مفهوم الذكاء في علم النفس التربوي
يُعرف علم النفس التربوي (بالإنجليزية: Educational Psychology) على أنه ذلك الفرع من علم النفس الذي يسعى للتعرف على وفهم الطريقة التي يكتسب من خلالها الفرد المعلومات ويخزنها، عبر مختلف العمليات التي تُسهم في تحقق ذلك، بما فيها عملية التعلم، وأساليب التدريس، والتجارب العاطفية والاجتماعية التي يمر بها الإنسان في مختلف مراحل حياته،[١] ويُعتبر الذكاء أحد المواضيع التي يهتم علم النفس التربوي بدراستها، ويمكن تعريفه على أنه قدرة الإنسان على التكيف مع البيئة المحيطة به والتعامل معها ومع ظروفها بناءً على ما اكتسبه من معرفة وما ورثه من قدرات، ويشمل الذكاء أيضًا قدرة الفرد على مجاراة وفهم ما قد يتعرض له من مواقف صعبة أو جديدة، وتحويل مسارها لصالحه.[٢][٣]
أنواع الذكاء في علم النفس التربوي
إنّ للذكاء تسعة أنواع، نستعرض أهم تفاصيلها في النقاط التالية:[٤][٥]
- الذكاء الطبيعي: يرتبط هذا النوع من الذكاء بحب الطبيعة، الذي بسببه يكون الشخص قادرًا على التكيف مع البيئة الطبيعية، والاهتمام بالكائنات الحية الموجودة فيها من نباتاتٍ وحيوانات بمختلف أنواعها، كما يكون الأشخاص من أصحاب الذكاء الطبيعي أيضًا مهتمين بالظواهر الطبيعية وكل ما يتعلق بها.
- الذكاء الاجتماعي: يكون من يتمتعون بالذكاء الاجتماعي قادرين على التواصل مع مختلف أنواع الشخصيات، والتفاعل معها، ويُمكن هذا الذكاء أصحابه من فهم الآخرين ومشاعرهم وما يدور في أذهانهم دون أن ينطقوا بكلمة، بناءً على تحليل المواقف والتصرفات وغيرها، ومن الأمثلة على الفئات التي تتمتع بالذكاء الاجتماعي: مندوبي المبيعات، والمعلمين، وأصحاب المناصب القيادية.
- الذكاء اللغوي: غالبًا ما يتميز الأدباء، من شعراء وكتاب وغيرهم، بالذكاء اللغوي، الذي يسمح لصاحبهِ باستخدام مستوىً متقدمٍ من اللغة في التواصل الاجتماعي وفي التعبير عن الأفكار وطرحها، كما أنّ من يتميزون بالذكاء اللغوي قادرون على تعلم مختلف اللغات، وممارستها في التواصل الكلامي أو الكتابي.
- الذكاء الشخصي: هذا النوع من الذكاء خاصٌ بالفرد، وينصب بمصلحتهِ في المقام الأول، ويكون الشخص المتمتع بالذكاء الشخصي قادرًا على التحسين من نفسه وبناء نقاط القوة؛ بسبب الصراحة التي يتمتع بها في تواصله مع ذاته والتعبير عنها؛ الأمر الذي يمنع حدوث أي تراكماتٍ في المشاعر والأفكار تعيق من نمو شخصيتهِ وتطورها، ومن الأشخاص أصحاب الذكاء الشخصي: الفلاسفة، وعلماء النفس.
- الذكاء المنطقي الرياضي: من بين الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء المنطقي الرياضي: المحققين، والعلماء، والمهندسين، إلى جانب المتخصصين بالرياضيات، ويرتبط بهذا النوع من الذكاء عددٌ من المهارات، والتي من أهمها: الاستنتاج، وحل المشكلات، والنقد، والاستدلال، والتحليل المنطقي، ويتميز أصحاب الذكاء المنطقي الرياضي باهتمامهم بكل ما يتعلق بالاكتشافات العلمية، وحل الأحاجي والألغاز، إلى جانب اهتمامهم بالتكنولوجيا والأجهزة والأدوات الحديثة، ناهيك عن قدرتهم على حل مسائل الرياضيات، وغيرها من المسائل التي تتطلب توظيفًا للمنطق.
- الذكاء الحيزي: يتعلق الذكاء الحيزي بالقدرة إدراك جوانب الصور ثلاثية الأبعاد، وتمييز الحدود المكانية، وتحديد الأشكال، وتقدير الأحجام، وعادةً ما يتمتع بهذا النوع من الذكاء كلٌ من البحارة، والطيارين، والرسامين، والنحاتين، والمهندسين المعماريين.
