مفهوم الصمت في علم النفس

يعتبر علم النفس أنّ هناك دلالات نفسية وراء أغلب السلوكيات التي تصدر من الإنسان، بما في ذلك الضحك، والبكاء بأنواعهِ، وحتى الصمت، وغيرها الكثير، ويُعرف الصمت في سياق علم النفس على أنه امتناع الشخص على إصدار الصوت المسموع، بشكلٍ كلي أو جزئي، وهو شكلٌ من أشكال غياب التواصل مع الآخرين في البيئة المحيطة، وتتنوع أشكال الدوافع المؤدية للصمت بين الإيجابية والسلبية، ويعتمد تحديد الدافع على طبيعة الموقف المؤدي للصمت.[١][٢]


معاني ودلالات الصمت في علم النفس

من أهداف علم النفس الأساسية إيجاد تفسيرات تتضمن المعاني والدلالات وراء مختلف سلوكيات الإنسان، وتاليًا استعراضٌ لأهم معاني ودلالات الصمت في علم النفس:[٣][٤]


الإصغاء للآخرين

قد يلجأ الفرد للصمت عند خوض حديثٍ مع شخصٍ آخر، لمنح هذا الشخص الفرصة للتعبير عن نفسه دون مقاطعةٍ لأفكاره، بالإضافة للسماح له بالتعبير عن نفسه بشكلٍ أفضل، ويدل الصمت في مثل هذا الموقف على التركيز والاهتمام بمشاعر وأفكار الطرف الآخر، والإصغاء لكلامه لاستيعابهِ بشكلٍ كامل.


الاحتجاج

يمكن أن يكون الصمت شكلاً من أشكال الاحتجاج، عندما يجد الشخص نفسه وسط موقف أو محادثة غير مجدية لا تُحترم فيه الآراء، أو فيها عرضٌ لآراء مخالفة لا يمكن احتمالها؛ ليلجأ الشخص في هذه الحالة للصمت للتعبير عن احتجاجه عن طريقة سير الأمور. أو الانسحاب من الموقف.


التركيز

تؤدي الأصوات في كثيرٍ من الأحيان إلى إفقاد الشخص القدرة على التركيز، حتى وإن كان هو نفسه مصدر هذه الأصوات؛ مما يدفع الأشخاص الذين لا يستطيعون التركيز حتى في وجود أدنى حد منها إلى التزام الصمت أثناء إنجازهم لمهامهم، لمساعدة عقولهم على التركيز.


التأمل الذاتي

عالم اليوم مليء بالمُشتتات التي قد تسبب الفوضى الداخلية للشخص، وتُضعف من ارتباطه بنفسه، وبالطبيعة، وبالآخرين، ويعتبر التأمل الذاتي من الطرق العلاجية التي يستعيد من خلالها الفرد التوازن، ويعيد ترتيب أفكاره، ويعتمد هذا التأمل بشكلٍ أساسي على الصمت، لمنح النفس الفرصة لإدراك حقيقتها، والتغير للأفضل.


التواصل مع الآخرين

هناك مواقف يجد فيها الشخص نفسه برفقة آخرين يستمتع بوجودهم ويحب القرب منهم، ويشتركون معًا في القيام بنشاطاتٍ ذات طابعٍ هادئ، تكون قمة الاستمتاع فيها من خلال التزام الصمت والتركيز فيها، مثل مشاهدة غروب الشمس، أو الاستماع للأغاني والإصغاء لكلماتها، أو قراءة كتابٍ مثيرٍ للاهتمام، ويكون الصمت في هذه الحالة شكلاً من أشكال التواصل الذي يركز على تبادل المشاعر والأحاسيس أكثر من الكلام.


احترام جهد الآخرين

عندما يكون أحدهم منخرطًا ومشغولاً في القيام بأمرٍ يتطلب التركيز بشدة؛ فإن صمت الآخرين من حوله في هذه الحالة ينم عن احترامهم لجهده ولحاجته إلى الهدوء لإتمام مهمته الصعبة التي تشغله، مما يدفعهم لتجنيبهِ الضوضاء من خلال التزام الصمت.


الإنكار والرفض

ليست جميع معاني الصمت إيجابية؛ فقد يصمت الفرد عندما يرفض مناقشة مسألة ما قد تؤدي إلى حصول خلافٍ مع طرفٍ آخر، في حين أنّ هناك مواقف أخرى يصمت فيها الشخص لإظهار إنكاره لمشكلةٍ ما، يشعر أنه غير جاهزٍ لخوض الحديث بخصوصها، ويستمر بصمته حتى يكون جاهزًا لمواجهتها وحلها.


التفكير

من جهةٍ أخرى، قد يجد الشخص في الصمت فرصةً للتفكير قبل الإجابة عن سؤالٍ ما أو اتخاذ القرارات المهمة التي تحتاج إلى عدم الاستعجال؛ فالصمت يتيح للفرد القدرة على التفكير بشكل صحيح، والنظر للمسائل التي تشغله من جوانب أكثر وضوحًا وشمولاً، للتوصل في النهاية إلى ما هو صحيح وفيه مصلحة له.


المراجع

  1. "The Power of Silence", thepositivepsychologypeople, Retrieved 20/8/2022. Edited.
  2. "silence", dictionary, Retrieved 20/8/2022. Edited.
  3. "The 6 Meanings Behind Silence, According To Psychology", upvee, Retrieved 20/8/2022. Edited.
  4. "7 Benefits of Silence: Why We Need Less Noise", whisperroom, Retrieved 20/8/2022. Edited.