أسباب الغضب في علم النفس

أسباب الغضب في علم النفس

ينتجُ الغضب بناءً على عواملَ ثلاثة هي: المحفِّز، وهو الحدث المثير للغضب وخصائص الفرد، أيْ سماته الشخصيّة المكتَسبَة منذ الطّفولة، وتقييم الموقف، أيْ تقييمه تقييمًا معرفيًّا شخصيًّا،^[١] ويُمكن أن تُسهم حالة الفرد المزاجيّة في تحفيز مشاعرِ الغضب وتكوينها، كأن يكونَ مُجهَدًا أو متوتِّرًا وقَلِقًا أو يُواجِه مشكلاتٍ ماليَّة أو يَعيش في نطاقٍ أسريّ مضطرب، ويُمكن إجمال أسباب الغضب العامّة في علمِ النّفس في النّقاط الآتية.^[٢]

طبيعة التنشئة

قد ينشأ الفرد ولديه اعتقاداتٌ خاطئة عن مفهوم الغضب وكيفيّة التّعامل معه، كأن يتعلَّمَ أنّ التصرُّف بغضبٍ وعُنف دليلٌ على قوّة شخصيَّتِه، فتنشأ لديه شخصيّة ذات جاهزيَّة كبيرة للغضب، وقد لا يتعلّم حينها كيف يُسيطر على غضبه أو يديره، ما يجعله شخصًا متوتِّرًا طوال الوقت، ومن المحتمَل أنّه رأى الطّريقة التي يغضب بها والداه في طفولته فتمثَّل له مفهوم الغضب بتلك الكيفيّة وذلك المفهوم.^[٣]

الخبرات السابقة

قد يمرُّ الفرد بمواقف اجتماعيّة أو أسريّة سلبيّة في فترةٍ من حياتِه، مثل: التنمّر والإساءة الجسديّة والصّدمات، تجعلته يكنُّ مشاعر الغضب ولا يعبّر عنها في حينها، بحيث تتحوّل فيما بعد إلى مشاعر مكبوتة تعبِّر عن نفسها في وقتٍ لاحقٍ؛ وبهذه الحالة قد لا يتعلّق شعوره بالغضب بوضعه الرّاهن، إنّما ما يُفَسَّر هذا الشّعور ارتباطه بتجربة سلبيّة سابقة أو أنّ الموقف نفسَه يعكس موقفَه السّابق.^[٣]

الظروف الراهنة

إذا كان الفرد يُعاني من ظروفٍ صعبة في حياتِه العامّة، فإنّ مؤشّرات الغضب لديه قد تكون أعلى وأسرع؛ بسبب ما تسبِّبه هذه الظّروف من قلق وتوتّر دائمَين، ما يجعل الفرد في حالة هيجان مستمرّة يصعب السّيطرة عليها مع مرور الوقت، وقد تتحفّز لديه مشاعر الغضب من مواقفَ لا تستدعي الغضب أو أنّها ليست ذات صلة مباشرة به.^[٣]

الاكتئاب

قد يكونُ الغضب عرضًا من أعراض الاكتئاب يُرافقُه شعورٌ مستمرّ بالحزن وفقدان الشّغف والاهتمام على مدى أسبوعين على الأقلّ، ومن المحتمل أن يُواجه الشخص المكتئب أعراضًا أخرى تشمل: مشاعر اليأس والإحباط، التهيّج الدّائم، فقدان الطّاقة والنّشاط، ورود أفكار سلبيّة متعلّقة بالانتحار وإيذاء النّفس.^[٤]

الحزن

قد يُعبّر الغضب عن وجود حزن مكبوت لم يعرِف الشّخص كيفيّة التّعبير عنه أو التّعامل معه إلّا بإبداء مشاعر الغضب، كأن يعيش صدمة بوفاة أحد أحبّائه، أو يُواجه ظرفًا قاسيًا، وبهذه الحالة قد يكون من الصّعب عليه مواجهة أيّ موقف بسبب تدنّي قدرته النفسيّة على التّفاعل أو التّواصل، وقد تظهر عليه أعراضٌ أخرى مثل: الصّدمة والخوف والشّعور بالذنب والوِحدة.^[٤]

الإصابة بأحد الاضطرابات

قد يكونُ الغضب غير المبرّر مؤشِّرًا على معاناة الشّخص من إحدى الاضطرابات الآتية:^[٥]

• اضطراب الوسواس القهري (OCD).
• قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD).
• اضطراب العناد الشارد (ODD).
• اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder).
• الاضطراب الانفجاري المتقطع (IED).