الفراغ العاطفي في علم النفس

مفهوم الفراغ العاطفي

يُعرَّف الفراغ العاطفيّ في علمِ النَّفس (بالإنجليزيّة: Emptiness) أنَّه الإحساسُ بمشاعرَ وجوديّة مجرَّدة مرتبطة بكيفيّة تواصل الفرد مع نفسِه والآخرين والعالَم، وهو تعبيرٌ وجدانيٌّ عن الانفصال العاطفيّ وعدمِ استقرار الهويّة الذاتيّة، ويشتملُ الفراغُ العاطفيّ بعددٍ من المشاعر مثل: الحزن والوحدة والانسحاب الاجتماعيّ.^[١]

يَصف الأخصائيّ النفسيّ السريريّ أنتوني بي ديماريا الفراغ العاطفيّ بقولِه: "إنّ الفراغَ غالبًا ما يكون مصحوبًا بشعورٍ بالخسارة أو الغياب، حتى لو لم يتمّ فقد أيّ شيء ملموس بالفعل"، كما تُعَرِّفه مستشارة الصحّة العقليّة كاثرين دول تورو بقولِها: "يعتبرُ الفراغ -مثلَ المشاعر البشريّة الأخرى- أمرًا طبيعيًّا عندما يكون استجابةً لحدثِ حياةٍ صَعب، مثل فقدان أحد الأحبّاء أو المرض أو سوء المعاملة".^[١]

أسباب الفراغ العاطفي

إذا كانت حالةُ الفراغِ العاطفيّة مستمرّة لفترةٍ طويلة أو بشكلٍ منتَظم فإنّها تُشير إلى وجود مشكلة نفسيّة فعليّة وغالبًا ما تُفسَّر بالأسباب الآتية:^[٢]

• التعرّض لِصدمة: غالبًا ما ترتبط هذه الصّدمة بفترة الطّفولة، حيث تُشير الأبحاث إلى أنّ الأفراد الذين تعرَّضوا لإساءة عاطفيّة في طفولتهم هم أكثر عرضة للشعور بالفراغ العاطفيّ.
• المعاناة من خسارة: تُسبّب خسارة شيء محبوب أو فقد شخص عزيز أو فقدان وظيفة أو الانفصال إلى تشكيل استجابة تلقائيّة تتمثَّل في الشّعور بفراغٍ عاطفيّ كبير.
• عدم الرّضا: وهو شعور الفرد أنّه بالمكان الخاطئ، كأن يكونَ غير مستقر نفسيًّا في علاقته بشريكٍ ما غير موائم أو امتهانِه وظيفةً غير مناسبة أو البقاء في مكانٍ لا ينتمي إليه أو يُشكّل له أهميّة أو حاجة.
• اضطراب المزاج: قد يكون الشعور بالفراغ العاطفيّ مؤشرًا نفسيًّا على معاناة الفرد من مزاجٍ مضطرب أو اضطراب ما في الشخصيّة، نتيجة تضارب العديد من المشاعر الداخلية وتداخلها معًا.
• آليّات المواجهة غير الصحيّة: أحيانًا، يلجأ الأفراد إلى اتخاذ آليّات تكيُّف غير صحيحة مع تجاربهم المؤلمة، ما يجعلها تتراكم مع تقادم الزّمن مكوِّنة مشاعر الفراغ العاطفيّ، كأن يقمعَ شخص ما ويكبتها عن طريق الهروب من مواجهتها أو اقتراف سلوكيّات متعارضة مع الدّين أو العُرف أو القانون لنسيانها.

مشاعر مرتبطة بالفراغ العاطفي

يُشيرُ الفراغ العاطفيّ إلى وجود مجموعةٍ من المشاعر النفسيّة المختلفة التي تعمل معًا لتشكيل حالة نفسيّة مجرّدة منها:^[٢]

• فقدان الشّغف: سيّما في الأنشطة التي دائمًا ما كان يجد الفرد متعةً في ممارستِها.
• الوحدة: وهي ناجمة عن الانسحاب الاجتماعيّ وانعدام التّفاعل مع المحيط.
• اليأس: يحدث اليأس عندما يتخلّى الفرد عن آمالِه في إمكانيّة تغيير الواقع.
• انعدام القيمة: وهو شعور الفرد بالخِزي حيالَ نفسِه وافتقارِه إلى الإمكانيّات ونقاط القوّة، ذلك نتيجةً لِتدنّي تقديرِه لذاتِه.
• الانفصال: وهو الانفصال العاطفيّ والعقليّ والجسديّ عن كلّ ما يُحيط الفرد.

كيفية التعامل مع الفراغ العاطفي

من الأفضل مواجهة مشاعر الفراغ العاطفيّ بمنهجٍ صحيّ يَشملُ الآتي:^[٣]

• واجِه نفسَك أولًا بالاعتراف بوجود مشكلة حقيقيّة ينبغي علاجها.
• اكتب قائمة بالمشاعر التي ترى أنّها مفقودة في مرحلتك الحاليّة، وخمِّن أسبابَ ذلك.
• ضع لنفسِك واجبات وأنشطة يوميّة تعزّز من تقديرك لذاتك.
• شارك تجربتك النفسيّة مع شخص موثوق، واقرأ له ما دوّنته وتناقَشا حولَه.
• تحدَّث إلى نفسك بإيجابيّة واستعدّ لدخول مرحلة جديدة من التقبُّل واستعادة الشغف.