أبرز نظريات الشخصية في علم النفس

ثمّة نظريّات مختلفة في علمِ النَّفس فسَّرت الشخصيَّة وحلَّلتها وبيَّنَت كيفيّة تشكيلها اعتمادًا على العوامل المحيطة بها، وكان أبرزُها ما يأتي.

نظرية التحليل النفسي للشخصية

طوَّر العالِمُ سيجموند فرويد -مؤسّس علم النّفس الحديث- نظريّة التحليل النفسي (The Psychoanalytic Theory of Personality)، ويَرى فيها أنّ شخصيّة الفرد مكوّنة من ثلاثة عناصر، هي: الأنا والأنا العليا والهويّة، تتضافرُ هذه العناصر معًا لتشكّل انفعالاتنا وعواطفنا المختلفة،[١] حيث تُسيطر الأنا على واقعيّة الأنا العليا والهويّة، وتنفرد الأنا العليا في تنمية الجانب الأخلاقيّ للفرد، ويخلُصُ أخيرًا إلى اعتقاد أنّ الغرائز الفطريّة وطبيعة التنشئة الأسريّة هما القوّتان اللتانِ تُشكّلان الشخصيّة وتُؤثّران بها بشكلٍ مباشر.[٢]


النظرية الإنسانية للشخصية

طوَّرَ عالِما النَّفس أبراهام مارسلو وكارل روجرز النظريّة الإنسانيّة للشخصيّة (The Humanistic Theory of Personality)، وهي تنصّ على أنّ الشخصيَّة تتشكّل من دافعِ الفرد في تحقيقِ رغباتِه وإمكانيّاتِه، وتُولي اهتمامًا لإرادتِه الحرّة ووعيه الشخصيّ ونموّه النفسيّ والعاطفيّ،[١] وقد وَضَعَ روجرز مجموعةً من القيم التي ينبغي أن تُوفّرها بيئة الفرد كي ينموَ بشكلٍ سليم، وهي: الصّدق والانفتاح، والاحترام والقَبول، والتَّعاطف والتفهُّم، حيث جعلَ هذه القيم محور العلاقات الإنسانيّة الصحيّة وأساس تطوّرها.[٣]


نظرية السمات

طوّر عالِمُ النّفس الأمريكيّ ريموند كاتل نظريّة السّمات (Trait Theory)، ويرى فيها أنّ شخصيَّة الفرد تتكوّن من مجموعةٍ من السّمات المستقرّة في حياتِه عامَّةً، وهي محصورة في خمس سماتٍ أساسيّة تُسمّى "أبعاد الشخصيّة الخمس الكُبرى" وهي: الانبساط، الضّمير، التّوافق، الانفتاح، العُصابيّة،[١] كما تؤمن أنّ المصطلحات التي تصف حالته المزاجيّة هي ما تُكوّن شخصيّته وتعبّر عنها، مثل وَصف: سعيد، حزين، غاضب، هادئ، حيث تجتمع صفات الفرد العامّة مشكِّلة هويّته وجوهره وطبيعته.[٢]


النظرية الاجتماعية المعرفية

طوَّر عالِم النّفس الكنديّ ألبرت باندورا النظريّة الاجتماعيّة المعرفيّة (Social Cognitive Theory)، وتنصّ على أنّ الشخصيّة تتطوّر عن طريق عامِلَيْن هما: التعلّم الاجتماعيّ،[١] الذي يَشمل المشاهدة والملاحظة والكفاءة الذاتيّة والتّقليد والنّمذجة وتفاعل الفرد مع أفكاره ومحيطه، والعمليّات المعرفيّة التي تشمل: الإدراك والتّركيز والانتباه والتذكّر والتّحفيز، كلّ ذلك من شأنِه أن يتحكّم في في تكوينِ شخصيّاتنا وتوجيه سلوكنا، كما أكّدت النظريّة على تأثير أفكارنا الواعية ومعتقداتنا وكفاءتنا على قدراتنا الذاتيّة.[٤]


نظرية السلوك

أسَّس عالِم النّفس الأمريكيّ جون واطسون مبادئَ النظريّة السلوكيّة (Behaviorist Theory)[٥] التي تنصُّ على أنّ محيط الشّخص هو العامل الرّئيس الذي يُسهم في تكوين شخصيّته وتعزيزها وتطويرها وصيانتها،[١] حيث تصف مدى التّأثير البيئيّ على سلوكِ الفرد وتوجيهه، وأنّه يُمكن تفسير هذا السّلوك عن طريق التعلُّم القائم على التّحفيز والاستجابة.[٦]


المنظور البيولوجي للشخصية

تعتمدُ النظريَّة البيولوجيّة (Biological Perspective on Personality) على علمِ الأحياء -تحديدًا علم الوراثة- في فهمِ الشخصيّة واستكشافها وتحليل العناصر المكوِّنة لها والمؤثّرة فيها، وتؤمن أنّ الشخصيّة قابلة للتّوريث وأن للجينات دورًا كبيرًا في التّأثير على السّمات الشخصيّة العامّة للفرد.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Personality", Prospective Doctor, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Personality Theory", Study, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  3. "Carl Rogers' Humanistic Theory of Personality Development", Simply Psychology, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  4. "The 4 Major Personality Perspectives", Very well mind, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  5. "What Is Behaviorism?", Very Well Mind, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  6. "behavior theory", Dictionary, Retrieved 21/2/2023. Edited.