مؤسس علم النفس الحديث

يُعد علم النفس (بالإنجليزية: Psychology) من فروع العلم الجديدة؛ لهذا فهو يوصف بأنه علمٌ حديث، حيث يعود تطوره إلى قرابة الـ150 عامًا الماضية،^[١] ويُعرف علم النفس على أنه الدراسة العلمية التي تُركز على السلوك، والعقل البشري، ووظائفه؛ إذ يعتبر علم النفس أنّ سلوك الإنسان في المواقف المختلفة يعتمد إلى حدٍ كبير على وظائف العقل وحالته.^[٢][٣]

مؤسس علم النفس الحديث

يرجع الفضل في تأسيس علم النفس الحديث إلى طبيب الأعصاب النمساوي سيغموند فرويد (بالألمانية: Sigmund Freud)، والذي يعتبر واحدًا من أكثر المفكرين تأثيرًا وإثارة للجدل في القرن العشرين، ويحظى فرويد بسبب ذلك بلقب "مؤسس علم النفس الحديث"،^[٤] وتاليًا استعراض لأهم التفاصيل المتعلقة بحياته، وعمله، وإنجازاته في مجال علم النفس:

محطات حياته

من أبرز محطات حياة مؤسس علم النفس الحديث سيغموند فرويد:^[٥][٦]

• وُلد سيغموند فرويد في تاريخ 6 مايو عام 1856، وتحديدًا في مدينة فرايبرغ (بالألمانية: Freiberg)، في منطقة مورافيا (بالإنجليزية: Moravia)، والتي تُعتبر اليوم جزءًا من جمهورية التشيك.
• عندما بلغ فرويد الرابعة من عمره، انتقلت عائلته إلى مدينة فيينا، التي عاش وعمل فيها طوال حياته.
• في العام 1886، تزوج فرويد من امرأة تُدعى مارثا بيرنايز (بالإنجليزية: Martha Bernays)، وأنجب منها 3 بنات و 3 أبناء، وقد كان من بين أولاده آنا فرويد (بالإنجليزية: Anna Freud)، والتي تعتبر من أشهر المحللين النفسيين.
• عانى فرويد من السرطان، وتوفي بسببه عن عمرٍ ناهز 83 عامًا، في إنجلترا، في تاريخ 23 سبتمبر عام 1939.

تعليمه وعمله

من أهم المعلومات عن تعليم سيغموند فرويد وعمله الذي مهد له الطريق في مجال علم النفس الحديث ما يلي:^[٧][٦]

• في عام 1873، بدأ فرويد دراسة الطب في جامعة فيينا، وقد ركزت أبحاثه خلال تلك الفترة على العلوم العصبية، التي تُسمى أيضًا البيولوجيا العصبية (بالإنجليزية: Neuroscience)، وقد عمل على استكشاف بيولوجيا الدماغ والأنسجة العصبية عند كل من الإنسان والحيوان.
• بعد التخرج، أسس فرويد عيادة خاصة، وبدأ فيها بعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة؛ فقد كان يعتبر نفسه عالمًا وليس طبيبًا، وسعى لأجل هذا إلى فهم المعرفة والخبرة البشرية.
• في العام 1882، حظي فرويد بوظيفة مساعدٍ إكلينيكي في المستشفى العام في فيينا، وتدرب هناك مع الطبيب النفسي ثيودور مينيرت (بالإنجليزية: Theodor Meynert)، وأستاذ الطب الباطني هيرمان نوثناجيل (بالإنجليزية: Hermann Nothnagel).^[٥]
• وبحلول العام 1885، أنجز فرويد بحثًا مهمًا عن نخاع الدماغ، وتم تعيينه محاضرًا في علم الأمراض العصبية.^[٥]

أهم إنجازاته في علم النفس الحديث

أحدث فرويد ثورة في النظرة إلى الحالات الصحية العقلية وعلاجها، وعمل على تأسيس ما يُسمى بالتحليل النفسي، والذي يعرف على أنه أحد الطرق العلاجية في علم النفس، والذي يقوم على الاستماع إلى المرضى لفهم ما يعانون منه، ولفهم كيف تعمل عقولهم، وما زال للتحليل النفسي تأثير على علم النفس الحديث وفروعه المختلفة، بالإضافة إلى ذلك، ساهمت نظريات ومؤلفات فرويد في تعميق فهم الجوانب التي تتعلق بالنفس البشرية، بما في ذلك الأحلام، والطفولة، والشخصية، والذاكرة، والغريزة، ومن أهم النظريات التي وضعها فرويد، والتي كان لها الفضل في تشكيل ملامح علم النفس الحديث ما يلي:^[٤][٨]

• العقل الباطن: تُسمى هذه النظرية أيضًا بالعقل اللاواعي واللاشعور، وتقوم على أنّ العقل البشري عبارةٌ عن مستودع للأفكار، والذكريات، والعواطف، التي تقع خارج نطاق العقل الواعي.
• النظرية البنيوية: يقترح فرويد في هذه النظرية أنّ الشخصية تتكون من ثلاثة عناصر أساسية، وهي: الهو، والأنا، والأنا العليا؛ حيث تمثل الهو اللاوعي، في حين تمثل الأنا الوعي، بينما تمثل الأنا العليا الإطار الأخلاقي الذي ينظم عمل الأنا.
• غرائز الحياة والموت: وفقًا لفرويد، فإن البشر يملكون نوعين من الغرائز، تتمثلان بالحياة والموت؛ حيث تدفع غرائز الحياة الإنسان للتكاثر، والبقاء، وعيش الملذات، في حين تدفعه غرائز الموت إلى العدوان، وإيذاء النفس، والدمار.
• الدفاعات النفسية: يقترح فرويد في هذه النظرية أنّ الشخص يستخدم وسائل يدافع من خلالها عن نفسه ضد الشعور بالقلق، ومن الأمثلة عليها: الكبت، والنكوص، والتسامي أو التعالي.