مفهوم علم النفس القضائي

هو فرعٌ من فروعِ علمِ النّفس مَعنِيٌّ بدراسةِ العوامل النفسيّة -الشعوريّة واللاشعوريّة- لكلِّ مَن له علاقة بالدّعوى الجنائيّة أو كلّ مَن له دورٌ في الخصومة وإن لم يكنْ دورُه مباشرًا فيها، مثل: المتّهم والمَجني عليه والقاضي والدّفاع والمُحامي والمُبلِّغ والشّاهد والجمهور.[١]


كانَ العالِمُ بينث أحدَ مؤسّسي عِلم النّفس القضائيّ؛ إذ نشرَ أوّل مؤلفاتِه في هذا الحَقل سنةَ 1898م، أسهمَ بعدَها القاضي أندريه قروس -وهو أستاذ جامعي فرنسيّ- في نشر مفاهيم علم النّفس، التي من شأنِها إعانة المحقّقين والقضاة على فَهم نفسيّة أطراف الدّعوى الجنائيّة بأدواتٍ جديدة.[٢]


موضوع دراسة علم النفس القضائي

يبحثُ علمُ النفس القضائيّ في العواملِ التي قد تؤثّر على القاضي؛ من حيث تقديره للأدلّة والعقوبة واستنتاجه وحُكمه،[٣] يبحث أيضًا في أقوالِ المتّهم أمامَ القضاء وحالتِه عندَ القَبض عليه، ولا يلتفتُ إلى دراسة الدّوافع التي دفعت المتّهم لارتكابِ جريمتِه، كما يبحثُ في شهادةِ الشَّاهد وما يمكنُ أن يُحَرِّفُ فيها دون قَصدٍ منه، ويدرسُ أثرَ الرّأي العامّ والإعلام والشّائعات المطّردة بينَ النّاس في توجيه الدّعوى.[٤]


علاقة علم النفس القضائي بالعلوم ذات الصلة

إنّ الجريمةَ ظاهرةٌ سيكولوجيَّة إلى جانبِ كونِها ظاهرةً قانونيّة؛ لذا، فإنّ علومًا مختلفةً معنيَّةٌ بدراسة هذه الظاهرة؛ فمثلًا؛ يتقاطعُ علمُ النّفس القضائيّ معَ علم النّفس الجنائيّ في كونِهما متفرِّعَين من علم النّفس العامّ، ولكلٍّ منهما مجالُ دراسةٍ مختلفٌ عن الآخر.[٢]


أمّا علمُ النّفس فإنّه يتَّصلُ بالقانونِ في موضوع دراستِه؛ فكلاهما مهتمٌّ بدراسة السّلوك الإنسانيّ، في منطقةٍ مشتركةٍ هي: علمُ النفس القضائيّ،[٢] كذلك علم الاجتماع الجنائيّ الذي يرتكزُ في بحثِه على بيانِ العلاقة بين العوامل الاجتماعيّة وظاهرة الإجرام؛ من مُنطَلق أنّ الفِعلَ الإجراميّ حيِّزُه المجتمع.[٥]


إضافةً إلى علم نفس الإجراءات الجنائيّة المعنيّ بتحليل سلوك الأطراف المشاركة في إجراءات العمليّة الجنائيّة من خلال تقنيات علم النّفس، إلى جانب علم نفس المُجرم وعلم نفس الضحيّة اللذَيْن يدرسان شخصيَّتَيْ المجرم والضّحية بأبعادها كافّة؛ الاجتماعيّة والنّفسيّة والعقليّة والعضويّة.[٥]


كيفية التمييز بين علم النفس القضائي والجنائي

يَفترقُ الفرعانِ بتفاصيلَ دقيقةٍ في دراستِهما؛ فعلمُ النّفس القضائيّ مهتمٌّ بتسجيلِ الملاحظات النفسيّة التي تبدو على المتّهم، من حيث طريقتِه في الردّ على الأسئلة الموجَّهة إليه، ولغةِ جسدِه التي تنمُّ عن هدوءٍ واستقرار أو ارتباكٍ وقلق أو صِدقٍ وكذب.[٦]


أمّا علمُ النّفس الجنائيّ فمهتمٌّ بدراسةِ أسباب الجريمة ودوافعها ووسائل مكافحتها، والاستعداد الذهنيّ لارتكاب الجرائم، كما يدرسُ تأثير العوامل المحيطة على التكوين النفسيّ لمُرتكب الجريمة.[٦]


أهمية علم النفس القضائي

تتمثّل أهميّة علمُ النفس القضائيّ بالنّقاط الآتية:[٥]

  • فَهم نفسيّة الأطراف المشتركة في الإجراءات الجنائيّة، ومعرفة ارتباطها بمجال الإجرام.
  • تقديم وقائع مهمّة لجميع أطراف الدَّعوى، بَدءًا من المشرّع الجنائيّ وانتهاءً بالمتّهم.
  • الكشف عن نقاط القوّة والضّعف لدى هيئات المحلّفين.
  • دراسة استجابة الضّحايا وأداء الشّهود وسلوك رجال الشّرطة.

المراجع

  1. د سالم الفاخري، النفس القضائي&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjHs_CQoeL7AhUGTBoKHUCbATsQ6AF6BAgJEAI#v=onepage&q=علم النفس القضائي&f=false علم النفس العام، صفحة 58. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت د قميدي فوزي، إسهامات علم النفس القضائي في المجال الجنائي، صفحة 292. بتصرّف.
  3. كامل عويضة، النفس القضائي&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjRmvaMiuL7AhXDgM4BHWzdDskQ6AF6BAgCEAI#v=onepage&q=علم النفس القضائي&f=false علم النفس، صفحة 12. بتصرّف.
  4. كامل عويضة، النفس القضائي&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjRmvaMiuL7AhXDgM4BHWzdDskQ6AF6BAgCEAI#v=onepage&q=علم النفس القضائي&f=false علم النفس، صفحة 13. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت د قميدي فوزي، إسهامات علم النفس القضائي في المجال الجنائي، صفحة 293. بتصرّف.
  6. ^ أ ب طلال أبو عفيفة، علم النفس القضائي&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjq89WmqeL7AhUUw4UKHbIPBL8Q6AF6BAgHEAI#v=onepage&q=أهمية علم النفس القضائي&f=false أصول علمي الإجرام والعقاب وآخر الجهود الدولية والعربية لمكافحة الجريمة، صفحة 68. بتصرّف.