أسباب الهروب من الواقع

يُسمى الهروب من الواقع (بالإنجليزية: Escapism) في علم النفس بمتلازمة هوديني (بالإنجليزية: Houdini Syndrome)، وهو وسيلة تكيف وحماية ذاتية، يلجأ إليها الإنسان تجنبًا لما يواجهه في حياتهِ اليومية من مسؤوليات ومشاكل، عبر الهروب بنفسهِ إلى عالمٍ خيالي موازٍ، يجد فيه السكينة والأمان، ولكن من جهةٍ أخرى، قد يكون الهروب من الواقع غير مرتبطٍ بما يواجه الإنسان في الحياة من صعوبات، وقد يكون بدلاً من ذلك مؤشرًا على إصابتهِ بأحد الأمراض العقلية الخطرة أو الاضطرابات العصبية،[١][٢] أما أسباب الهروب من الواقع، أو متلازمة هوديني، فهي عديدة، وتشمل الآتي:[٣]

  • التعرض للصدمات المفاجئة.
  • تدني تقدير الذات واحترامها.
  • الافتقار إلى الحوافز ومصادر التشجيع في الحياة.
  • وجود مشاكل في العلاقات الاجتماعية.
  • التأجيل المستمر للمسؤوليات، الذي يُطلق عليه التسويف.
  • الملل.
  • حالة الحزن أو الإصابة بالاكتئاب.
  • الإجهاد العاطفي والعقلي.
  • الخلافات والصدامات مع الأشخاص الآخرين.


أنواع الهروب من الواقع وأعراضه

يتخذ الهروب من الواقع شكلين؛ أحدهما إيجابي، والآخر سلبي، ويعتمد تحديدهما وتمييزهما عن بعضهما على نوع النشاطات التي يلجأ إليها الإنسان، إيجابيةً وبناءةً كانت، أم سلبيةً وهدّامة، وتاليًا توضيحٌ أكثر شمولاً عنهما:[٣][٤]


الهروب من الواقع بإيجابية

في هذا النوع من الهروب من الواقع، يسعى الفرد إلى تعزيز تواصلهِ بالعالم، وبالآخرين، وبذاته، بهدف الارتقاء بها، ويقوم خلال هذا بأمورٍ تُوصف بالإيجابية، والتي يُعتبر قيام الإنسان بها دليلاً على أنه يتجنب الواقع ويتهرب منه بطريقةٍ سليمة، ومنها ما يلي:[٥]

  • السفر حول العالم.
  • كثرة أحلام اليقظة.
  • عيش الفرد حياته بشروطه الخاصة، وعدم القيام بما لا يُطيقه أو يُقنعه.
  • قراءة روايات الخيال العلمي، وغيرها من الأعمال الخيالية.
  • القيام بنشاطات أخرى ترتبط بالهدوء والاسترخاء، مثل التأمل، والاستماع إلى الموسيقى، وممارسة الرياضة، وأعمال البستنة، وحتى الرقص.


الهروب من الواقع بسلبية

على عكس الهروب من الواقع بإيجابية، يتملص الإنسان في الهروب من الواقع بسلبية من واقعهِ وتجارب الحياة المؤلمة عبر اللجوء إلى سلوكياتٍ توصف بالضارة والخطرة، تعمل على قمع وكبت الأفكار والهواجس التي تراوده بسبب هذه التجارب بشكل مؤقت، ولكنها في المقابل تسبب أضرارًا بعيدة المدى، قد يصعب التخلص منها، وتُمثل هذه السلوكيات أيضًا أعراضًا صريحة على الهروب من الواقع بسلبية، ومن أبرزها ما يلي:[٦]

  • تأجيل تحقيق أهداف الحياة خوفًا من الفشل.
  • المعاناة من انتكاسة في الأداء الوظيفي.
  • النظر للعالم كمكان موحش مليء بالقسوة
  • الإدمان على ألعاب الفيديو.
  • القيام بنشاطات أخرى ذات تأثير ضار، مثل تناول المواد الممنوعة، وإهدار المال دون تخطيط، على التسوق مثلاً.


احتواء مشكلة الهروب من الواقع

من الأمور التي يمكن القيام بها لتجنب الهروب من الواقع وعلاجه ما يلي:[٧]

  • التصالح مع الذات، وتقبلها، وتقبل العيوب التي فيها، من خلال الاعتراف أنّ المشاكل والفشل من الأمور الطبيعية في حياة الإنسان، وأنّ الاستسلام لها لن يحل المشكلة.
  • ممارسة التأمل الذاتي بشكل يومي، لمدة 10 دقائق، والتركيز خلاله على الأفكار والنفس، بالإضافة إلى التنفس بعمق.
  • التصدي للأفكار السلبية، وتحليلها، وعدم تجاهلها، لإدراك حقيقتها في كل مرة تظهر فيها، وذلك لمنع تأثيرها، ومنعها من التفاقم.
  • التوقف عن إنكار التغيرات التي تطرأ على الحياة، والاعتراف بها وبتأثيرها، لمواجهتها والتعامل معها بالطريقة الصحيحة.
  • أخذ استراحة من التكنولوجيا بين الحين والآخر، من خلال التوقف عن استخدام الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي.
  • ممارسة الامتنان يوميًا، من خلال التفكير بالأمور الإيجابية التي تحصل في الحياة وتجعل الشخص سعيدًا، وتوثيقها من خلال الكتابة، للاطلاع عليها في الأوقات الصعبة.


المراجع

  1. "Escapism: The art of creating problems by running away from problems", psychology-spot, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  2. "escapism", dictionary.apa, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "What Causes Escapism? | Entertaining Your Overwhelmed Mind", kindlingzing, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  4. "10 Signs You’re an Escapist (Both Good and Bad)", lifehack, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  5. "Escapism: Coping Skill or Detrimental?", fortbehavioral, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  6. "Forms of escapism", thoughtsonlifeandlove, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  7. "Embrace Reality With These Simple Ways to Overcome Escapism", psychologenie, Retrieved 20/9/2022. Edited.