أهم نظريات التعلم في علم النفس

تَعني نظريّات التعلُّم في علم النّفس التربويّ المدارس والأفكار التي تشرح الآليّة التي يتعلَّم بها النّاس وكيفيّة تلقّيهم للمعلومات ومعالجتها والاحتفاظ بها، باعتبار أنّ التعلُّم هو تغيُّر مستمرٌّ في السّلوك، يتأثَّرُ بعواملَ مختلفة مثل: المتغيّرات الثقافيّة والاجتماعية والبيولوجيّة والعاطفيّة، وتنقسم هذه النظريّات إلى خمسة أقسام رئيسة على النّحو الآتي.[١]


نظرية التعلم السلوكي

تفسّر النظريّة السلوكيّة لماذا يتصرّف النّاس بالطّريقة التي يتصرّف بها، وكيف تؤثّر بيئتهم على تفاعلهم وطريقة تعلّمهم، وكيف يتعاملون مع المتغيّرات الخارجيّة، وقد ربطت مسألة التعلّم بعاملين أساسيّين هما: الارتباط والتّعزيز.[٢]


حيث افترض عالمُ النّفس الروسيّ إيفان بافلوف تجربةً أكّدَ فيها "التعلّم بالارتباط"، عندما أجرى اختبارًا على مجموعةٍ من الكلاب، قرنَ فيه بين صوت الجرس وموعد تناول الطّعام، وقد أثبت أنّهم ربطوا صوت قرع الجرس بوجود طعام بالفعل، وعُرفَ هذا باسم التّكييف الكلاسيكيّ، أمّا عالمُ النّفس سكينر فقد اقترح أنّ تقوية السّلوك أو إضعافه يعتمد على التّعزيزات والعقوبات، أيّ أنّ التعلّم يحدث عندما يوضع السّلوك بمحكّ العواقب، وهذا ما أسماه بالتّكييف الفعّال.[٢]


نظرية التعلم المعرفي

تفترض نظريّة التعلّم المعرفيّ أنّ عمليّة التعلّم قائمة على الفَهم والإدراك والعمليّات الفكريّة المختلفة مثل: الانتباه والتّركيز والذّاكرة ومعالجة المعلومات وربطها بمعلومات سابقة والموزانة بينها،[٣] ومن أشهر النظريّات الفرعيّة النّاتجة عنها نظريّة بياجيه المعرفيّة التي تشرح آليّة التعلّم ومعالجة المعلومات، حيث قسّم التطوّر الفكريّ للفرد منذ طفولته إلى أربعة مراحل هي:[١]

المرحلة الحسيّة الحركيّة: يتعلّم الطّفل خلالها عن محيطه بالاعتماد على حواسّه.

المرحلة ما قبل التنفيذية: يبدأ فيها الطّفل باستخدام اللغة واللعب التخيّلي.

المرحلة التنفيذيّة الملموسة: يستخدم الأطفال فيها المنطق في فهمهم لمحيطهم.

المرحلة التنفيذيّة المجرّدة: يفكّر فيها الطّفل بمنهجٍ استنتاجيّ ويستطيع أن يفهم الأفكار المجرّدة.


نظرية التعلم البنائية

تعتبِر نظريّة التعلّم البنائيّة أن المتعلِّم هو مشارك فعّال في العمليّة التعلّميّة، وقد تأثّرت بالمفاهيم التي اقترحها عالمُ النّفس ليف فيجوتسكي، حيث طرح مفهومين أساسيّين، هما: الآخر الأكثر معرفة: ويَعني به الشّخص الذي يمتلك معرفة ومستوى فهم أعلى من المتعلّم العاديّ، ومنطقة التطوّر القريب: وهي القدرة التي يمتلكها الشخص العاديّ والتي تؤهّله إلى أن يكون لاحقًا "الآخر الأكثر معرفة".[١]


نظرية التعلم الاجتماعي

اقترح عالمُ النّفس ألبرت باندورا أنّ عمليّة التعلّم تعتمد على الملاحظة، فمنذ مرحلة الطّفولة، يبدأ الطّفل بملاحظة سلوكيّات مَن حوله ثمّ يحاول محاكاتها وتقليدها، وقد أجرى اختبارًا أسماه "دمية بوبو" أثبت من خلالِه أنّ الأطفال لهم قابليّة عالية لتقليد السلوكيّات السلبيّة إذا ما تمّ دفعهم إلى ذلك بالفعل.[١]


نظرية التعلم التجريبي

ترى هذه النظريّة -التي قدّمها عالمُ النّفس ديفيد كولب- أنّ عمليّة التعلّم تتأثر بشكلٍ أساسيّ بالخبرة العمليّة للفرد، حيث افترض كولب أنّ هناك أربعة مفاهيم متعلّقة بالتعلّم وهي: المفهوم التجريدي والتجربة الملموسة، ويُشيران إلى آليّة تعاطي الأفراد مع التجارب، والتجريب النشط والملاحظة العاكسة، ويُشيران إلى آليّة تحويل الأفراد هذه التجارب إلى خبرات.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Learning Theories In Psychology", Very Well Mind, Retrieved 5/4/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Learning Theory Overview & Types | What is Learning Theory in Psychology?", Study, Retrieved 5/4/2023. Edited.
  3. "5 Learning Theories in Psychology", Online Psychology Degrees, Retrieved 5/4/2023. Edited.