تحليل شخصية قليل الكلام

قد يعتقد البعض أن قلة حديث الشخص قد تدل على أنه خجول، أو انطوائي، ولكن ذلك ليس ضرورياً غالباً، فبعض الأشخاص منفتحين ويشعرون بثقة عالية بأنفسهم، إلا أنهم يفضلون عدم التحدث كثيرًا، بسبب اتخاذ قرار بضرورة تقليل الحديث مع الغير نتيجة لظروف معينة قد مر بها، أو بعض التجارب الحياتية السابقة،[١]أو بسبب طبيعتهم الهادئة، ومن أبرز المعلومات حول الشخصية قليلة الكلام في علم النفس ما يأتي:


أسباب قلة الكلام وفقاً لعلم النفس

قد تعود أبرز أسباب قلة الكلام في علم النفس إلى الأمور الآتية:


الذكاء المفرط أو العبقرية

يميل العباقرة إلى الهدوء وقلة الكلام في كثير من الأحيان بسبب رغبتهم بعدم التقليل من شان الشخص المقابل لهم، فهم يفضلون عدم الكلام على قول شيء قد يجعل الشخص المقابل يشعر بالغباء أو أنه أقل ذكاءً منهم، وفي بعض الأحيان قد يفضلون عدم الكلام بسبب اعتقادهم أن الشخص الآخر المقابل لهم لا يمتلك القدرة العقلية لفهم ما يقوله.[١]


عدم امتلاك القدرة على التعبير عن وجهة النظر الشخصية

أحيانًا قد يفضل الشخص الصمت بسبب عدم امتلاكه للقدرة للتعبير عن وجهة نظره، كما قد يفضل البعض قلة الكلام أو الصمت للظهور بشكل أكثر غموضًا أمام الآخرين.[١]


الشعور بعدم الانسجام

قد يلزم الشخص الصمت بسبب شعوره بأنه في غير محله، وأن لديه اهتمامات مختلفة تمامًا عن الآخرين من حوله، وقد ينتهي به الأمر إلى الشعور بعدم القدرة مع حديث الآخرين من حوله، أو إبداء ردود فعل مناسبة للمواقف المختلفة.[١]


الإصابة بالاكتئاب

أحياناً قد يكون سبب عدم الحديث كثيراً هو الإصابة بالاكتئاب السريري، وذلك يدفع الشخص عادة إلى التقوقع على نفسه، وعدم الرغبة في الحديث مع الآخرين من حوله، وغالبًا ما يعاني الشخص المكتئب من تداخل الأفكار، والخوف من الحديث عنها، كما أنهم عادة ما يتجنبون الحديث بسبب عدم رغبتهم في الانخراط بالآخرين والإجابة عن أسئلتهم المختلفة.[٢]


الرغبة في زيادة قوة الملاحظة

قد يفضل البعض التحدث بشكل أقل بسبب رغبتهم في زيادة قدرتهم على ملاحظة الأشياء التي تدور من حولهم، فعادة ما يساعد التحدث بشكل أقل على الملاحظة بشكل أكبر، والاستماع بعمق أكبر وفهم لغة الجسد لمن حولهم، وملاحظة والانتباه لكل وكافة التفاصيل الصغيرة.[١]


صفات شخصية قليل الكلام في علم النفس

عادة ما يتصف الأشخاص قليلو الكلام أو الهادئون بقدرتهم الجيدة على الاستماع بشكل أفضل من غيرهم، كما أن التفكير لديهم يكون بالتأكيد أكثر وضوحاً وصفاءً من الشخص الذي يتحدث كثيرًا، وذلك قد يساعد بشكل أكبر في المواقف الصعبة والفوضوية، وفي حالات الغضب الشديد، وهم أكثر قدرة على التأمل والتفكير والملاحظة للاشياء من حولهم، والوصول إلى حلول واضحة ودقيقة بشكل أسرع بكثير من أولئك الذين يتحدثون بشكل كبير.[١]


كما أن الشخص الهادئ أو قليل الكلام قد يشعر بالإنزعاج وأحياناً التوتر عند الجلوس بجانب شخص آخر كثير الكلام بسبب الضوضاء الصادرة عنه، فمن المرهق عقليًا للشخص الهادئ في كثير من الأحيان الاستماع إلى الكثير من الكلام أو الجلوس في مكان فيه الكثير من الضوضاء.[٢]


وهم لا يتحدثون إلا عند الضرورة، أو عند وجود حاجة إلى التحدث، ونادراً ما يبدؤون المحادثة، أو يشاركون فيها إلا عند وجود ضرورة ملحة إلى المشاركة، فالتحدث إلى الشخص الهادئ يشبه إجراء محادثة مع شخص عليه دفع مبلغ مالي مقابل كل كلمة يقولها، وقد يبدو الأمر كما لو أن لديهم عددًا محددًا من الكلمات يمكن نطقها يوميًا، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم للالتزام بذلك.[٣]


وعلى الرغم من قلة كلامهم، إلا أنهم فعلياً قادرون على قول كل ما يريدون قوله، وهو ما يجعل منهم كتّابًا عظماء بسبب عدم إضاعة كلامهم وأفكارهم في الأحاديث الصغيرة والثرثرة مع من حولهم.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Why some people don’t talk a lot! CanIndia News Online Editor-Seema May 11, 2022 Share", canindia.com, Retrieved 10/7/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Decoding people who don't talk much: 8 possible reasons", timesofindia.indiatimes.com, Retrieved 10/7/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "14 powerful traits of a quiet person", hackspirit.com, Retrieved 10/7/2023. Edited.