يُصنف فعلُ البكاء في علم النفس على أنه استجابة طبيعية، تُمثل ردة فعل على ما يتعرض له الفرد من مُثيرات، تحفز الرغبة في البكاء لديه، ولكن في بعض الأحيان، قد يحدث البكاء عند الفرد دون سبب، ويكون خارجًا عن سيطرته، ويؤثر على حياتهِ اليومية بشكلٍ سلبي،[١] وللبكاء في هذه الحالة العديد من المعاني والدلالات، والتي نستعرض أبرزها في العناوين التالية:[٢][٣]


الشعور بالإرهاق والإجهاد

إذا ما لاحظنا سلوك المواليد الجُدد حديثي الولادة، فسنجد أنهم يبكون عندما يشعرون بالنعاس، والأمر نفسه بالنسبة للبالغين، الذين عندما يكونون مرهقين ومتعبين للغاية، على الصعيد الجسدي والعقلي، فإنّ هذا يزيد من احتمالية بكائهم دون سبب، ويقف وراء الإرهاق والإعياء الذي يشعر به الفرد ويدفعه للبكاء دون سبب عددٌ من العوامل، والتي من أبرزها عدم النوم لساعات كافية، والتعرض للضغوطات الكثيرة التي تولد مشاعر التوتر وتستنزف طاقة الفرد؛ حيث تعمل هذه العوامل على التأثير سلبًا في القدرة على التحكم بالمشاعر السلبية والانفعالات العاطفية، الأمر الذي يسهل الدخول في نوبات بكاءٍ مفاجئة.[١][٤]


المعاناة من الاكتئاب

يُعرف الاكتئاب على أنه شعورٌ متواصلٌ من الحزن واليأس، وغيرهما من المشاعر السلبية، التي قد تمتد من بضعة أيام، وحتى عدة سنوات، ويعتبر البكاء دون سبب من الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الاضطرابات النفسية، ولا سيما إذا كان متكررًا، ويحدث على أقل سبب، وبشكلٍ مباغت، ويمكن التأكد من أنّ البكاء دون سبب دليلٌ مؤكدٌ على الإصابة بالاكتئاب، ويستدعي طلب العلاج بأسرع ما يمكن، إذا صاحبهُ عددٌ من الأعراض الأخرى، والتي منها، على سبيل الذكر لا الحصر، الآلام الجسدية، وفقدان الشغف بالأمور المفضلة، واضطرابات النوم والأكل، والتقلبات المزاجية الحادة، وقلة التواصل مع الآخرين، وعدم القدرة على التركيز.[١][٤]


التغيرات الهرمونية

تؤثر هذه التغيرات على النساء تحديدًا، وسببها تعرض هرموني البروجسترون والإستروجين، المسؤولان عن التحكم بالانفعالات والعواطف، للتغيرات والتقلبات خلال فترة الدورة الشهرية، وما قبلها، وفترة الحمل، وحتى سن اليأس، مما يؤثر على التوازن الهرموني، ويؤدي إلى البكاء دون سبب عند النساء، وفي سياق الحديث عن البكاء من غير سبب في أيام الدورة الشهرية، فإنه من الطبيعي أن يحدث هذا في الأيام الأولى منها، إلا أنّ الدخول في نوبات البكاء المفرط دون سبب في الأيام التي تسبقها، قد يكون من أعراض الإصابة بالاضطراب المزعج السابق للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual dysphoric disorder (PMDD))،[٥][٦] والذي يعرف على أنه أحد الأشكال الحادة والخطيرة من المتلازمة السابقة للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome (PMS))، والتي تحتاج إلى تدخل طبي لعلاجها، بسبب تأثيرها سلبًا على نمط الحياة اليومية، والقدرة على أداء المهام بشكل عاديٍ.[٧]


القلق

يمكن تعريف القلق على أنه حالة يسيطر فيها الذعر والتوتر على الشخص، إلى جانب مشاعر الخوف التي تجعله يشعر باقتراب تعرضهِ لخطرٍ ما، ويُصاحب شعور القلق أعراضٌ نفسية وجسدية، من أبرزها البكاء دون سبب، والذي يؤججه شعور الفرد الذي يعاني من القلق بمشاعر سلبية أخرى، من أبرزها مشاعر الضعف، وقلة الحيلة، والحزن، وفي كثيرٍ من الأحيان، تكون الأشياء التي يبكي بسببها من يعانون من القلق عاديةً للغاية، ولا تسبب البكاء في الأحوال الطبيعية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة شائعة عند النساء أكثر من الرجال، ويمكن علاجها من خلال عدة طرق، من أبرزها الأدوية التي يصفها الطبيب المختص، بالإضافة إلى العلاج المعرفي.[٥][٦]


الشعور بالعار والفراغ

يتأجج شعور العار عند الفرد، والذي يؤدي به إلى البكاء دون سبب، عندما يجد نفسه وسط أشخاصٍ لا يقدمون له الدعم المطلوب، إلى جانب تعرضه إلى مواقف يشعر فيها بالخجل، والإحراج، وقلة الثقة بالنفس، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الفراغ النفسي دورًا في إثارة البكاء دون سبب عند الفرد، بسبب الحيرة التي يجد نفسه في مقابلها، بخصوص تحديد المشاعر الحقيقية التي تراوده، ويطغى على الفرد في هذه الحالة أيضًا مشاعر تثير البكاء دون سبب، ومن أهمها الشعور بالضعف، والحزن، والوحدة.[٥]




المراجع

  1. ^ أ ب ت "Why might a person cry for no reason?", medicalnewstoday, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  2. "Why Am I Crying for No Reason? 5 Things That Can Trigger Crying Spells", shape, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  3. "Why am I crying for no reason?", idontmind, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Are You Crying for No Reason? Find Out the Possible Causes", betterhelp, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Why Am I Crying For No Reason: Why It Happens & What to Do About It", choosingtherapy, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "What Causes Crying for No Reason?", verywellhealth, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  7. "Premenstrual Dysphoric Disorder (PMDD)", hopkinsmedicine, Retrieved 2/10/2022. Edited.