يُعرف علم نفس النمو (بالإنجليزية: Developmental psychology) على ذلك الفرع من علم النفس الذي يدرس أشكال، ومناحي، وأسباب التغيرات التي تصيب البشر طوال مراحل حياتهم؛ بدءًا من نموهم كأجنة، وحتى وفاتهم، ويركز علم نفس النمو في هذا السياق على مختلف الجوانب في حياة الإنسان عاطفيةً كانت، أم معرفية وجسدية، واجتماعية، ويُعرف علم نفس النمو كذلك على أنه ذلك الفرع من المعرفة الذي يسعى لشرح وتفسير التغيرات التي يتعرض لها الفرد طوال حياته، بسبب ما يتعرض له من تأثيرات بيئية، وفردية، وبيولوجية، تؤثر على تفكيره وسلوكه، بالإضافة إلى المنطق عنده،[١][٢] ولعلم نفس النمو عدد من الأهداف، والتي نستعرض أبرزها في العناوين التالية في هذا المقال:[٣][٤]


توقع السلوك في المستقبل

في حالة الأطفال العاديين، يسعى علم نفس النمو إلى توقع شكل سلوكهم في المستقبل، إلى جانب التنبؤ بطبيعة نموهم الاجتماعي، والعاطفي، والعقلي، والجسدي؛ حيث يعتمد علم نفس النمو في ذلك على مراقبة النمو البدني للطفل، إضافة إلى أنه يحدد أُسسًا معينة لتقييم نمو الطفل، ويضع بناءً على كل ما ذكر سابقًا الاحتمالات بخصوص مستقبله، وكما ذكرنا سابقًا، فإنّ توقع السلوك في المستقبل يكون في حالة الأطفال العاديين فقط، أما في حالة الأطفال الموهوبين، والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهذا التقييم في حالتهم قد لا يكون دقيقًا.


مساعدة كبار السن

من الأهداف الأخرى لعلم نفس النمو مساعدة كبار السن، من خلال تحسين جودة حياتهم، والسعي لمساعدتهم لعيش حياةٍ أفضل؛ حيث يعتبر علم نفس النمو أنّ تقدم العمر لا يوقف نمو وتطور العقل، ولكن الفرد مع تقدمهِ في السن قد تتغير نظرته إلى الحياة، ويُصاب بالاضطرابات العقلية، والتي من أكثرها شيوعًا لهذه الفئة الخَرَف (بالإنجليزية: Dementia)، المعروف كذلك بالعتاه، أو التدهور العقلي، ويعمل علم نفس النمو على دراسة التغيرات والاضطرابات التي تصيب الإنسان مع تقدمه في السن بهدف التوصل إلى علاجات تساعدهم في مرحلة الشيخوخة.


تمكين الأهل من فهم أولادهم بشكل أفضل

لا شك أنّ النمو عملية معقدة، يمر خلالها الأطفال بالعديد من التغيرات، ولا سيما في مرحلة المراهقة ومرحلة البلوغ، وقد يجد الأهل صعوبةً في التعامل معهم خلالها، ليظهر هنا دور علم نفس النمو، الذي يهدف إلى جعل الأهل يفهمون هذه التغيرات بشكلٍ أفضل، مما يُمكنهم من التعامل مع التحديات التي تطرأ في هذه المراحل بطريقة صحيحة، لضمان نشأة صحية وسليمة لأولادهم، بالإضافة إلى ذلك، يهدف علم نفس النمو إلى تعليم الأهل الطرق الصحيحة للتعامل مع أولادهم والتواصل معهم، سواءً أكان ذلك عن طريق اللعب، أو التحدث، أو حتى القيام بالنشاطات المشتركة معًا، والتي تساعد في تعزيز السلوكيات الإيجابية عند الأولاد، وتمكنهم من فهم مشاعرهم والتعبير عنها بصورة صحيحة.[٥]


مساعدة المراهقين في تجاوز مشاكلهم

يؤرق المراهقون خلال مرحلة المراهقة العديد من الهواجس ومصادر القلق، والتي يتمحور عدد منها حول تصرفاتهم، بالإضافة إلى التغيرات الجسدية التي تصيبهم، والتي قد تؤثر على السلوكيات الصادرة منهم، وتسبب لهم المشاكل، ويهدف علم نفس النمو إلى مساعدة المراهق في هذه الحالة على حل مثل هذه المشاكل، واكتشاف ما إذا كان السلوك الصادر منه طبيعًيًا أم غير ذلك، ومن الأمثلة على المشاكل التي يساعد علم نفس النمو المراهقين على التخلص منها تعاطي المواد الممنوعة؛ فهذا الفرع من علم النفس يدرس تأثيرات هذه المواد على دماغ المراهق، ويعمل على عكسها، وتقديم المساعدة للمراهق كي يتخلص منها، ولا يعود لها مرة أخرى.


علاج صعوبات التعلم

من أهداف علم نفس النمو مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم؛ فالأطفال بطبيعة الحال تتفاوت قدراتهم على التعلم، فهناك أطفالٌ يتعلمون بسرعة، في حين أنّ هناك أطفالاً آخرين يواجهون صعوباتٍ في التعلم، ويتعلمون بشكلٍ أبطأ، ويظهر هنا دور علم نفس النمو، الذي يعمل على تقييم حالة الطفل عند تأخر قدرته على التعلم، وتحديد ما إذا كانت حالته طبيعية أم أنّ هناك سببًا آخر يقف وراءها.


المراجع

  1. "What Is Developmental Psychology?", National University, Retrieved 16/11/2022. Edited.
  2. "Developmental psychology", worldsupporter, Retrieved 16/11/2022. Edited.
  3. "What are the objectives of Developmental Psychology ?", jitudas, Retrieved 16/11/2022. Edited.
  4. "What Are 7 Benefits Of Seeing A Developmental Psychologist?", mytherapist, Retrieved 16/11/2022. Edited.
  5. "5 Reasons to Study Human Development", verywellmind, Retrieved 16/11/2022. Edited.