ظهرت عدة محاولات منذ بداية الإنسانية لتفسير وفهم السلوك الإنساني [١] سواء كان سويًا أو غير سوي، لأهمية تفسير هذه السلوكيات في الحياة والقدرة على التأقلم والتكيف مع الأشخاص، وقد كانت مختلف التفسيرات تتناسب مع مختلف أنماط السلوك التي ظهرت وتسلسلت عبر الزمان، وهذا التسلسل والتطور لمختلف التغيرات يسمح لنا بفهم كيفية ظهورعلم النفس ونشأته وتطوره، وبالنظر إلى علم النفس فإننا نرى نظريات عدة كل منها تفسر السلوك حسب منطلقاتها البحثية ووجهة نظرها وفيما يأتي سنتحدث بأهم النظريات.


أنواع نظريات علم النفس

تتعدد النظريات في تفسيرالإضطرابات والأمراض النفسية والعقلية والإنحرافات السلوكية في تخصص علم النفس، وفيما يلي بعض الأنواع الشائعة من النظريات النفسية:[٢]


النظريات التنموية

توفر هذه النظرية إطارًا للتفكير في التنمية والتعلم والنمو البشري، فهي تقدم مجموعة من المبادئ التوجيهية، ومفاهيم تشرح وتصف التطور الإنساني.


النظريات الكبرى

تعتبر نموذجًا اساسيًا لفهم السلوك البشري وتعد النظريات الكبرى كأساس ومرجع للنظريات الصغرى في تفسيراتها، وتشمل النظريات الكبرى، النظرية المعرفية والتحليل النفسي ونظرية التعلم.


النظريات الصغرى

غالبًا ما تكون هذه النظريات من الأفكار التي انشأتها النظريات الكبرى، لكنها تسعى الى وصف وتفسير السلوك بصورة أكمل وأشمل.


النظريات الناشئة

هي تلك التي تم إنشاؤها مؤخرًا، ويتم تشكيلها من خلال الجمع المنهجي بين مختلف النظريات المصغرة، وتستكشف النظريات الناشئة السلوكيات البشرية في أماكن جماعية مثل النظرية الاجتماعية والثقافية التي اقترحها ليف فيجوتسكي.



نظريات علم النفس

ومن الأمثلة على نظريات علم النفس الأساسية ما يلي:


النظرية السلوكية

يرى اصحاب هذا النموذج أن الجينات والعوامل البيولوجية تزود الفرد بالتراكيب الجسدية والاستعدادات العامة للسلوك، ولكن السلوكيات المخصصة (سواء كانت سوية أو غير سوية) تتشكل بواسطة تجارب الفرد في بيئته، وتختلف النظريات السلوكية وفقاً لعمليات التعلم التي تركز عليها، فالتعلم الإجرائي يركز على العلاقة الوظيفية التي تنشأ بين السلوك والنتائج البيئية، وبخاصة العقاب والتعزيز، في حين يركز التعلم الإشراطي على العلاقات التي تتكون بين المثيرات والإستجابات.[٣]


النظرية المعرفية

المدرسة المعرفية من أحدث المدارس في علم النفس بشكل عام وفي العلاج النفسي وتفسير الأمراض بشكل خاص، وهذه النظرية تدرس الآليات العقلية، كالإدراك واللغة والانتباه، والذاكرة، والتفكير. اهتم علم النفس المعرفي بمعرفة العمليات العقلية لدى الأشخاص لجمع المعلومات من محيطهم الخارجي، يرى المعرفيون أن هناك أربعة مصادر رئيسية من القصور المعرفي ترتبط بظهور الأمراض النفسية:[٤]

  • نقص المعلومات وقلة الخبرة في حل المشكلات.
  • التوقعات السلبية.
  • افكار الفرد ومعتقداته عن نفسه و الآخرين والمواقف التي يتفاعل معها.
  • أساليب التفكير الخاطئة.


النظرية التحليلية

يرى أصحاب هذا النموذج أن الأمراض النفسية تنشأ كنتيجة لما أصاب الفرد في طفولته في الماضي، سواء كانت صدمات أو شعورا بالنقص أو عدم تلبية الحاجات، و يعد "فرويد" من أهم مؤسسيي مدرسة التحليل النفسي، واستخدم في علاجه العديد من الطرق منها التفريغ الانفعالي أوالتداعي الحر، والتنويم المغناطيسي، وتحليل الأحلام.



