يُعرف البكاء على أنه استجابة طبيعية للمشاعر التي تؤثر على الإنسان، والتي تؤدي لدخوله في حالةٍ عاطفية يحتاج على إثرها للتنفيس عن نفسه، وتغيير مزاجه، والتخلص من الضيق والجهد المرافقين لتولد هذه المشاعر في النفس البشرية، وهناك حالاتٌ يكون فيها البكاء استجابة لتعرض الإنسان للأذى بسبب مؤثر خارجي يسبب له الألم، في حين أنّ هناك أوقاتٌ يعتبر فيها البكاء طلبًا للتواصل الاجتماعي مع الآخرين، وطلبًا لمساندتهم ومساعدتهم في المواقف الصعبة، التي قد يعجز الفرد عن تجاوزها لوحدهِ.[١][٢]


أنواع البكاء في علم النفس

يُصنف علم النفس البكاء إلى عدة أنواع، وهي كالآتي:[٣][١]

  • البكاء المريح: يُلجأ لهذا النوع من البكاء لتخفيف مشاعر التوتر والقلق التي تظل متراكمة عند الشخص لفترة من الوقت، ويساعد البكاء المريح الإنسان في إعادة التوازن لنفسه وترتيب أفكاره من جديد.
  • البكاء حزنًا على النفس: ليست الأحداث المحزنة والمؤسفة وحدها ما يسبب البكاء للإنسان، فهناك أوقاتٌ يبكي فيها الشخص حزنًا على نفسه، بسبب ما يصيبها من أمورٍ وتجارب مأساوية تفوق قدرته على التحمل.
  • بكاء الاستياء: يتولد هذا النوع من البكاء عند الفرد عندما تسيطر عليه مشاعر الاستياء والغضب، ويُعتبر بكاء الاستياء طريقة لإعلام الآخرين عن حقيقة ما يشعر به بعد فقدانه السيطرة على شعوره.
  • البكاء الشفاف: يُثار هذا النوع من البكاء عند الإنسان بسبب ربطهِ التجارب والمشاهد المحزنة في العالم بما يمر به من تجارب في واقعه، ويمتاز هذا البكاء بأنه عميق وقد يدوم لفترةٍ طويلة، ويخرج عن السيطرة، كما أنه يتزامن مع تغيير وجهات نظر الفرد إلى وجهاتٍ جديدة، وتغيير جوانب شخصيته.
  • البكاء المُخادع: يُشار إلى هذا النوع من البكاء غالبًا بمصطلح دموع التماسيح (بالإنجليزية: Crocodile tears)، ويدعي فيه الإنسان البكاء ويذرف الدموع للتلاعب مشاعر الآخرين، ولتحقيق ما ينصب في مصلحته من مجريات الأمور.
  • بكاء السعادة: يُعبر كثيرٌ من الناس عن مشاعر الفرح والسعادة التي تراودهم من خلال البكاء، ويتولد البكاء في هذه الحالة بسبب مباغتة التحفيز العاطفي المرافق لشعور الفرح للإنسان في وقتٍ يكون فيه قد حرم منه لفترة طويلة، أو لأنه لم يسبق له تجربة شعور الفرح والسعادة من قبل، مما يجعله يذرف الدموع.
  • بكاء الأوجاع: عندما يُصاب الإنسان بأذىً يسبب له الألم؛ فإنه يبكي، وغالبًا ما يتولد بكاء الأوجاع عندما يكون الألم شديدًا بشكلٍ يفوق قدرة الإنسان على التحمل.


أسباب البكاء في علم النفس

إنّ للبكاء العديد من الدوافع والأسباب، والتي يمكن تلخيص بعضٍ من أهمها في النقاط التالية:[٤]

  • تراكم المشاعر: يسبب هذا التراكم عجز الإنسان عن معالجة مشاعره وعواطفه في لحظة تأثيرها عليه، مما يمنعه من تجاوزها، ومع مرور الوقت، ومع استمرار هذا العجز، تتراكم المشاعر، حتى تصل إلى حدٍ يفوق قدرة تحمل الإنسان، ويضطر حينها للتعبير عن وضعه هذا من خلال البكاء.
  • الصدمات المبكرة: عندما يتعرض الإنسان في مراحل حياتهِ المبكرة إلى صدمات شديدة، فإنه يكبر ليكون معدل البكاء عنده أكبر من المعدل الطبيعي، وذلك بسبب تأثير الصدمة المستمر عليه.
  • الشخصية الحساسة: يميل أصحاب الشخصية الحساسة من بين أنواع الشخصيات المختلفة للبكاء في مختلف المواقف والظروف التي تحيط بهم، حتى وإن كانت في الأحوال الطبيعية غير محفزةٍ على البكاء.
  • الهرمونات: يعتبر هذا الدافع من الدوافع الأكثر تأثيرًا على النساء على وجه التحديد؛ حيث يسبب تقلب الهرمونات لديهن البكاء بسهولة، ولا يستطعن التحكم بذلك في كثيرٍ من الأوقات.


المراجع

  1. ^ أ ب "Eight benefits of crying: Why it's good to shed a few tears", medicalnewstoday, Retrieved 8/8/2022. Edited.
  2. "‘Tears were and still are crucial for our functioning’", bps.org, Retrieved 8/8/2022. Edited.
  3. "Why Do We Cry? The Truth Behind Your Tears", health.clevelandclinic, Retrieved 8/8/2022. Edited.
  4. "Why Do I Cry So Easily? Experts Break Down the Reasons Behind Your Tears", womansday, Retrieved 8/8/2022. Edited.