من بين الفروع العديدة لعلم النفس، يتتبع علم نفس النمو (بالإنجليزية: Developmental psychology) مراحل حياة الإنسان المختلفة، لدراسة ما يتعرض له خلالها من تغيراتٍ في أنماط تفكيره، وفي سلوكه وتصرفاته، بالإضافة إلى مشاعره وأحاسيسه، وتعتبر مرحلة الرشد (بالإنجليزية: Adulthood) إحدى مراحل حياة الإنسان؛ الأمر الذي يجعلها من هذا المنطلق واحدةً من المراحل التي يُعنى علم نفس النمو بدراستها، وتُعرف على أنها تلك الفترة من حياة الإنسان التي يكتمل فيها نضج الإنسان الفكري والبدني، وتنقسم إلى ثلاث مراحل، تشمل كلاً من مرحلة الرشد المبكر، ومرحلة الرشد المتوسط، ومرحلة الرشد المتأخر.[١][٢]


مراحل مرحلة الرشد في علم نفس النمو

كما ذكرنا سابقًا؛ فإن مرحلة الرشد تنقسم إلى 3 مراحل، وفي النقاط التالية توضيحٌ لكل مرحلة وأهم تفاصيلها:


مرحلة الرشد المبكر

يعيش الفرد مرحلة الرشد المبكر بين سن 20 وحتى سن 35، وتتسم هذه المرحلة بالمجمل بالنشاط والحيوية والإقبال على الحياة، وكثيرٌ من الأشخاص يهتمون فيها بتوسعة نطاق علاقاتهم الاجتماعية، إلى جانب التركيز على الوظيفة، وتكوين عائلة، أما عن التغيرات التي تصاحب هذه المرحلة، فهي كالآتي:[٣]

  • التغيرات الفكرية: يكون الراشدون في هذه المرحلة قادرين على التعامل مع مختلف المشاكل عبر التفكير المنطقي ومهارات حل المشاكل، كما يمكنهم التعامل أيضًا مع التعقيدات التي تطرأ على حياتهم المهنية والشخصية بناءً على خبراتهم وقدراتهم التحليلية.
  • التغيرات الجسدية: في الوقت الذي يتوقف فيه نمو الإناث، تستمر عضلات الذكور بالنمو، في حين قد يكتسب كلا الجنسين الوزن.
  • التغيرات العاطفية: تتزايد رغبة الأفراد في هذه المرحلة في تكوين العلاقات مع الآخرين، سواءً أكانت علاقات صداقة، أو علاقات مع الجنس الآخر.


مرحلة الرشد المتوسط

كثيرًا ما نسمع بما يُسمى "أزمة منتصف العمر"، التي يربطها البعض بمرحلة الرشد المتوسط، الذي يمتد بين سن 35 وسن 64، ويعتقدون أنّ من يمرون بها يعانون العديد من المشاكل على مختلف الأصعدة في حياتهم بسبب تقدمهم بالعمر، ولكن في الحقيقة، وما لا يعرفه مثل هؤلاء، أنّ هذه الأزمة غير موجود؛ أي أنها محض خرافة، والدليل على هذا ما أثبتته أبحاث العديد من المختصين في علم نفس النمو، والتي أكدت في نتائجها أنّ أغلب من يعيشون في مرحلة الرشد المتوسط يكونون راضين وسعداء بحياتهم، أما عن التغيرات التي تطرأ على الراشدين في هذه المرحلة، فتشمل الآتي:[٤][٥]

  • التغيرات الفكرية: يظن البعض خطئًا أنّ الذكاء يبلغ ذروته عند الإنسان في مرحلة المراهقة، وثم مع تقدمه بالعمر، يبدأ مستواه بالتناقص، لكن الحقيقة على العكس من هذا تمامًا؛ حيث يستمر معدل الذكاء في التزايد عند الراشدين في هذه المرحلة، كما أنّ مستوى إتقانهم للمهارات يزداد أيضًا، ناهيك عن اكتساب الأشخاص في مرحلة الرشد المتوسط الكثير من الخبرات والمعارف، والتي تنصب في مصلحتهم عندما يتعلق الأمر بحياتهم المهنية.
  • التغيرات الجسدية: تتأثر وظائف بعض أعضاء الجسد الداخلية في مرحلة الرشد المتوسط، ولا سيما الجهاز الهضمي، والرئتان، والقلب، وتدخل النساء بين سن 42 و51 مرحلة سن الأمل، المتمثل بانقطاع الدورة الشهرية، كما تظهر على كلا الجنسين من الذكور والإناث علامات تدل على التقدم بالسن، مثل: ضعف حاستي البصر والسمع، وظهور التجاعيد على الوجه، والشيب في الشعر.
  • التغيرات العاطفية: يكون الراشدون في مرحلة الرشد المتوسط ناضجين عاطفيًا، وفي أغلب الحالات يكونون قد حققوا الاستقرار في علاقاتهم العاطفية مع الأشخاص المناسبين.


