مفهوم التركيز
يُعَرَّف التّركيز في علمِ النّفس (بالإنجليزيّة: Attentional focus) أنّه قدرة الفرد على توجيهِ انتباهِه على معلوماتٍ أو أفكارٍ أو مواقفَ أو أشياء دونَ أخرى، معَ تجاهُلِه للمحفّزات المُنافِسة التي من شأنِها تشتيتِه عن هدفِه،[١] وهي مهارة تعتمد على معالجة معلومات محدّدة في لحظة معيّنة أثناء ضبط عناصر أخرى، فهو إذًا طريقة لإدارة المحفّزات الفعّالة وغير الفعّالة من أجل تحقيق أكبر منفعة،[٢] وقد يكون هذا التّركيز داخليًّا يشملُ العواطف والمشاعر والإشارات الوجدانيّة والمعرفيّة داخلَ ذاتِ الفرد، وقد يكون خارجيَّا يشملُ الإشارات البيئيّة المُحيطة في الفرد.[٣]
كيف عرّف علماء النفس التركيز؟
من أبرز التّعريفات المطروحة حول مفهوم "التّركيز" ما يأتي:
- يقول عالم النّفس وليام جيمس في كتابِه مبادئ في علم النّفس: "التّركيز هو استحواذُ العقل -في شكلٍ واضحٍ وحيويّ- على واحدٍ من بينِ عدّة أشياء ممكنة في وقت واحدٍ أو قطارات فكريّة متزامنة، إنّه يعني الانسحاب من بعض الأشياء من أجل التعامل بفعاليّة مع أشياء أخرى".[٢]
- يقول الكاتب ريمز ساسون في كتابة قوّة الإرادة والانضباط الذاتيّ: "التركيز يعني السّيطرة على الانتباه، إنها القدرة على تركيز العقل على موضوع أو فكرة واحدة، وفي الوقت نفسه استبعاد كلّ الأفكار والمشاعر والأحاسيس الأخرى غير ذات الصّلة من العقل".[٤]
أنواع التركيز
ينقسمُ التّركيز إلى أربعةِ أنواعٍ رئيسة، هي:[٥]
- التّركيز واسعُ النّطاق: يَعني توجيه التّركيز على عدّة أشياء في وقتٍ واحد، ومثال ذلك: لاعبو الرّياضة الذين يَبقون متأهّبين لِأيّ تغيُّر مُحتمَل في ساحةِ الملعب.
- ضِيق التّركيز المتعمّد: يَعني توجيه التّركيز نحو شيء أو شيئين فقط، وتجاهل الأشياء الأخرى كلّها، ومثال ذلك: عندما يُريد أحدهم طرق الباب فإنّه يركّز في تلك اللحظة على الباب فقط.
- التّركيز الخارجيّ المتعمّد: يَعني توجيه التّركيز إلى أشياء مادّية أو حركات أو أشخاص فعليّين مُمتثلين أمام الفردن ومثال ذلك: عندما يُركّز المُصارع في حلبة السّجال على تحرّكات خصمه ليتمكّن من تسديد الضّربات المحتملة بشكلٍ مناسب.
- التّركيز الداخليّ المتعمّد: يَعني توجيه الفرد انتباهه إلى مشاعره وأفكاره الذاتيّة، ومثال ذلك: عندما يستمع مدرّب المصارعين إلى حَدسِه فيما يمكن أن يتصرّف به تلاميذه وتوجيههم بناءً على ذلك.
العوامل المؤثرة في التركيز
يتأثّر التّركيز بعواملَ داخليّة وخارجيّة مختلفة، منها:[٤]
- الإلهاء: قد يحصل تيجة وجود محفّزات أخرى بسيطة في محيطك.
- قلّة النّوم: حيث تؤدّي قلة النّوم إلى انخفاض مستويات اليقظة والانتباه.
- قلّة النّشاط البدنيّ: تجعلك التمارين الرياضيّة مثلًا تشعر بكثيرٍ من الحيويّة والنّشاط على مدى اليوم.
- عادات الأكل: فإن لم تمنح دماغك التغذية اللازمة فإنّ عمله ونشاطه سيتأثّر تبعًا لذلك.
- البيئة: قد تسبّب الضّوضاء مثلًا أو الأضواء السّاطعة التّشتيت وضعف الإدراك.
كيفية تحسين التركيز
قد تساعدك هذه النّصائح في استعادة تركيزك وتعزيزه:[٤]
- تجنّب المشتّتات الخارجيّة، كأن تنفرد مع نفسك في مكانٍ طبيعيّ هادئ أو في مقهى مناسب.
- احصُر مهامّك ولا تعدّدها، وقسّمها على مدى فترات منتظمة.
- مارِس تمارين التأمل واليقظة، ستُساعدك في توجيه تركيزك على نحوٍ أفضل.
- خذ قسطًا كافيًا من النّوم لتحسّن من نشاطك العقليّ.
- خذ استراحة قصيرة؛ فقد يؤدّي تركيزك على مسألة ما لفترة طويلة إلى ضعف انتباهك وتركيزك مع تقادم الوقت.
المراجع
- ↑ "The Four Basic Moves to Strengthen Focus", psychologytoday, Retrieved 21/3/2023. Edited.
- ^ أ ب "How Psychologists Define Attention", Very Well Mind, Retrieved 21/3/2023. Edited.
- ↑ "attentional focus", APA Dictionary of Psychology, Retrieved 21/3/2023. Edited.
- ^ أ ب ت "Improve your focus and concentration: 15 ways to build your skills", Better Up, Retrieved 21/3/2023. Edited.
- ↑ " Types of Attentional Focus", Kelsey Davis, Retrieved 21/3/2023. Edited.