مفهوم علم النفس الإكلينيكي

علمُ النّفس الإكلينيكيّ (أو علم النّفس السريريّ) هو فرعٌ من فروعِ علمِ النّفس يهتمُّ بفَهم المشكلاتِ النفسيّة والأمراضِ العقليَّة والسّلوكات غير الطبيعيّة التي يُعاني منها المَريض، ويَسعى إلى تقييمها وعلاجها وتوفير أقصى رعاية نفسيّة مُمكنة، من خلالِ مناقشة المريض والتّشاورُ معَه حولَ ما يمرُّ بهِ، والبَحث عن الأسبابِ التي أدَّت إلى مواجهتِه هذا النّوع من مشاكلِ الصحّة العقليّة أو السلوكيّة.[١]


نشأة علم النفس الإكلينيكي

يُعدُّ سيجموند فرويد -مؤسّس علم النّفس الحديث- مِن أوائل مَن ركَّزوا على أنّ المشاكل العقليّة والنفسيّة يمكنُ علاجُها بالتحدُّث إلى المريض، ومن هنا تمّ تطوير العلاج بالكلام الذي اعتُبِرَ أوّل استخدام علميّ عمليّ لعلم النّفس الإكلينيكي.[١]


عام 1896م، افتتحَ عالمُ النّفس الأمريكيّ لايتنر ويتمر أوّل عيادة نفسيّة؛ صبَّ اهتمامَه فيها على مساعدة الأطفال الذين يُعانونَ من صعوباتِ التعلّم، وفي عام 1907م طرحَ مصطلح "علم النّفس الإكلينيكيّ" في ورقةٍ بحثيّة جاءَ فيها: "علمُ النفس الإكلينيكيّ هو دراسةُ الأفراد من خلال الملاحظةِ أو التجريب؛ بهدف تعزيزِ التغيير".[١]


وفي عام 1914م أنشِئت 26 عيادةً نفسيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة خُصِّصت جميعها للعلاجِ الإكلينيكيّ، شاعَ هذا النّوع من العلاجِ بعدَ ذلك في أنحاء مختلفة من العالَم، ليصبحَ أحدَ الفروع الأكثر شيوعًا من بينِ فروعِ علم النّفس.[١]


مبادئ علم النفس الإكلينيكي

يقومُ علمُ النّفس الإكلينيكيّ على أسسٍ رئيسة هي:[٢]

  • تقييم الأداء السلوكيّ والمعرفيّ والعاطفيّ بناءً على المُلاحَظة والاستماع إلى المريض.
  • تحسين الصحّة النفسيّة والعقليّة للمريض من خلال إجراء التدخّل النفسيّ أو السلوكيّ المناسب للحالة.
  • الالتزام بالأخلاقيّات القانونيّة والتنظيميّة الخاصّة بممارسة العلاج الإكلينيكيّ.
  • فَهم أثر التنئشة الاجتماعيّة ومراحل النموّ والسّياق الثقافيّ في تطوُّر الهويّة الشخصيّة التي تتشابكُ بدورِها مع هذه الظّروف.


المشكلات التي يعالجها علم النفس الإكلينيكي

يُعالجُ علمُ النّفس الإكلينيكيّ مشكلاتِ الصحّة العقليّة والنفسيّة والسلوكيّة التي تشمل الآتي:[٢]

  • مشاكل التكيُّف واضطراب الصّدمة وما بعد الصّدمة.
  • المشاكل العاطفيّة والنفسيّة التي تشمل الأمراض العقليّة الخطيرة.
  • المشاكل الاجتماعيّة والشخصيّة.
  • مشاكل الخلل الوظيفيّ مثل مشاكل النّطق والتلعثم والصّعوبات الإدراكيّة التي تؤثّر على التّركيز.
  • المشاكل السلوكيّة مثل تعاطي المخدّرات وإدمانها.


مناهج علم النفس الإكلينيكي

تُقسم مناهج علم النفس الإكلينيكيّ إلى ثلاثةٍ رئيسةٍ هي:[١]

  • النّهج الديناميكيّ: يعتمدُ تقنيةَ الارتباط الحرّ التي تتيحُ فهمَ الدّوافع الكامنة غير الواعية للمريض.
  • النّهج السّلوكيّ المعرفيّ: يبحثُ في كيفيّة تفاعلُ مشاعر المريض مع سلوكاتِه وأفكاره، والتّغيير الذي يحدث عليها ويسبّب مشكلة نفسيّة.
  • النّهج الإنسانيّ: يُركّز على مبدأ تحقيق الذّات ويدرسُ حالةَ المريض بطريقةٍ شموليّة.


المهارات الأساسية للمعالج الإكلينيكي

تشملُ المهارات الأساسيّة اللازمة لممارسة العلاج الإكلينيكيّ ما يأتي:[٣]

  • مهارات البحث الجيّد وربط البيانات مع بعضِها.
  • فَهم كيف يُفكّر النّاس وكيف من الممكن أن يتصرَّفوا في ظروفٍ مختلفة.
  • القدرة على التّعاطف مع الأشحاص والتّواصل البنّاء معهم.
  • القدرة على الاستجواب الحَسَّاس والتّعامل الارتجاليّ مع المواقف التي تحتاج إلى سرعةٍ في التصرّف.
  • القدرة على العمل الفرديّ، والجماعيّ الذي يتطلّب مهارات تواصل واستماع ممتازة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Clinical Psychology History, Approaches, and Careers", Very Well Mind, Retrieved 7/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Clinical Psychology", APA, Retrieved 7/1/2023. Edited.
  3. "Psychologist (clinical): job descriptions", Target Jobs, Retrieved 7/1/2023. Edited.