- الذكاء الموسيقي: إن توليف الموسيقى أمرٌ لا يستطيع الجميع القيام به، إلا أولئك الذين يتمتعون بالذكاء الموسيقي، مثل: الملحنين، والموسيقيين، والمغنين، وقادة الاوركسترا، وحتى الأشخاص الذين يحبون الموسيقى ويستمعون لها بشغفٍ واهتمام، ويُمكن الذكاء الموسيقي من يتمتعون به من محاكاة كل ما يتعلق بالموسيقى من أصواتٍ، ونغماتٍ، وإيقاعاتٍ، وغيرها، إلى جانب تمكينهِ لهم من التعرف عليها والتمييز بينها.
- الذكاء الوجودي: يتعلق هذا النوع من الذكاء بالأسئلة التي تخص موضوع الوجود والفناء، ويكون الأشخاص المتمتعون به حساسين بطبيعتهم، وقادرين على فهم العالم والآخرين، عبر توظيف الحدس، والمبادئ التي يتمتعون بها، كما يكونون قادرين على التعامل مع الأسئلة الوجودية التي قد تراودهم، مثل تلك التي تتعلق بالموت، والوجود البشري، ومعنى الحياة.
- الذكاء الجسدي الحركي: يجعل هذا النوع من الذكاء من يتمتعون به قادرين على الحركة بشكلٍ متناسق ومنسجم للقيام بأمرٍ معين؛ إذ يتحد فيه كلٌ من الجسد والعقل للقيام بخطواتٍ مدروسة يتم تجنب الأخطاء فيها، ومن الأمثلة على فئات الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء الجسدي الحركي: أصحاب الحرف اليدوية، والراقصين، وأطباء الجراحة، والرياضيين.
السمات والخصائص النفسية للذكاء
يتصف الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء بعدد من السمات، والتي نُدرج بعضًا من أهمها فيما يلي:[٦]
- القدرة على التكيف: يستطيع من يتمتعون بالذكاء التكيف مع مختلف الظروف والبيئات، وإثبات أنفسهم فيها بغض النظر عن حجم المعوقات.
- الانفتاح العقلي: لا يتجنب الأذكياء الاطلاع على وجهات النظر الأخرى، التي قد تكون مخالفةً لوجهات نظرهم، إلى جانب دراستها وأخذ الفائدة منها.
- الاعتراف بالقدرات المعرفية: عندما يواجه الأشخاص الأذكياء أمرًا لا يعرفونه، فإنهم لا يترددون بالاعتراف بجهلهم به، ولا يتوقفون عند هذا الحد؛ بل يصممون على تعلمه، واكتساب المعرفة بخصوصه.
- حب العزلة: يحب الأشخاص الأذكياء قضاء أوقاتهم بمفردهم، ولا يعتبرون تكوين الصداقات أو كسب ود الأصدقاء من أولوياتهم.
- الفضول المتواصل: يدفع الفضول المستمر الأشخاص الأذكياء على تطوير أنفسهم من خلال تجربة الأمور الجديدة، التي قد لا يهتم بها الآخرون، مما يُكسبهم المزيد من المعرفة.
- الشعور بالآخرين: يتعاطف الأذكياء مع الآخرين، ويستطيعون فهم مشاعرهم وأحاسيسهم، إلى جانب تقدير ما مروا به من تجارب.
- ضبط النفس: يتمتع الأشخاص الأذكياء بقدرة كبيرة على السيطرة على الذات والتحكم في الانفعالات؛ الأمر الذي يجعلهم قادرين على حل المشاكل بفعالية أكبر والتعامل مع المواقف الصعبة.
المراجع
- ↑ "What Is Educational Psychology?", verywellmind, Retrieved 30/8/2022. Edited.
- ↑ "Intelligence: Definition, Theories and Testing", simplypsychology, Retrieved 30/8/2022. Edited.
- ↑ "intelligence ", merriam-webster, Retrieved 30/8/2022. Edited.
- ↑ "Intelligence in Psychology -Types and Characteristics - Know What Kind of Intelligence You Have", scientificworldinfo, Retrieved 30/8/2022. Edited.
- ↑ nine types of intelligence are:,Intra–personal and Spatial intelligence. "The Different Types of Intelligence: What Kind of Smarts are You?", sacap.edu, Retrieved 30/8/2022. Edited.
- ↑ "8 Personality Traits of Highly Intelligent People", inc, Retrieved 30/8/2022. Edited.