كيف تتعامل مع الصدمة العاطفية؟
تختلفُ استجابةُ الدِّماغ للصّدماتِ العاطفيَّة (Trauma) التي تُسبّبها الأحداثِ السلبيَّة أو الصَّادِمة أو المُخيفة بحسبِ اختلافِ نمطِ تفكير الأشخاص، فمنها ما يُسبِّبُ مشاكلَ مزمنة مثل اضطرابات النّوم الشّائعة، ومنها ما يُترجَم على شكل ضيقٍ نفسيّ مستمرّ أو غضبٍ متكرِّر دونَ سببٍ واضح.[١]
وأخرى قد تُسبِّب الشعورَ الدّائم بالخطر، وبهذه الحالة يُفرزُ الجسمَ موادَّ كيميائيَّة تجعلُ الشّخص أكثرَ يقظة، وهو ما يُسمَّى بـِ "استجابةِ الهروب أو القتال"، وقد تختفي هذه الأعراض بعدَ فترةٍ وجيزةٍ، وقد تستمرّ فترةً طويلة، وبهذه الحالة فإنّ على الشّخص أن يعرفَ استراتيجيّات التّعامل مع الصّدمة العاطفيّة المتمثّلة في النّقاط الآتية.[١]
واجه مشاعرك واطلب الدعم
حرِّر مشاعرَك ولا تتعمَّد تجاهُل ردَّة فِعلك تجاهَ الصَّدمات؛ فربَّما يُسَبِّبُ كبتُ الاستجاباتِ وتقييدها في جَعل الأمور أسوأ ممّا هي عليه؛ إذ إنّ بعضًا من الصَّدمات المكبوتة قد تُغيِّرُ استجابة الدّماغ على أحداثٍ لاحقة، وطريقة تعاطي الأفراد لأيّ ألم نفسيّ محتَمَل، وربّما تمتثلُ للشّفاءِ من تلقاءِ نفسِها، أو تتأزَّمُ وتتعقَّد معَ تقادُمِ الوقت، لذا وجِّه مشاعرك بالشّكل الصّحيح، ولا تتردَّد من طلب الدّعم من أحد أفراد أسرتِك الرّاشدين أو أصدقائك الموثوقين.[٢]
مارس تمارين اليقظة البسيطة
يُمكن أن يستحضرَ الدِّماغ صورًا أو ارتباطاتٍ لِصدمة سابقة بشكلٍ غير متوقَّع قد يُسبّب لكَ ألمًا وتوتُّرًا، وقد تشهدُ استجاباتٍ جسديَّة عليها مثل: ضيق التنفُّس أو التعرُّق أو الارتجاف، جرِّب أن تُهَدِّئ من ردّة فِعلك من خلال تمارين اليقظة البسيطة الآتية:[٢]
- خُذ نَفَسًا عميقًا: يُساعدُ التنفُّسُ العميق لبضعِ دقائقَ في استرخاء الدّماغ وعضلات الجسم، ما يُسهِّل عليكَ التّعامل مع التوتُّر بهدوء.
- ركِّز على حواسّك الخمس: يُساعدُكَ هذا في وصلِك بالحاضرِ وتوجيه اهتمامِك إليه والانسحاب تدريجيًّا من ذكريات الماضي.
- ابتعِد عمّا أثارَ ارتباطاتِ الصّدمة لديك: وتجنَّب المحفِّزات العاطفيّة التي تُعيد توجيهَ طاقتك إلى الماضي.
أعطِ أولوية لنفسك
ابحث في علمِ النّفس الإرشاديّ عن استراتيجيّات تكيُّف صحيَّة، كأن تُمارس الهوايات التي تُفضِّلُها وتضعَ برنامجًا غذائيًّا متوازنًا، وتُحافظ على عدد ساعاتِ نومٍ كافية، وتُخصِّص وقتًا للاسترخاء والتأمُّل والجلوس في الطَّبيعة، وتلتزمَ بنشاطٍ بدنيّ مثل المشي أو اليوجا، وأن تفعل الأشياء التي كنتَ شغوفًا بفعلِها من قبل،[١] وأن تُفرِّغَ طاقتَك في الفنّ أو الموسيقى أو تعلُّمِ شيءٍ جديد.[٣]
استشر أخصائي الصحة العقلية
إذا ما زلتَ تعاني من أعراض الصَّدمة وقتًا طويلًا أو تظهرَ لديكَ بشكلٍ شديد، فتحدَّث إلى طبيبٍ نفسيّ أو استشاريّ الصحّة العقليّة مدرَّب على استراتيجيّةٍ تُركّز على علاج الصّدمات، سيُساعدُك الطّبيب في أن تتخفَّف من القلق والإجهاد النفسيّ،[١] ويُرشدك إلى مهارات التأقلم والتّكيّف واستعادة ثقتك بذاتك وشعورك بالأمان.[٢]
كن صبورًا
تذكَّر أنَّ الشِّفاءَ من الصَّدماتِ يستلزمُ جُهدًا جديًّا لتخطِّيها ووقتًا كافيًا لاختفائها، وأنّ ردَّة فعلِك القويّ تجاهَ حدثٍ مؤلم طبيعيَّة، وأنّ أعراضَ الصَّدمة يُمكنُ أن تختفي إذا سيطرتَ على مشاعرِك وأحسنتَ إدارتَها وعبَّرتَ عنها من خلالِ منافذَ نافعة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Dealing With Trauma", News In Health, Retrieved 8/2/2023. Edited.
- ^ أ ب ت "How to Cope with Psychological Trauma", Jed Foundation, Retrieved 8/2/2023. Edited.
- ^ أ ب "How to cope with traumatic stress", APA, Retrieved 8/2/2023. Edited.