معنى التعاطف في علم النفس

يمكن تعريف التعاطف (sympathy) في علم النفس بأنه الشعور بالاهتمام أو الأسف حول المشكلة التي يعاني منها الشخص الآخر، أو الحزن الذي يشعر به، أو سوء الحظ الملازم له بشكل عام،[١]ومن المصطلحات المرتبطة بالتعاطف في علم النفس ما يُعرف بالتقمص العاطفي (بالإنجليزية: Empathy) الذي يُعرف بأنه امتلاك الفرد للقدرة على التعرف وفهم أفكار ومشاعر الأشخاص الآخرين من حوله، أو حتى الحيوانات أو الشخصيات الخيالية، إضافة إلى امتلاك القدرة على مشاركة هذه المشاعر،[٢] وهو يعني باختصار الشعور مع الشخص الآخر، والقدرة على تخيل شعوره في الوقت الحالي حتى دون المرور بتجربة مشابهة لما حصل معه في السابق.[٣]


ويعد التعاطف والتقمص العاطفي من الأمور المهمة جداً والأساسية لتكوين العلاقات والتصرف برأفة ورحمة مع الآخرين، وهو يعني إمكانية فهم وتجربة الشعور ووجهة نظر الأشخاص الآخرين، بدلاً من التركيز على وجهة النظر الشخصية فقط، وهو يساعد على دفع الأشخاص نحو مساعدة الآخرين انطلاقاً من الرغبة الداخلية لمساعدة الغير دون الحاجة إلى توجيه أو إجبار من شخص من الخارج.[٢]


وبشكل عام تشير بعض الاستطلاعات إلى أن القدرة على التعاطف قد بدأت فعلياً في الانخفاض بين الافرد في العالم، وهو ما يتطلب بذل الكثير من الجهود للحفاظ على هذه القيمة النبيلة وإعادة إحيائها بين الناس.[٢]


الفرق بين التعاطف والتقمص العاطفي

يمكن الاختلاف الرئيسي بين التعاطف والتقمص العاطفي في الطريقة التي يتم فيها التعبير عن مشاعر الفرد تجاه موقف شخص ما، ووفقًا للقاموس الصادر عن جمعية علم النفس الأمريكية فإن الفرق الأساسي بينهما يكمن في أن التعاطف يعني الشعور بالأسف أو الشفقة بسبب الشعور بالأسف وإدراك معاناة أو حزن الشخص الآخر، وتمني زوال الشعور السيء عنه، بينما يعني التقمص العاطفي وهو أعلى درجة من التعاطف بأنه امتلاك القدرة على فهم شعور الشخص بناءً على وجهة نظره هو بدلاً من وجهة النظر الخاصة به؛ أي امتلاك القدرة على فهم مشاعر الشخص من وجهة نظره الشخصية، ووضع النفس في مكانه تماماً وامتلاك القدرة على الشعور بما يشعر به الآن، والرغبة في مساعدته ودفع الأسى عنه، أو التصرف نيابة عنه.[٤]


ولتوضيح ذلك بطريقة سهلة يمكن تفسير التصرف الذي يقوم به الشخص بإرسال بطاقة لتقديم العزاء لشخص ما يمر بموقف عصيب، بأنه نوع من أنواع التعاطف والشعور بالأسف من أجله، بينما يتمثل التقمص العاطفي بتخيل ننفسك في مكانه والتفكير بالطريقة التي يكافح بها من أجل التخلص من المشكلة التي يعاني منها والحزن الذي يمر به، والسعي لمساعدته.[٤]


كيفية تطوير التعاطف في علم النفس

يعتقد الباحثون في مجال علم النفس أنه يمكن للأشخاص تنمية الشعور بالتعاطف مع الآخرين لديهم عبر اتباع بعض الطرق مثل قضاء وقت أكثر مع أفراد مختلفين عنهم، كما أن قراءة الروايات قد تساعد على تعزيز القدرة على وضع النفس بموقف مشابه للموقف الذي يعاني منه الفرد حالياً، ومحاولة محاكاة تفكير الأفراد الآخرين، كما أن التأمل قد يساعد على تنمية قدرة الدماغ على اكتساب التعاطف.[٢]



المراجع

  1. "sympathy ", britannica.com, Retrieved 28/5/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Empathy", psychologytoday.com, Retrieved 28/5/2023. Edited.
  3. "What's the difference between 'sympathy' and 'empathy'?", merriam-webster.com, Retrieved 28/5/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Sympathy vs. Empathy: What's the Difference?", verywellmind.com, Retrieved 28/5/2023. Edited.