لا يتخذ العلاج النفسي شكلاً واحدًا؛ فهو متنوعٌ بما يتناسب مع اختلاف الحالات التي يعالجها، ومن أهم أنواع العلاج النفسي وأكثرها شيوعًا العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، والذي يُعرف على أنه مجموعة من الجلسات العلاجية، والتي تجري عن طريق الكلام المتبادل بين المريض والمعالج النفسي، ويتم فيها إعادة تشكيل وتوجيه أنماط التفكير السلبية التي تؤثر على سلوك المريض، لتصبح أكثر إيجابية، مما يساهم في تعديل سلوكه وتخليصه من المشكلات التي يعاني منها، ويتم توظيف هذا النوع من العلاج لعددٍ من الحالات، مثل الاكتئاب، واضطرابات الأكل، واضطراب ما بعد الصدمة، والقلق.[١][٢]


طرق العلاج السلوكي المعرفي للقلق

يستهدف العلاج السلوكي المعرفي مسببات القلق، ويعمل على الحد منها وتغييرها، وذلك من خلال عدد من الطرق والاستراتيجيات، والتي من أهمها ما يلي:

  • مواجهة مسببات القلق: من الضروري قبل التعمق في جلسات العلاج السلوكي المعرفي القيام أولاً بتحديد الأسباب التي يتولد بفعلها القلق لدى الشخص، ويمكن من أجل اكتشاف هذه المسببات اللجوء إلى استراتيجية إعادة البناء الإدراكي، والذي يطرح من خلالها المعالج النفسي على الشخص مجموعة من الأسئلة لاكتشاف طبيعة تفكيره، وتهدف بعض هذه الأسئلة لتحدي أنماط التفكير السائدة عنده، وجعله يرى الأمور من منظور آخر غير الذي هو معتادٌ عليه.[٣][٤]
  • التصدي للأفكار السلبية: تتبع هذه الاستراتيجية إدراك المصاب بالقلق لأنماط التفكير السلبية لديه، ويبدأ فيها المعالج النفسي بتعليم المريض مجموعة من المهارات التي تساعده في قطع حبل الأفكار السلبية عند تولدها، ومن الأمثلة على هذه المهارات التصور الذهني؛ كأن يتصور المريض إشارة "قف" أو "لا" بمجرد أن تبدأ الأفكار السلبية المسببة للقلق بالظهور.[٥]
  • مواجهة المخاوف: من أبرز مسببات القلق الخوف من مواجهة الأشياء التي تثير المخاوف؛ كالخوف مثلاً من نوعٍ معين من الحيوانات، أو الخوف من ركوب المصاعد، أو الخوف من الظلام، وغيرها، ولعلاج القلق في هذه الحالة ينبغي مواجهة هذه المخاوف بشكل تدريجي، من خلال إحدى استراتيجيات العلاج السلوكي المعرفي، والتي يُطلق عليها العلاج بالتعرض (بالإنجليزية: Exposure therapy)، ويقوم المعالج النفسي في هذه الحالة بتعريض المريض شيئًا فشيئًا للأشياء التي يخشى منها وتثير فيه القلق، حتى يعتاد عليها، ويزول سبب القلق.[٦]
  • التجارب السلوكية: تعتبر هذه الاستراتيجية من الطرق الفعالة لعلاج اضطرابات القلق، التي تتضمن أنماط تفكيرٍ شديدة السلبية، وتتوقع حدوث أمورٍ كارثية، ويجري من خلالها توقع ماذا سيحصل عند القيام بالمهام والأمور التي تسبب القلق للشخص عادةً، ثم تتم مناقشة الأمور التي حدثت بالفعل مع المعالج النفسي، وإذا كانت التوقعات الكارثية قد تحققت أم لا، وتكمن أهمية هذه الاستراتيجية بأنها تدفع الشخص الذي يعاني من القلق مع مرور الوقت إلى إدراك أنّ التوقعات الكارثية لا تحدث عادةً، وأنه ما من داعٍ للمبالغة في القلق.[٤]
  • حل المشاكل: تهدف هذه الطريقة إلى علاج القلق من خلال إكساب من يعانون منه مهارات حل المشاكل، والتي تسهل عليهم التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة، ويجري في هذه الاستراتيجية تشجيع الأفراد على التفكير في الخيارات التي يمكن أن يلجؤوا إليها لحل مشاكلهم، وأن يرافق هذا تفكيرٌ في تبعات كل خيار؛ سواءً أكانت تبعات طويلة المدى أو قصيرة، وتساعد هذه الطريقة الأشخاص الذين يعانون من القلق في اتخاذ قراراتٍ أفضل، دون الحاجة للتهرب من المواقف أو القلق من مواجهتها.[٥]


أنواع القلق التي يعالجها العلاج السلوكي المعرفي

يمكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي لعلاج عدد من اضطراب القلق، والتي تشمل ما يلي:[٥]

  • اضطراب القلق العام أو اضطراب القلق المعمم (بالإنجليزية: Generalized Anxiety Disorder).
  • اضطراب الهلع (بالإنجليزية: Panic disorder).
  • الرهاب المحدد (بالإنجليزية: Specific phobias).
  • اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Anxiety Disorder).


المراجع

  1. "What is Cognitive Behavioral Therapy (CBT)? A Psychologist Explains", positivepsychology, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  2. "Cognitive behavioral therapy", mayoclinic, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  3. "3 Instantly Calming CBT Techniques for Anxiety", unk, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "9 CBT Techniques for Better Mental Health", healthline, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت "CBT for Anxiety: How It Works & Examples", choosingtherapy, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  6. "Self Help – Cognitive-Behavioural Therapy (CBT)", anxietycanada, Retrieved 14/7/2022. Edited.