مفهوم الفضول
يُعَرَّفُ الفضولُ في علم النَّفس (بالإنجليزيّة: Curiosity) أنَّه حافزٌ نفسيٌّ مدفوعٌ بالمَيل إلى التَّعرُّف على خبراتٍ وتجاربَ ومعلوماتٍ جديدة والبحث عنها لاستكشافِها، وهو رغبةٌ قويَّةٌ للتّحقيق والملاحظةِ وجَمع البياناتِ حولَ مسألةٍ ما،[١] ويعدُّ عنصرًا رئيسًا في عمليّة الإدراك، ومؤثِّرًا في صُنع القرارات، ومُحَفِّزًا للتعلُّم، ومهمًّا للنموّ الصحيّ والعقليّ، إلّا أنَّ وظيفتَه البيولوجيّة وأساسه العصبيّ وآليّاته غير مفهومة حتّى الآن بالنّسبة لعلماءِ النّفس والأحياء.[٢]
أشكال الفضول
ثمَّة شكلان أساسيَّان للفضول متمثِّلان بالآتي:[٣]
- الفضول الذي ينبعُ من الشُّعور بدافِعٍ غير مسبوق للقيامِ بشيءٍ ما أو معرفة شيءٍ ما، ويأتي هذا السُّلوك من أجلِ المُتعة أو التّجربة.
- الفضوب الذي ينبع من الشُّعور بالإحباط، أو القلق وعدم الارتياح لفكرةِ عدم معرفة معلوماتٍ عن شيءٍ ما بالتّحديد، ويأتي هذا السّلوك لِحلّ الغموض إو التخلّص من التوتّر والقلق.
أبعاد الفضول الخمسة
هناك خمسة أبعاد تُميِّز الفضول عن غيره من الدّوافع، وهي:[٣]
- الاستكشاف الممتع: يقترنُ هذا البُعد بالفرح والبَهجة والشَّغف والرّفاهيّة والرّضا في تعلُّم الأشياء الجديدة واستكشاف الخبرات المعقّدة لأوّل مرّة.
- حساسية الحرمان: يُشير إلى الشّعور بتعطُّشٍ وحاجةٍ ملحَّة إلى التعلُّم واكتساب المعرفة وعدم إهمالها، ويقترن هذا البُعد بالقلق والتوتُّر بسبب السَّعي الجادّ إلى تقليص الفجوات المعرفيّة.
- تحمُّل الإجهاد: يُشير هذا البُعد إلى قدرة الشّخص على احتواء مشاعر الارتباك والشكّ والقلق وأيّ شكل آخر من أشكال الضّيق النفسيّ النّاشئة عن الرّغبة في استكشاف الأحداث الجديدة الفريدة غير المتوقَّعة.
- الفضول الاجتماعيّ: وهو البعد الذي يعتمدُ على حاجة الفرد إلى تكوينِ روابط اجتماعيّة ذات معنى، وقد يقترن برغبة في معرفة ما يُفكّر به الآخرون ويفعلونه، من خلالِ الملاحظة المباشرة أو التحدّث والاستماع إليهم.
- السعي إلى التشويق: يقترنُ التّشويق باستعداد الفرد لتحمُّل المغامرة والمخاطرة الجسديّة والنفسيّة والعاطفيّة والماديّة في سبيلِ استكشاف خبرات معقّدة ومتنوّعة.
أنواع الأشخاص الفضوليين
يُصَنَّف الأشخاص الفضوليُّون وفقًا لأبعادِ الفضول الخمسة إلى ما يأتي:
- المَفتون: يُسجِّل الفضوليّ المفتون مستوياتٍ عالية في أبعادِ الفضول الخمسة كافّة، خاصَّةً "الاستكشاف الممتع"،[٤] ويميلُ إلى الانفتاح والقراءة الانتقائيّة وتحقيق درجة عالية من الاستقلال.[٣]
- حَلَّال المُشكلات: يُسجِّل مستوى عاليًا في بُعد "حساسيّة الحرمان" ومتوسِّطًا في الأبعاد الأخرى،[٤] ويميلُ إلى التكيُّف مع مختلف الظّروف التي يمرّ بها كونه يتمتّع بشخصيّة مرنة ومنفتحة.[٣]
- المُتعاطِف: يُسجِّل مستوى عاليًا في بُعد "الفضول الاجتماعيّ" ومتوسِّطًا في الأبعاد الأخرى،[٤] ويميلُ إلى اعتناق معاني: المُوافقة والضّمير والتكيّف، لكنّه لا يميلُ كثيرًا إلى البحث عن الإثارة.[٣]
- المُتَجنِّب: يُسجِّل مستوياتٍ منخفضة في أبعادِ الفضول الخمسة كافّة، خاصَّةً "تحمُّل الإجهاد"،[٤] ويَميل إلى إظهار مستويات عالية من اللامبالاة اتّجاه المواقف والأشخاص والخبرات الجديدة، وغالبًا ما يشعر بالتوتّر عند التّعامل مع المواقف الصّعبة.[٣]
السمات الشخصية للفضوليين
يتمتَّع الشَّخص الفضوليّ بالخصائص الشخصيّة الآتية:[٥]
- يستمعُ إلى الأشخاصِ دون إصدارِ الأحكام.
- يبحثُ عن عنصرِ المفاجأة والإثارة والمغامرة.
- يهتمُّ في إثارة الكثيرِ من الأسئلة.
- لا يهتمّ إذا بَدا مخطئًا في مسألةٍ ما ويسعى دائمًا إلى معرفة الصّواب.
المراجع
- ↑ "curiosity", APA Dictionary of Psychology, Retrieved 1/3/2023. Edited.
- ↑ "The psychology and neuroscience of curiosity", National Library Of Medicine, Retrieved 1/3/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "The 5DC dimensions of curiosity and curious people", The Oxford Review, Retrieved 1/3/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What Are the Five Dimensions of Curiosity?", Psychology Today, Retrieved 1/3/2023. Edited.
- ↑ "8 Habits of Curious People", Fast Company, Retrieved 1/3/2023. Edited.