شرح مفهوم علم النفس العيادي

إنّ لعلم النفس العيادي مُسمياتٌ أخرى، وهي علم النفس السريري، وعلم النفس الإكلينيكي (بالإنجليزية: Clinical Psychology)، وهو العلاج النفسي الذي يجري عبر تطبيق النظريات النفسية على الحالات المُستهدفة بالعلاج، ويجري ذلك عبر إجراء التشخيصات والاختبارات النفسية لها، وعلاجها في العيادات النفسية والأماكن المخصصة لذلك بناءً على نتائجها، وخلال عدة جلسات، ويستفيد علماء النفس العياديون في تعاملهم مع الحالات وعلاجها من الفروع الأخرى لعلم النفس، مثل: علم النفس الاجتماعي، وعلم النفس الفسيولوجي، وعلم نفس النمو، وذلك لدراسة شخصية الحالة التي بين أيديهم دراسةً شاملة، وتقديم العلاج الذي يمنع تفاقم مشكلة الحالة أو تكرارها في المستقبل.[١]


إجراءات العلاج في علم النفس العيادي

يجري العلاج في علم النفس العيادي، أو علم النفس الإكلينيكي، عبر ثلاث مراحل أو خطوات مُنظمة، تتدرج في علاج الحالات الخاضعة لإشراف الطبيب النفسي المختص، وتشمل هذه المراحل ما يلي:[٢]

  • التشخيص والتقييم: في هذه المرحلة، يبدأ الطبيب النفسي بالاطلاع عن قرب على الحالة، والتعرف عليها أكثر، وعلى طبيعة المشاكل والاضطرابات التي تعاني منها، وذلك بغرض وضع خطة علاجية لمساعدتها.
  • العلاج النفسي: المرحلة الثانية بعد مرحلة تقييم الحالة هي البدء بعلاجها فعليًا، وخلال هذه المرحلة، يراعي الطبيب النفسي شخصية الحالة واحتياجاتها في الأساليب العلاجية، ولا يتبع بناءً على هذا نفس الطريقة العلاجية مع جميع الحالات، كما يمكن أن يتخذ العلاج النفسي شكلاً جماعيًا، يشارك فيه عدة أفراد، أو على شكل لقاءٍ فردي، يقتصر على الحالة والطبيب النفسي فقط.
  • انتهاء العلاج النفسي: تمثل هذه المرحلة نهاية رحلة العلاج النفسي للحالة بعد استكمالها له وتحسن حالتها.


الحالات التي يعالجها علم النفس العيادي

يمكن اللجوء إلى علم النفس العيادي لعلاج العديد من الحالات، والتي من أبرزها ما يلي:[٣]

  • الاضطراب الوسواس القهري.
  • التبعية العاطفية.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • التوجيه الأسري، والمشاكل الأسرية.
  • الجسدنة (تحول أعراض الاضطراب النفسي إلى أعراض مرضية تظهر على الجسد).[٤]
  • الاكتئاب.
  • اضطرابات النوم والأرق.
  • العجز الجنسي.
  • القلق.
  • اضطرابات الشخصية.
  • التفاعل الحاد للكرب، المعروف أيضًا بالصدمة العقلية.
  • الانتهاك الجنسي.
  • اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية.


متطلبات ممارسة علم النفس العيادي

هناك عددٌ من المتطلبات الأساسية التي يجب أن تتوافر في الطبيب المختص بعلم النفس العيادي، والتي يجب أن يتبناها ويطبقها في عمله، وتشمل أبرز هذه المتطلبات ما يلي:[٥]

  • الالتزام بأخلاقيات المهنة: يجب أن يحترم الطبيب النفسي الحالة التي يعالجها، ويتعاطف معها ومع مشاكلها، وأن يبذل ما بوسعهِ لمساعدتها، ولا سيما أنّ العلاج النفسي يتضمن إظهار الحالة لأضعف جوانب شخصيتها، وهو أمرٌ مزعج وغير مريحٍ البتة.
  • مهارات الكتابة المتقدمة: إنّ الكتابة جزءٌ مهم من العلاج النفسي العيادي؛ حيث يقوم الطبيب المختص بتدوين ما يلاحظه على الحالة التي يشرف عليه، وكتابة ما يخصها من ملاحظاتٍ وغيرها، وهذا الأمر يتطلب منه دقةً ومهارة عالية.
  • دقة الملاحظة والتركيز: على الطبيب النفسي أن يملك القدرة على ملاحظة التفاصيل الخاصة بالحالة، للاستفادة منها في عملية العلاج.
  • مهارات التواصل الفعّالة: إنّ لمهارات التواصل التي يجب أن يتحلى بها الطبيب النفسي المختص بالعلاج العيادي شكلين؛ أولهما القدرة على شرح وتوضيح وضع الحالة لأصحاب الشأن، من المختصين الآخرين، أو أفراد عائلة الحالة، باستخدام المصطلحات المناسبة، وثانيهما القدرة على التواصل مع الحالة بكل فعالية، لفهمها أكثر، ومساعدتها.
  • الالتزام بالحدود: على المعالج النفسي المختص بعلم النفس العيادي التواصل مع الحالة ضمن الحدود المسموحة، والتي لا تتعدى على خصوصيتها الجسدية أو العاطفية.
  • التخطيط المنطقي للعلاج: عندما يضع المختص بعلم النفس العيادي خطةً لعلاج الحالات التي يشرف عليها، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أوجه الاختلاف بين كل حالة والأخرى، وتأثير هذا على طريقة العلاج ومدته.


المراجع

  1. محمود مندوه محمد سالم، علم النفس الإكلينيكي العيادي فنياته و تطبيقاته، صفحة 11. بتصرّف.
  2. "What is Clinical Psychology?", talkspace, Retrieved 19/9/2022. Edited.
  3. "Clinical psychology", topdoctors, Retrieved 19/9/2022. Edited.
  4. "somatization", merriam-webster, Retrieved 19/9/2022. Edited.
  5. "Clinical Psychology", allpsychologyschools, Retrieved 19/9/2022. Edited.