مفهوم المدرسة السلوكية

السلوكيَّة أو علمُ النَّفس السلوكيّ (Behaviorism) هي نظريَّة تعلُّم تقوم على مبدأ دراسة السّلوك البشريّ دراسةً منهجيَّة تستندُ على الملاحظة، دون النَّظر إلى الحالةِ العقليّة والمزاجيّة والوجدانيّة للفرد؛ كونَها مسألة ذاتيّة لا تُفيد في تحليل السّلوك وفَهمِه واستنتاجِ دوافعِه،[١] وهي تُؤمن أنّ السلوكيّات كافّة "مُكتسَبة" من خلال عمليَّةٍ تُسمّى "التّكييف الكلاسيكيّ" التي تعني أنّ السّلوك يحدثُ نتيجةَ تفاعلِ الفرد مع البيئة، أيْ أنّ المنبّهات البيئيّة هي المسؤولة عن تشكيل السّلوك البشريّ وتوجيهه.[٢]


مثالُ ذلك أنّه بالإمكانِ تدريبُ شخصٍ ما على أداء مَهمَّةٍ ما في نطاقِ قدراتِه الجسديّة، بغضِّ النَّظر عن خصائصِه النفسيّة والجينيّة والفكريّة، باعتيار أنّ أيَّو مَهمَّة تتطلَّبُ فقط إلى التّكييف الصّحيح.[٢]


تاريخ ظهور المدرسة السلوكية

ظهرت المدرسة السّلوكيّة عام 1913م بجهودِ ثلَّة من العلماء، حيث كانت بدايتُها عندما نشرَ عالمُ النّفس الأمريكيّ جون واطسون مقالةً عنوانُها "علم النّفس كما يراهُ عالم السلوك"، بيَّن فيه عددًا من الافتراضات والمبادئ المتعلّقة بالتّحليل السلوكيّ، ثمّ أجرى عالمُ النّفس واطسون وراينر تجربةً تطبيقيّة على مبدأ التّكييف عامَ 1920م أسماها "تجربة ألبرت الصّغير".[٣]


كتب بعدَها بورهوس سكينر مقالًا عنوانُه "سلوك الكائنات الحية" عامَ 1938م طرحَ من خلالِه مفاهيم عن التّكييف، بعدَها نشرَ كلارك هال مبادئ السلوكيّة عام 1943م، ثمّ ظهرت مجلة "التحليل التجريبيّ للسلوك" عام 1958م، أخيرًا، أصدر سكينر كتابًا بعنوان: "ما وراء الحرية والكرامة" جاء فيه أنّ الإرادة الحرّة هي محض وهم.[٣]


مبادئ المدرسة السلوكية

تتلخَّصُ مبادئ المدرسة السلوكيَّة في النّقاط الآتية:[٣]

  • السلوكيّة فرعٌ من العلوم التجريبيّة الموضوعيّة تَهدف إلى التنبّؤ والتحليل المنهجيّ.
  • تؤثّر العوامل البيئيّة على السّلوك دون أن يكون للعوامل الفطريّة أو الجينيّة الموروثة دورٌ في ذلك.
  • تهتمّ السلوكيّة بالتّصرفات القابلة للملاحظة دون أخذِها الأفكار والعواطف بعينِ الاعتبار.
  • لا يوجد فرق كبير بين عمليّة التعلّم لدى البشر والحيوانات.
  • ينتجُ السّلوك استجابةً للمحفّزات الخارجيّة.


اتجاهات المدرسة السلوكية

تنقسمُ السلوكيّة إلى اتّجاهين أساسيّين هما:[٢]

  • السلوكية المنهجية: تقترب السلوكيّة المنهجيّة من أفكار جون واطسون، وهي تنصّ على أنّ السّلوك يُدرَس من خلالِ الملاحظة العلميّة فقط، وأنّ طبيعةَ الشَّخصيّة والعمليّات المعرفيّة لا تفيد في فهم السّلوك وتقييمه.
  • السلوكية الراديكالية: أسَّس هذا الاتجاه عالمُ النّفس سكينر، ويقوم على مبدأ أنّ السّلوك يُمكن فهمه عن طريق دراسة البيئة التي ظهرَ فيه، بما في ذلك المحفّزات والتّعزيزات الموجودة فيها.


نظرية التكييف الكلاسيكي في المدرسة السلوكية

نَظريّة التّكييف الكلاسيكيّ (أو نظريّة بافلوفيان أو التكييف المستجيب أو الإشراط الكلاسيكيّ) هي نظريّة أسّسها عالِم النّفس إيفان بافلوف، اعتُبِرت أحد أهمّ النظريّات التي قدَّمَها الفكر السلوكيّ، وهي تقنية نفسيَّة تُستخدَم في التّدريب السلوكيّ تقوم على مبدأ الرّبط بين منبّه بيئيّ ومحفّز طبيعيّ لإثارة استجابة جديدة مكتسبة لدى الإنسان أو الحيوان، ويُسمّى فيها الحافز "المحفّز المشروط" أمّا السّلوك المتسَب فيُسمّى "الاستجابة المشروطة".[٢]

المراجع

  1. "What is the behavioral learning theory?", Western Covernos University, Retrieved 13/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "What Is Behaviorism?", Very Well Mind, Retrieved 13/2/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Behaviorist Approach", Simply Psychology, Retrieved 13/2/2023. Edited.