مجالات علم النفس الاجتماعي

علمُ النَّفسِ الاجتماعيّ هو العلمُ الذي يدرسُ سلوكَ الفَرد وكيفيَّة تأثُّرِه بسلوكاتِ الآخرين، ويتبيَّنُ العلاقةَ بين شخصيَّتِه الاجتماعيَّة والعوامل البيئيَّة المُحيطة به، وفيما يأتي أهمّ مجالات هذا العِلم.[١]


الإدراك الاجتماعي

يُعرِّف اختصاصي علم النّفس سيمون بارون الإدراكَ الاجتماعيّ بقولِه: "يُشير الإدراك الاجتماعيّ إلى الطريقة التي نفسِّرُ بها ونحلّل ونتذكّر ونستخدمُ المعلوماتِ حولَ العالم الاجتماعيّ"، إذ يَدرسُ هذا العلمُ كيفيَّة فَهم الفرد لسلوكيَّاتِه وسلوكيَّات الآخرين وكيف يُفسِّرها ويُحلّلها ويُصنّفها ويستنتج منها أحكامَه عليها.[٢]


دراسة المواقف

يُقصَد بها: الأحكامُ التي يُطلقُها الأفرادُ على الأشخاصِ أو الأفكار أو الأشياء وتقييمُهم لها، وكيف تتطوّر هذه المواقف وتتغيَّر وتتأثَّر بعواملَ مختلفة، مثل: الخبرات المكتسبة والتنشئة والجينات، ويَقيس علمُ النّفس الاجتماعيّ المواقف عن طريق استبيان ذاتيّ أو بملاحظةِ تعبيراتِ الوجه ومستويات التَّفاعل والتَّواصل.[٣]


العنف والعدوان

فهو يدرسُ العواملَ الاجتماعيَّة التي كانت سببًا في تشكيل السّلوك العدوانيّ وتنميته، مثل: رؤية سلوكات عنيفة على وسائل الإعلام، أو مشاهدة الأطفال لأشخاص يُمارسونَ أعمالًا عدوانيَّة أمامَهم أو المُرور بتجربة طفولة قاسية وغيرها، كما يوفِّرُ أساليب فعَّالة للحدّ من مشكلةِ العنف.[٣]


السلوك الاجتماعي الإيجابي

الذي يتضمَّنُ: التَّعاونُ والتَّشارُك ومُساندة الأفراد، حيث يهتمُّ هذا العِلم بالأسبابِ التي تدفعُ الأفرادَ إلى مساعدةِ غيرِهم، ورَفض بعض الأفراد بالمقابل لتقديمِ المساعدة، وكيف يتأثَّر المتفرّج على حَدَثٍ ما ويُحَفِّزُه إلى أن يتَّخذ موقفًا ويستعدّ للمبادرة الاجتماعيّة الإيجابيّة.[٣]


التمييز والتحيز

يبحثُ بكيفيَّة نشأة التّمييز والتحيُّز الاجتماعيّ ويدرسُ أسبابَه وتصنيفاتِه الاجتماعيَّة وتأثيراتِه على الفرد والمجتمع، كما يضع نُصبَ عينِه تساؤلاتٍ مثل: كيف يُمكن قياسُ التحيُّز؟ هل تتوفّر استراتيجيّات فعّالة تحدّ من التحيُّز؟ كيف يتطوَّر التحيُّز؟ لماذا يتعامل الأفراد المتحيِّزون مع المواقف بأدلّة مضادّة؟[٣]


الهوية الذاتية والاجتماعية

يبحثُ في تصوُّراتِ الفرد عن ذاتِه وهويَّتِه الاجتماعيّة، وهويَّات الآخرين وشخصيَّاتِهم، وكيف يؤثِّر تصوُّرنا عن أنفسِنا في تفاعلِنا الاجتماعيّ، وهل يُغَيِّر انخراطنا في مجموعة أو فريق على هويّتنا ونظرتنا إلى ذاتنا، ولماذا نلجأ إلى المقارنة الاجتماعيّة، وكيف تؤثّر في تعزيز أو تدنّي تقديرنا لأنفسنا.[٣]


سلوك المجموعة

يُقصَد بسلوك المجموعة: الأشياء والأفكار والعواطف والأفعال المُشتركة بين مجموعةٍ من الأفراد الذين يتقاطعونَ في الهدفِ والرّؤية والمبادئ، والتي تُعبِّر عنهم كمجموعة لا كأفراد، ويُعَدّ هذا المَبحث أكثرَ مجالات علمِ النّفس بحثًا؛ فهو يَدرسُها من جوانبَ عدّة مثل: مَنشأ صُنع القرار، تأثير المجموعة، وتعاونها فيما بينَها.[٣]


التأثير الاجتماعي

حيثُ يَدرسُ علمُ النَّفسِ الاجتماعيِّ بدورِ العواملِ الاجتماعيّة في التأثير على سلوكيَّات الأفراد، وكيف يُشكّل الضغط الاجتماعيّ مُحَفِّزًا لتغيير مسار السّلوك أو وجهات النّظر الشخصيَّة، ويبحثُ في مفاهيمَ اجتماعيّة مختلفة، مثل: أثر الإقناع، طاعة السُّلطة، التّوافق، ضغط الأقران.[٣]


العلاقات الشخصية

يَرى علمُ النّفس الاجتماعيّ أنّ لعلاقاتِ الفرد الاجتماعيّة تأثيرًا مباشرًا على سلوكاتِه ومشاعرِه وأفكارِه وتقييماتِه العامَّة، خاصَّة تجاربه العاطفيّة التي تشمل: مشاعرَ الإعجاب والانجذاب والارتباط، فهو يدرسُ مدى حاجة الفرد إلى العلاقات الشخصيّة لتحقيقِ رفاهيّته، والعوامل التي تحفِّز الجاذبيّة والشعور بالحبّ والرّضا.[٣]

المراجع

  1. "What Is Social Psychology? Definition, Key Terms, and Examples", maryville University, Retrieved 11/1/2023. Edited.
  2. "What is Social Cognition in Social Psychology? It’s Definitions, Nature & Errors", Careershodh, Retrieved 11/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "The 9 Major Research Areas in Social Psychology", Very well mind, Retrieved 11/1/2023. Edited.