تعريف اللامبالاة في علم النفس

تُعرف اللامبالاة (بالإنجليزية: Apathy) على أنها حالةٌ من الافتقار إلى الدافع أو الحافز، للقيام بالأمور أو الاهتمام بها، بشكلٍ يعيق الفرد عن أي سلوكٍ موجهٍ لتحقيق الأهداف، أو التفكير، أو حتى الإحساس بالمشاعر؛ الأمر الذي يؤثر بشكلٍ سلبي على علاقة الفرد بالآخرين، وعلى حياتهِ المهنية، ومختلف جوانب حياتهِ الأخرى، واللامبالاة بطبيعتها غير مؤقتة في الغالب، حيث قد تستمر لفترةٍ طويلة، وتشترك اللامبالاة مع الاكتئاب في أنّ كلتا الحالتين يسودهما عدم اكتراثٍ أو اهتمامٌ بالحياة في المجمل، إلى جانب فقدان الشغف بالأمور التي كانت تثير الاهتمام في السابق، وتجدر الإشارة إلى أنّ اللامبالاة ترتبط عادةً بالفِصام (الشيزوفرينيا) وبالاكتئاب الشديد، إلى جانب أنها تعتبر من الأعراض الدالة على إصابة الفرد بمشاكل الصحة العقلية والأمراض التنكسية في الجهاز العصبي، مثل مرض باركنسون (الشلل الارتعاشي)، ومرض آلزهايمر (خرَف الشيخوخة).[١][٢]


أنواع اللامبالاة في علم النفس

لا تتخذ المبالاة شكلاً واحدًا؛ حيث إنّ لها العديد من الأنواع، والتي نذكرها فيما يلي:[٣]

  • اللامبالاة السلوكية (Behavioral apathy): يتميز هذا النوع من اللامبالاة في افتقار الفرد إلى الحوافز التي تدفعه للقيام بالأمور من تلقاء نفسه، وبمبادرةٍ منه.
  • اللامبالاة العامة (General apathy): تشمل السمات المميزة للامبالاة العامة كلاً من قلة التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وضعف الاستجابات العاطفية، وقلة الحافز.
  • اللامبالاة العاطفية (Emotional apathy): هذا النوع من اللامبالاة يتميز بافتقار الفرد إلى المشاعر الإيجابية والسلبية على حد سواء.
  • تعب الرحمة (Compassion fatigue): يحدث هذا النوع من اللامبالاة عندما يكون الفرد في البداية مهتمًا ومتحفزًا، ولكنه يصبح لاحقًا مرهقًا على الصعيدين العاطفي والجسدي، مما يؤثر على قدرته على التعاطف مع الآخرين أو الشفقة عليهم، ويؤدي لإضعافها.
  • لامبالاة المتفرج (Bystander apathy): تقف العديد من الأسباب المؤدية لهذا النوع من اللامبالاة، ومنها الشعور بعدم الاكتراث أو الاهتمام تجاه ما يمر به الآخرون من محنٍ ومصاعب، وتُعرف لامبالاة المتفرج على أنها حالة يرى فيها الفرد شخصًا بحاجةٍ ماسة إلى التدخل لمساعدته، ولكنه لا يقوم بأي شيءٍ أو يتدخل.


أسباب اللامبالاة في علم النفس

كما ذكرنا سابقًا؛ فإن الإصابة باللامبالاة قد يكون لها علاقة ببعض مشاكل الصحة العقلية، كما أنّ الإصابة بها قد يقف ورائها عددٌ من الأسباب الأخرى، والتي نستعرض عددًا منها فيما يلي:[٤]

