتعون خلالها بصحة جيدة.
• مرحلة بدء الحاجة للمساعدة: يبدأ المسنون في المرحلة الثانية من مراحل الشيخوخة بمواجهة صعوبات في أدائهم للعديد من مهامهم اليومية، بسبب بدء الضعف المُلاحظ في قدراتهم العقلية والبدنية، ولا يعني هذا عجزهم الكامل عن القيام بأمورهم، لكنهم لا يكونون قادرين على القيام بجميع الأشياء.
• مرحلة الحاجة الحقيقية للمساعدة: تكون معالم وآثار التقدم في السن ظاهرةً بشكلٍ جلي على المسنين في هذه المرحلة، ليس فقط على مظهرهم، بل في تصرفاتهم وقدرتهم على القيام بالمهام، والتي يعانون في هذه المرحلة من صعوبة حقيقية تعيقهم لأداء العديد من الأمور التي اعتادوا القيام بها بمفردهم، وباتوا بحاجة لمساعدة طرفٍ ثانٍ لإنجازها.
• مرحلة الحاجة للرعاية المتواصلة: يكون المسن في هذه المرحلة في السنوات الأخيرة من حياته، ويكون محتاجًا لرعاية متواصلة على مدار الساعة، لمساعدته في القيام بكل أموره.