مفهوم علم النفس الإرشادي

يُعرف علم النفس الإرشادي (بالإنجليزية: Counseling Psychology) على أنه ذلك الفرع من علم النفس الذي يهدف إلى مساعدة جميع أفراد المجتمع، من جميع الفئات العمرية، في تجاوز مشاكل الصحة العقلية التي يعانون منها، بهدف تحسين نوعية الحياة التي يعيشونها، من خلال تطبيق الاستراتيجيات العلاجية النفسية، وتعليم الأفراد كيفية التعامل مع الصعوبات وتخطي الأزمات، إلى جانب تثقيف المجتمعات بالتحديات النفسية وطرق الوقاية منها، وتجدر الإشارة إلى أنّ مجال علم النفس الإرشادي يتداخل مع عدد من المجالات الأخرى ذات العلاقة، مثل علم النفس الإكلينيكي، وعلم النفس الصناعي والتنظيمي، واستشارات الصحة العقلية.[١][٢]


استراتيجيات وطرق تطبيق علم النفس الإرشادي

يتبع المرشد النفسي عددًا من الطرق والاستراتيجيات لمساعدة الأفراد الذي هم بحاجةٍ إليها بسبب ما يواجهونه من ضغوطاتٍ ومشاكل تؤثر عليهم نفسيًا وعقليًا، ونستعرض في النقاط التالية بعض أهم هذه الاستراتيجيات:[٣][٤]

  • الإرشاد النفسي الديناميكي: تعتبر هذه الاستراتيجية من أشهر طرق العلاج النفسي فعالية، وتركز على دراسة وتحليل كيفية تأثير التجارب السابقة للفرد على ما يمر به حاليًا من مشاكل، إلى جانب تركيزها على اللاوعي، لمساعدة الأفراد في التوصل لإجراءات نفسية يمكنهم من خلالها التعامل مع المواقف والمشاعر المعقدة، ويتم تطبيق استراتيجية الإرشاد النفسي الديناميكي بعدة طرق، من أهمها التنويم المغناطيسي وتفسير الأحلام.
  • العلاج الإنساني: يدعم هذا الأسلوب العلاجي النفسي الفرد للوصول إلى إمكانياته الكاملة التي تعتبر أساس استقراره النفسي؛ فالعلاج الإنساني يقوم على فكرة أنّ جميع الناس يمتلكون هذه الإمكانيات، وقد يحتاجون للمساعدة للوصول إليها، ومن الأمثلة عليها: العطف، والإبداع، والتواضع، والفضول، ويُشجع المرشد النفسي الفرد المعني عند استخدام هذه الاستراتيجية إلى اكتشاف الخير في نفسه، واكتشاف الطريقة الصحيحة لاستغلال سماته الحميدة والإيجابية بدلاً من هدمها.
  • الإرشاد النفسي التفاعلي: يُعرف هذا النوع من الإرشاد النفسي على أنه تشخيص يتعامل مع حالة الفرد النفسية على أنها مرض طبي يحتاج للتدخل، ويتفاعل المرشد النفسي مع الفرد المعني، ويقدم له الدعم والتعاطف، لتخليصهِ من أي شعورٍ باللوم الذاتي، وتعزيز ثقته بنفسه، إلى جانب تعليمه كيفية التعامل مع ضغوطات البيئة المحيطة المسببة لمشاكله.
  • الإرشاد النفسي القائم على اليقظة العقلية: تُشجع هذه الاستراتيجية الأفراد على الانفتاح على وقبول ما يراودهم في وقت الجلسة النفسية من أحاسيس، وأفكار، وإدراكٍ للبيئة المحيطة، والجسد، ويستجيب الفرد في استراتيجية الإرشاد النفسي القائم على اليقظة العقلية مع جميع ما يراوده، ويعترف به، حتى يدرك موطن الخلل في نفسه، ويتعلم طريقة التعامل الصحيحة معه من خلال توجيهات المرشد النفسي.
  • العلاج بالرواية: يُسمى أيضًا العلاج بالسرد، وهو أحد أشكال العلاج النفسي الذي يشجع فيه المرشد النفسي الفرد على رواية قصة عن نفسه، يحكي فيها عن تجاربه وعن شخصيته، لدفعه لإدراك ذاته وحالته، وتكمن أهمية مثل هذه الروايات الشخصية في أنها تجعل الفرد يدرك مكانه في الحياة، وبناءً على مكانه هذا يحدد أهدافه التي يريد تحقيقها، والوسيلة لتحقيق ذلك، إلى جانب قدرتها على إظهار حقيقته لنفسه، وما إذا كان يريد تغييرها للأفضل.


أهداف علم النفس الإرشادي

يسعى علم النفس الإرشادي إلى تحقيق عدد من الأهداف، والتي تُبرز أيضًا أهمية هذا الفرع من علم النفس، ومن أهم هذه الأهداف ما يلي:[٥]

  • تحقيق النظرة الإيجابية للذات: يتصرف الناس مع محيطه بناءً على نوع شخصيته ونظرته الداخلية لذاته؛ فإذا كانت هذه النظرة سلبية، أو فيها حقد، أو كراهية للنفس، فإنّ الإنسان من دون شك سيتعامل مع من حوله بنفس الطريقة، ومن هنا يأتي دور علم النفس الإرشادي، الذي يعلم الشخص كيف يحب نفسه وينظر إليها بإيجابية؛ كي ينعكس هذا الأمر على نظرة الآخرين له.
  • اتخاذ القرارات: يسعى علم النفس الإرشادي إلى توجيه الفرد إلى الأسلوب الصحيح الذي يمكنه من خلاله اتخاذ القرارات المحورية في حياته بما ينصب في مصلحته، وبما يقيه من أي مخاطر أو عواقب قد تؤثر عليه بسبب اتخاذ القرارات الخاطئة.
  • مواجهة الصعوبات: الحياة مليئة بطبيعتها بالتقلبات والأوقات الصعبة، والتي إن لم يحسن الإنسان التعامل معها بطريقة صحيحة؛ فإنها قد تدمره، ولهذا فإن علم النفس الإرشادي يحرص في واحدٍ من أهم أهدافه على تعليم الإنسان كيف يواجه مصاعب الحياة ولا يتهرب منها، ويوجهها لصالحه، من خلال منع تأثيراتها السلبية.
  • تقويم السلوك: تؤثر الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها الفرد في كثير من الأحيان على سلوكه، الذي قد يصبح بسببها غير مقبول، أو غير صالحٍ لمواكبة الأفراد الآخرين والمجتمع، ويهدف علم النفس الإرشادي إلى تعديل أي ثغرات تصيب السلوك بسبب ذلك، من خلال توجيه الفرد إلى السلوك الذي يناسبه بشكلٍ عام، ويضمن له الانخراط مع الآخرين والمجتمع.


المراجع

  1. "Counselling Psychology Definition", cpa, Retrieved 22/8/2022. Edited.
  2. "Everything You Need to Know About Counseling Psychology", thechicagoschool, Retrieved 22/8/2022. Edited.
  3. "12 Popular Counseling Approaches to Consider", positivepsychology, Retrieved 22/8/2022. Edited.
  4. "10 Most Common Counseling Approaches You May Encounter", blossomchildrenscenter, Retrieved 22/8/2022. Edited.
  5. أحمد العلي، الإرشاد النفسي لدى طلبة الجامعة، صفحة 9. بتصرّف.