مفهوم الإدراك في علم النفس المعرفي

إنّ لعلم النفس المعرفي اسمٌ آخر، وهو علم النفس الإدراكي (بالإنجليزية: Cognitive psychology)، ويُعرف هذا الفرع من علم النفس على أنه الدراسة العلمية للإدراك عند الإنسان، والذي يندرج تحته دراسة كل ما يتعلق بقدراتهِ العقلية، مثل الفهم، والاستيعاب، التفكير، والوعي، والتعلم، بالإضافة إلى ذلك، يركز علم النفس المعرفي في دراستهِ أيضًا على المعلومات والمعرفة، من ناحية طريقة اكتساب الفرد لها، وتطبيقها في حياته، وكما ذكرنا سابقًا فإنّ الإدراك (بالإنجليزية: Cognition) هو الموضوع الرئيسي في علم النفس المعرفي، ويُعرف على أنه إحدى عمليات العقل، التي تعمل على توظيف الحواس، والخبرة، التفكير، بغرض تحقيق الفهم، واكتساب المعرفة، في حين يُشير تعريفٌ آخر للإدراك على أنه على أنه معالجة المعلومات بعد استيعابها، ثم العمل على تخزينها، وتوظيفها لاحقًا للتفاعل مع البيئة المحيطة، عبر إنتاج السلوك، واتخاذ القرارات، بناءً عليها.[١][٢]


أنواع عمليات الإدراك في علم النفس المعرفي

يتمثل الإدراك على شكل عددٍ من العمليات، والتي نستعرضها في النقاط التالية:[٣][٤]

  • التعلم: في هذه العملية، يقوم الدماغ بتخزين المعلومات الجديدة التي يتم توجيهها إليه باستمرار.
  • الانتباه: يحدث الانتباه عندما يتأثر الدماغ بمنبهٍ محدد، ولا سيما في الأمور التي تتطلب تفكيرًا متواصلاً غير منقطع.
  • التفكير: في عملية التفكير، يقوم الفرد بممارسة مهارات التفكير العليا، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات.
  • الذاكرة: لا تقتصر أهمية الذاكرة على تخزين المعلومات التي يتعرض لها الفرد فحسب؛ حيث تعمل أيضًا على تمكينه من استرجاعها دائمًا.
  • اللغة: يوجد في الدماغ جزءٌ مسؤول عن اللغة، وهو نفسه الذي يساعد الإنسان في التواصل، من خلال استيعابه لمعلومةٍ ما وفهمهِ لها بعد اطلاعهِ عليها سماعيًا، أو قيامهِ بالتفكير بها، ثم تحديد الرد المناسب عليها، والتعبير عنه شفهيًا.
  • الإدراك الحسي: تُمكن هذه العملية الفرد من توظيف حواسه لجمع المعلومات والمعرفة واستيعابها، ثم توظيفها للتفاعل مع مختلف المواقف.


أهمية الإدراك في علم النفس المعرفي

تساعد العمليات المرتبطة بالإدراك الإنسان على القيام بالعديد من النشاطات والأمور المهمة، والتي من أهمها ما يلي:[٥]

  • التحليل للتوصل إلى الاستنتاجات: عندما يُحلل الإنسان موقفًا ما، بغرض التوصل إلى قرارٍ أو استنتاجٍ بشأنه، فإنه يلجأ إلى استخدام حواسهِ، وذاكرته، وأفكاره، والتي ترتبط بشكلٍ مباشرٍ بالإدراك.
  • سرعة التعلم: تمتاز العمليات الإدراكية بإمكان استخدام عددٍ منها في المرة الواحدة، لتحقيق نتائج أفضل وأسرع في تعلم الأشياء والمهارات الجديدة.
  • فهم العالم: يمكن للفرد استخدام إدراكهِ لفهم حقيقة العالم، ويجب أن يكون هذا الاستخدام واعيًا، كي ينعكس بشكلٍ إيجابي عليه.
  • التواصل الفعال: إن توظيف عمليات الإدراك عند التواصل مع الآخرين، يجعل من هذا التواصل فعالاً ومُثمرًا.


العوامل المؤثرة على الإدراك في علم النفس المعرفي

يتأثر أداء الإدراك والعمليات المرتبطة به بعددٍ من العوامل، والتي نستعرض أبرزها في النقاط التالية:[٤]

  • الانحياز المعرفي: عندما ينحاز الإنسان للمعلومات التي تتماشى مع وجهات نظرهِ ومعتقداتهِ التي يتمسك بها، بغض النظر عن مدى صحتها، فإنّ هذا يؤثر على إدراكهِ، ويؤثر على استيعابه للمعلومات الأخرى وتقبلهِ لها.
  • العمر: تتدهور العمليات المرتبطة بالإدراك عند الفرد كلما ازداد تقدمًا في السن، ومثال هذا ضعف عمل الذاكرة المرتبط بالعمر، والذي يمنع الفرد من تذكر الأحداث السابقة.
  • مشاكل التركيز: في بعض الأحيان، يفقد الإنسان القدرة على الانتباه أو التركيز، مما يؤثر على إدراكه، وقد تكون مشاكل التركيز مرتبطة كذلك بتفويت الفرد أمرًا ما أثناء تركيزهِ على شيءٍ آخر.


المراجع

  1. is defined as 'the,used to guide your behavior. "What is cognition?", cambridgecognition, Retrieved 21/9/2022. Edited.
  2. "Cognitive psychology", scholarpedia, Retrieved 21/9/2022. Edited.
  3. "What is Cognition? Types of Cognitive Processes.", viss.org, Retrieved 21/9/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "What Is Cognition?", verywellmind, Retrieved 21/9/2022. Edited.
  5. "What Are Cognitive Processes: Definition, Types and Uses", indeed, Retrieved 21/9/2022. Edited.