نظرية التعلم الاجتماعي

تبعًا لهذه النظرية فإن سبب المرض النفسي لا يقع في الشخص بقدر ما يقع في نمط العلاقات مع الآخرين وأساليب الاتصال والصلات القرابية غير المتوازنة، فسلوك الشخص غير السوي هو سبب لمشكلات مجتمعية خاصة في الأسرة، هذه النظرية تدرس علاقة العوامل الإجتماعية والبيئية الفيزيقية بالأمراض الجسمية والنفسية، والبيئة الفيزيقية ونعني بها البيئة الجغرافية والضوضاء والمناخ ودرجة الحرارة، أما المتغيرات الإجتماعية فتعني الأعراف والقواعد التي تُحرك سلوك الفرد في مجتمع ما وتلعب البيئة الإجتماعية دورًا أساسيًا في نشأة الكثير من الأمراض.


أهمية نظريات علم النفس

وبالحديث عن أهمية معرفة نظريات علم النفس ودورها في حياتنا خاصة تلك النظريات القديمة وغير الدقيقة منها، سنتحدث عن بعضها للإجابة عن هذه التساؤلات:[٥]

  • تطور التفكير في المواضيع وفهم أعمق للنظريات الحديثة، كما أنها هذه النظريات توفر معلومات قيمة حول تاريخ علم النفس.
  • بفضل نظريات علم النفس المختلفة، ظهرت الكثير من الدراسات والأبحاث عن الفكر والسلوك البشري، على سبيل المثال أظهرت النظريات السلوكية كيف يمكن استخدام أساليب التكيف لتعلم السلوكيات والمهارات الجديدة.
  • بالرغم من أن بعض النظريات قد سقطت في غير صالحها، إلا أن بعضها قد بقيت مقبولة على نطاق واسع، ولكن جميعها ساهمت بشكل كبير في فهمنا للسلوك البشري، فمن خلالها يمكنك معرفة المزيد عن هذه النظريات، و الحصول على فهم أعمق وأكثر ثراءً وشمولًا لماضي وحاضر ومستقبل علم النفس.


أهمية دراسة علم النفس

يهتم علم النفس في أصل دراساته بمعالجة السلوك الإنساني وفهمه، ومُحاولة إحداث التعديل والتغير المَطلوب على السلوكيات بالإضافة إلى الكشف عن الأسباب الكامنة وراء حدوثها، وتكمن الأهمية في معرفة فروعه وميادينه على النحو الآتي:[٦]


علم النفس العام: هوالمدخل الرئيسي للعلوم النفسية جميعها، فهو يدرس السلوك الإنساني في المواضيع الأساسيّة، كالإدراك والدوافع، والتذكر، والشخصيّة، والعمليّات العقليّة كالتفكير.


علم نفس النمو: يهتم هذا المجال بدراسة مراحل نمو وتطور الفرد في جميع مراحل حياته، بدءًا من مرحلة الطفولة الى مرحلة الشيخوخة كما انه يدرس التغيرات التي تحدث في كل مرحلة من الناحية النفسية والسلوكية ، وخصائصه الجسمية والإنفعالية.


علم النفس الفسيولوجي: يهتم هذا العلم بدراسة السلوك البشري والعلاقة بين هذا السلوك واعضائه الداخلية وجهازه العصبي، فتكمن أهميته في إيجاد تفسير عضوي أو فسيولوجي للسلوك البشري.


علم النفس الصناعي: يهتم هذا العلم بدراسة الطرق المناسبة لتطبيق وتفعيل مبادئ علم النفس في الميدان الصناعي.


علم النفس الإجتماعي: يهتم بدراسة سلوك الفرد وعلاقته بالجماعة والمجتمع، كما يهتم بدراسة علاقة الجماعات فيما بينها وتأثيرها على السلوكيات.





المراجع

  1. Duane Schultz, of psychology &ots=e10CTt4OG9&sig=V6e0kUmVhAXDvo6kTkZhwfIgmgM&redir_esc=y#v=onepage&q=development of psychology&f=false A History of Modern Psychology, Page 2. Edited.
  2. Kendra Cherry (3-2-2020), "Types of Psychological Theories", verywellmind, Retrieved 22-12-2021. Edited.
  3. جبالي ومخلوف، أهم النظريات المفسرة لعلم النفس المرضي، صفحة 8.
  4. جبالي ومخلوف، أهم النظريات المفسرة لعلم النفس المرضي، صفحة 2. بتصرّف.
  5. Kendra Cherry (8-2-2020), look at three key reasons why psychological,behavior, we can better understand ourselves and others. "The Purpose of Psychology Theories", verywellmind, Retrieved 20-12-2021. Edited.
  6. "The Major Branches of Psychology", kingonline, 8-3-2019, Retrieved 20-12-2012. Edited.