مرحلة الرشد المتأخر

تشمل مرحلة الرشد المتأخر الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة وما فوق، والذين يتعرضون خلالها لعدد من التغيرات، والتي نلخصها في النقاط التالية:[٦]

  • التغيرات الفكرية: تضعف الذاكرة عند كبار السن في مرحلة الرشد المتأخر، والبعض منهم قد يعاني من ضعف الإدراك، أو عدم القدرة على فهم ما يقال إليهم، أو عدم القدرة على التعبير كلاميًا.
  • التغيرات الجسدية: ترتفع احتمالية إصابة الأشخاص في هذه المرحلة العمرية بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، كما قد يزداد ضعف حاستي البصر والسمع لديهم، وتضعف عند بعض المسنين عند بلوغهم السبعين حاستي الشم والتذوق بشكل كبير، بالإضافة إلى تأثر عمل أجهزة الجسم وأعضائه لتصبح بطيئة.
  • التغيرات العاطفية: قد يصاب بعض كبار السن باليأس في هذه المرحلة من حياتهم، بسبب آثار التقدم بالعمر الذي قد يواجهون بسببه فقدان أصدقائهم والمقربين منهم.


تحديات مرحلة الرشد

تطرأ في كل مرحلة من مراحل مرحلة الرشد عددٌ من التحديات التي يواجهها الراشدون، والتي نذكر بعض أبرزها في النقاط التالية:


تحديات مرحلة الرشد المبكر

من الأمثلة على تحديات هذه المرحلة:[٧]

  • تحديد قيم ومبادئ الحياة.
  • التخطيط للمستقبل.
  • تحقيق الاستقرار الوظيفي.
  • تكوين العلاقات الناضجة مع الأشخاص المناسبين.
  • تحقيق أهداف الحياة.


تحديات مرحلة الرشد المتوسط

من تحديات هذه المرحلة ما يلي:[٨]

  • احتمالية فقدان أحد الوالدين أو كلاهما في هذه المرحلة.
  • الشعور بالفراغ بعد انصراف الأولاد كلٌ إلى حياته الخاصة.
  • احتياج شريك الحياة أو الوالدين إلى رعاية بسبب التقدم بالسن.
  • إنجاب الأولاد للأحفاد.


تحديات مرحلة الرشد المتأخر

وفيما يلي بعضٌ من الأمثلة على تحديات هذه المرحلة:[٩]

  • احتمالية الشعور بفقدان الغاية من الحياة نتيجة الشيخوخة.
  • المعاناة من المشاكل الصحية والحاجة لعلاجها.
  • ظهور صعوبات في القدرة على الحركة، وعدم القدرة على القيام بالمهام اليومية.


المراجع

  1. "adulthood", britannica, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  2. "Developmental Psychology", simplypsychology, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  3. life stage called early,can negatively impact young adults. "Early Adulthood Development Psychology", allpsychologycareers, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  4. "Middle Adulthood Development", allpsychologycareers, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  5. Physiological Changes in Middle,gain (Lachman, 2004). "Chapter 10: Middle Adulthood", open.maricopa, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  6. "Late Adulthood Developmental Psychology", allpsychologycareers, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  7. its central developmental problems,bearings, looking to the future. "[Psychosocial development and problems in early adulthood: developmental psychological characterization of an important segment of the life cycle"], pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  8. "Chapter 10: Middle Adulthood", open.maricopa, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  9. "What are the Biggest Challenges for Elderly People in Our Society?", smithlifehomecare, Retrieved 29/8/2022. Edited.