ما هي الشخصية السيكوباتية؟

يُستخدَم لفظ سيكوباتيّ (Psychopath) الذي يَعني: المختلّ عقليًّا، لِوصف شخص ما أنّه يُعاني من حالةٍ صحيَّةٍ عقليّة، لكنْ لا يعدُّ لفظ "السيكوباتيّة" تعريفًا علميًّا أو تشخيصًا إكلينيكيًّا رسميًّا بحسب الدّليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات العقليّة (DSM-5)، لكنَّه مصطلحٌ شائعٌ بينَ النّاس لوصفِ حالة صحيَّة تُعرَف في علمِ النّفس باسم اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD).[١]


يصفُ الدكتور النفسيّ براكاش ماساند الشّخصيّة السيكوباتيّة أنّها حالة نفسيّة وعقليّة تستخدم أساليب التّلاعب وانتهاك الآخرين بشكلٍ تبدو فيها شخصيّة مُعادِية مُتعارِضة مع قوانين المجتمع وقواعدِه الأكثر شيوعًا، ويعتبِر بعضُ الأطبّاء أنّ السيكوباتيّة حالة فرعيّة أكثر حدَّة من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، إلّا أنّ معظمَهم أجمعوا كون السيكوباتيّة مفهومًا يقع تحت مصطلح "اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع".[١]


ما هي طبيعة الشخصية السيكوباتية؟

يرغب السيكوباتيّ في أن يُعتَنى به وأن يكونَ محبوبًا لكنّ هذه الرّغبة تبقى غير محقَّقة بسبب طبيعتِه النفسيَّة المُعادِية، في الوقتِ نفسِه يُدركُ آثارَ سلوكاتِه على الآخرين، ويُمكن أن يشعرَ بألمٍ عاطفيّ واكتئاب عميق كونَه لا يستطيع السّيطرة عليها، كذلك يشعر أنّه أدنى من الآخرين بسببِ هذه السّلوكات، ولو كان يبدو بمظهر المتغطرس أمامَهم، ولذلك نجد أنّ حياتَه خالية من العلاقات الاجتماعيّة الوثيقة أو الرّوابط الوشيجة الحَميمة.[٢]


يتمتَّع بعضُ السيكوباتيّين بقدرتِهم على التكيُّف الظاهريّ، فمن الممكن أن يحظَوا بشعبيّة كبيرة، لكنَّهم حينئذٍ يرغبون في إخفاء طبيعتِهم الحقيقيَّة، وبذلك سيقفون أمام خيارَين صعبَين، إمّا أن يتكيَّفوا مع بيئاتِهم ويعيشون حياةً مزيَّفة، أو أن ألَّا يتكيَّفوا ويعيشون بانعزال عن المجتمع.[٢]


الصفات الأكثر شيوعًا للشخصية السيكوباتية

عادةً ما يشتركُ السيكوباتيُّونَ بسماتٍ هي الأكثر شيوعًا من غيرِها، أبرزُها:[٣]

  • النرجسيّة.
  • عدم التَّعاطف.
  • عدم الشّعور بالذّنب.
  • الاندفاع وعدم السّيطرة.
  • الانعزال وعدم الانخراط الاجتماعيّ.
  • الطّبيعة النفسيّة القاسية غير العاطفيَّة.


سلوكيات الشخصية السيكوباتية

يُظهر السيكوباتيّين سلوكاتٍ اجتماعيَّة مُعارِضة لأعراف المجتمع العامّة، أبرزُها ما يأتي:[١]

  • انتهاك حقوق الآخرين.
  • اللجوء إلى الكذب في كثيرٍ من الأحيان.
  • تجاهل تامّ لقواعدِ السّلامة، والافتقار إلى حِسّ المسؤوليَّة.
  • عدم القدرة على التّمييز بين ما هو صائب وخاطئ.
  • صعوبة إظهار مشاعر النّدم أو التّعاطف أو الألم.
  • إبداء سلوكيّات منتظَمة ومكرَّرة تنمّ عن الغضب أو الغطرسة.


أسباب نشأة الشخصية السيكوباتيّة

يُقدّر الباحثون في علمِ النّفس أن السيكوباتيّة حالةٌ قد تتطوّر بسبب إحدى هذه العوامل:[١]

  • العوامل البيئيّة: المتعلّقة بمحيط الشّخص وتنشئته ومعاملة والديه وأقربائه له.
  • العوامل الوراثيّة: ذات العلاقة بجينات الأبوين والتّاريخ المرضيّ للأسرة.
  • تشخيص مسبق بمرض: فقد يظهر في حال كانت الحالة مشخَّصة مسبقًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).


هل هناك علاج للشخصية السيكوباتية؟

قد يكونُ علاج الحالة السيكوباتيّة صعبًا لعدمِ وجود دواء مخصَّص لها، لكنْ عادةً ما يُوصي الأطبّاء باتَّباع علاج نفسيّ وتناوُل بعضِ الأدوية للتّخفيف من حدَّتها والسَّيطرة على بعضِ أعراضِها مثل: العدوانيّة والغضب والاندفاع وتدنّي جودة الحياة، وقد وجدَ الباحثون أنّ هناك نسبة من هذه الحالات قد تتحسَّن مع تقدُّم السنّ، إلى جانب أنّ الأشخاص الذين يتمتّعون بمحيط أسريّ داعِم لديهم فرصة أكبر للتحسُّن والتَّغيُّر.[١]


تشمل خيارات الأدوية المُوصى بها -بعدَ استشارة الطّبيب- ما يأتي:[١]

  • مضادّات الذّهان.
  • مضادّات الاختلاج.
  • مضادّات الاكتئاب، مثل: البوبروبيون، أو مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "What Is a Psychopath?", Healthline, Retrieved 5/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "The Hidden Suffering of the Psychopath", Psychiatric Times, Retrieved 5/2/2023. Edited.
  3. "What Is a Psychopath?", Very well mind, Retrieved 5/2/2023. Edited.