ما دلالة شرود الذهن؟

يدلُّ شرودُ الذّهن في علم النّفس المعرفيّ على حدوث انفصال مؤقّت للوعي والانتباه عن المَهمّة التي قصدَ الفرد أن يوجّه تركيزه عليها،[١] وغالبًا ما يحدثُ شرودُ الذّهن نتيجةَ انشغال الأفراد بأفكارٍ مركزيّة تؤثّر على حياتِهم اليوميّة والعامّة، أو معاناتِهم من ضغوطاتٍ وقلقٍ وتوتّر إزاءَ مشكلاتٍ ما، وتختلف درجة الشّرود من شخصٍ إلى آخر، حيثُ إنّ معدّل الشرود لدى كبار السنّ مثلًا أقلّ من معدّله لدى المراهقين، إضافةً إلى أنّ الأشخاص التّعساء يميلون إلى شرود الذّهن أكثر من الأشخاص السّعداء، وقد تشردُ أذهاننا دون أن نخطّط أو نلاحظ ذلك.[٢]


هل هناك علاقة بين شرود الذهن والاكتئاب؟

غالبًا ما يُفسَّر الأشخاص شرود الذّهن بطريقةٍ سلبيّة، وقد أظهرت الدّراسات والأبحاث النفسيّة أنّ الأشخاص ذوي الميول الاكتئابيّة تشردُ أذهانُهم بمعدّل أكبر بكثير من غيرهم، حيث لا يستطيعون السّيطرة على أفكارِهم السلبيّة التي تظهرُ على شكل شرود ذهنيّ متواصل يُسمّى "الاجترار" أيْ اجترار الأحداث والمشاهد السلبيّة باستمرار بطريقةٍ تتحكّم في العمليّات الذهنيّة العقليّة، وترتبط هذه الحالة ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب.[٣]


ما الذي يسبب حدوث شرود الذهن؟

علميًّا، تقول الدّراسات المختبريّة إنّ شرود الذّهن يحدث نتيجة تفاعل الخلايا العصبيّة مع بعض مناطق قشرة الدّماغ المسؤولة عن العاطفة والسّلوك، وتكون هذه الخلايا في حالةٍ نشطة عندما يكونُ الأشخاص في حالةٍ من الرّخاء والرّاحة أو عندما يؤدّون مَهمّات لا تحتاج منهم انتباهًا عاليًا، وبالمقابل، تمّ ربط حالة شرود الذّهن والتّغيرات التي تحدث في نشاط الدّماغ مع وجود أمراضٍ عقليّة ونفسيّة عديدة، منها: الاكتئاب والزّهايمر واضطراب ثنائيّ القطب واضطراب ما بعدَ الصّدمة.[٤]


هل هناك فوائد عقلية لشرود الذهن؟

يَرى أستاذ الأعصاب موشيه بار أنّ لِشرودِ الذّهن فوائد تتمثّل في تحسين المزاج وتحفيز الإبداع وتعزيز مهارات حلّ المُشكلات والاستجابة للتعلُّم، فعندما يتعمَّق الفرد في استخدام ذاكرتِه ويتخيّل ما يمكن أن يكونَ عليه مستقبله، فإنّ دماغَه يُسجّل هذه المعلومات ويحفظها كما لو أنّها كانت أحداثًا واقعيّة، وبما أنّ التجارب الواقعيّة تؤثّر بشكلٍ مباشر على القرارات الشخصيّة، فإنّ هذه المحاكاة التي تحدث في حالة شرود الذّهن قد يكون لها تأثيرٌ مشابه.[٥]


إلى جانب أنّ أحلام اليقظة المرتبطة بتخيُّل حلول وسيناريوهات محتملة للمُشكلات، واستحضار بعض الأفكار المتعلّقة بالتّحديّات التي يُواجهها الفرد في حياتِه، ستُساعده بشكلٍ فعّال على أن يتحكّم باستجابتِه النفسيّة حيالَ المشكلات ويجد الحلّ المناسب لها، إضافةً إلى إحداثٍ تأثير إيجابيّ على حالتِه المزاجيّة، بالمقابل قد يتحوّل شرود الذّهن إذا كانَ يحدث على فتراتٍ طويلة فإنّه قد يؤدّي إلى القلق والاكتئاب.[٥]


كيفية السيطرة على شرود الذهن

يُمكن السّيطرة على مشكلة شرود الذّهن المستمرّ بما يأتي:[٦]

  • اقضِ وقتًا جيِّدًا في الطّبيعة لتخفّض مستويات التوتّر.
  • تجاوز حوارك الداخليّ المستمرّ مع نفسك وقم بأداء أنشطة ماديّة، مثل الرّياضة وغيرها.
  • لا تأخذ أفكارك الذهنيّة المجترّة على محمل الجدّ.
  • تحدَّث إلى الأشخاص وتفاعل اجتماعيًّا لا يُسيطر شرودك الذهنيّ على سلوكيّاتك ومزاجك وتواصلك مع الآخرين.

المراجع

  1. "Mind Wandering", Science direct, Retrieved 21/4/2023. Edited.
  2. "The Wandering Mind: How the Brain Allows Us to Mentally Wander Off to Another Time and Place", Frontiersin, Retrieved 21/4/2023. Edited.
  3. "Mind Wandering: Examples, Symptoms And Treatment", Spring, Retrieved 21/4/2023. Edited.
  4. "How to Refocus the Wandering Mind (15 Practical Solutions)", Life hack, Retrieved 21/4/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "Here’s why you should let your mind wander — and how to set it free", Washington post, Retrieved 21/4/2023. Edited.
  6. "7 Ways To Pull Your Wandering Mind Back Into The Present Moment", Forbes, Retrieved 21/4/2023. Edited.