  • الشعور بعدم التقدير: قد يصاب الفرد باللامبالاة عندما يبذل مجهودًا كبيرًا للقيام بمهامهِ في المنزل، أو العمل، أو المدرسة، ولكنه لا يحصل على التقدير الذي يحتاجه لقاؤه، أو لا يجد من يعترف بأنه يبذل جهدًا.
  • الصدمات والأحداث المأساوية: هناك من الأشخاص من لا يجيدون التكيف والتعامل مع الصدمات والأحداث التي يتعرضون لها، مما قد يدخلهم في حالةٍ من اللامبالاة والهرب من الواقع، ومن الأمثلة على هذه الصدمات والأحداث المأساوية موت أحد الأشخاص المقربين، وفقدان العمل، والمشاكل المالية.
  • الشعور بعدم الارتياح: تمامًا كما أنّ هناك أشخاصًا يفشلون في التكيف مع ما يتعرضون له من صدمات، ويصابون بسبب ذلك باللامبالاة، فإنّ هناك أشخاصًا آخرين قد يجدون أنفسهم في مواقع وأوضاعٍ غير مريحةٍ في حياتهم، ويعجزون عن تقبلها، بما في ذلك العلاقات، والدراسة، والعمل، والاستسلام لمثل هذه الأوضاع قد يسبب لهم اللامبالاة.
  • صعوبة التأقلم مع الظروف الجديدة: يضطر البعض إلى تغيير حياتهِ بشكلٍ ما، ليجد نفسه في ظروفٍ جديدة، تختلف عمّا كان معتادًا عليه، وهناك منهم من يُصاب باللامبالاة بسبب عدم القدرة على الاعتياد والتأقلم مع الظروف والأوضاع الجديدة، والتي لم تكن مألوفة من قبل.
  • تدني احترام الذات: عندما ينظر الفرد لنفسهِ من منظورٍ سلبي، فإنه قد يشعر بانعدام قيمته في الحياة وباليأس، وقد يدفعه هذا أيضًا إلى الاعتقاد أنّ حياته غير مهمة؛ الأمر الذي قد يؤدي به إلى الإصابة باللامبالاة.


أعراض اللامبالاة في علم النفس

تظهر على المصابين باللامبالاة عددٌ من الأعراض، والتي من أبرزها ما يلي:[٥][٦]

  • الكسل، والخمول، والبلادة، مع انخفاض في مستوى الطاقة في الجسم.
  • اضطرابات النوم.
  • انخفاض القدرة على التركيز.
  • تغيرات ملحوظة في الوزن، وفي شهية تناول الطعام.
  • الإحساس بانعدام القيمة، واستحالة القيام بالأمور.
  • الشعور بالخجل وبالذنب.
  • الإجهاد، والتعب، والإعياء.


طرق علاج اللامبالاة

يمكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي لاحتواء اللامبالاة وعلاجها، ولا سيما إذا كان مصدرها الصدمات والمصاعب التي تواجه الفرد، ويساعد هذا النوع من العلاج في تحويل الأفكار السلبية، التي تصاحب اللامبالاة، إلى أفكار إيجابية، مما يؤثر بدوره بشكلٍ إيجابي على سلوكياته وطريقة تفكيره، وفي سياقٍ متصل، يساعد تغيير نمط الحياة ليصبح أكثر صحةً في علاج اللامبالاة، ومن الأمور التي يستطيع الفرد القيام بها لهذه الغاية ما يلي:[٧]

  • النوم لساعات كافية في اليوم.
  • لقاء الأشخاص المقربين، والحديث معهم.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • ترك التدخين.
  • القيام بنشاطات ممتعة، واتخاذ هوايات جديدة.
  • تجربة القيام بأمور جديدة.
  • التنزه في أحضان الطبيعة.
  • التفكير بطريقة إيجابية، وتجنب الأفكار السلبية.
  • اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.


المراجع

  1. is when you lack,involves thinking or your emotions. "Apathy", webmd, Retrieved 8/11/2022. Edited.
  2. "apathy", APA Dictionary of Psychology, Retrieved 8/11/2022. Edited.
  3. "What Is Apathy?", verywellmind, Retrieved 8/11/2022. Edited.
  4. "Understanding Apathy", jedfoundation, Retrieved 8/11/2022. Edited.
  5. "Apathy and Depression: What’s the Link?", psychcentral, Retrieved 8/11/2022. Edited.
  6. "What is Apathy and Why Does it Occur?", news-medical, Retrieved 8/11/2022. Edited.
  7. "What to know about apathy in depression", medicalnewstoday, Retrieved 8/11/2022. Edited.