مفهوم المدرسة الإنسانية

المدرسةُ الإنسانيَّة (بالإنجليزيّة: Humanistic psychology) هي إحدى مدارس علمِ النّفس التي تعتقد أنّ الإنسانَ كائنٌ فريدٌ تنبغي معاملته بتفرُّدٍ من قِبل علماءِ النّفس والأطبّاء النفسيّين، من خلالِ دراسةِ جوهرِه واهتماماتِه ورغباتِه وأفكارِه الخاصّة ودوافعِه الوجدانيّة بعيدًا عن المناهجَ العلميّة الصّارمة التي تتناولُه كموضوعٍ جامدٍ للدّراسة.[١]


سبب ظهور المدرسة الإنسانية

ظهرت المدرسة الإنسانيّة في ستينيّات القرن العشرين كردّة فعل على المذهبين النفسيّين السّائدين آنذاك، وهما: علم السّلوك والتّحليل النفسيّ، حيث رأى العلماء الإنسانيّون أنّ السلوكيّين اهتمّوا بدراسة الإنسان علميًّا من جانب أفعالِه وسلوكيّاته الظّاهرة فحسب ضمنَ أبحاثٍ مخبريّة لا تتجاوز كونها تُحدّد الكمّ، مُهملين جانبَه العاطفيّ وأفكارَه ومشاعرَه. [١]


أمّا مذهب التّحليل النفسيّ فأخذوا عليه كونَه يُحدّد للإنسان -بحتميّة- سلوكَه وشخصيّته المستقبليّة بناءً على التّنشئة وتجارب الطّفولة المبكّرة، بمقابل أنّ المدرسة الإنسانيّة تُقدّم دراسة شاملةً للإنسان؛ حيث تهتمّ بتتبّع نموّه في مراحله كافّة في مجالاتٍ مختلفة، مثل: الاستقلاليّة واحترام الذّات والحبّ.[١]


رائد المدرسة الإنسانية

يعدّ عالمُ النّفس الأمريكيّ أبراهام ماسلو رائدَ علمِ النّفس الإنسانيّ، حيثُ تركَّزت جهوده في اقتراح تسلسل هرميّ للدّوافع والاحتياجات الأساسيّة للفرد، ورأى أنّه إذا تمّ إشباع احتياجات الفرد الأساسيّة "البدائيّة" مثل: الحبّ والاحترام والأمان، يُمكنه الانتقال إلى المستويات الأكثر تقدُّمًا في التسلسل الهرميّ، حيث تمثّل بداية الهرم الأولويّة والفاعليّة وتُمثّل نهايته مستوى أكثر تعقيدًا.[١]


اهتمامات المدرسة الإنسانية

تتمثّل مجالات اهتمام المدرسة الإنسانيّة في النّقاط الآتية:[٢]

  • أهداف الفرد وأحلامه وتطلّعاته ورغباته ومخاوفه وإمكانيّة تحقيق ذاته.
  • السّمات الفرديّة مثل: الأصالة والتّعاطف والحضور وكيفيّة بناء علاقاته.
  • التّجارب المؤلمة التي مرّ فيها الفرد وألمه وحزنه وخساراته ومآسيه.
  • طبيعة الذّات الإنسانيّة وتفاعلها مع العالَم والوجود.


مبادئ المدرسة الإنسانية

تتركّز مبادئُ علم النّفس الإنسانيّ على ما يأتي:

  • الإنسانُ جزءٌ لا يتجزّأ، ولا يُمكن اختزاله في عناصرَ أو مكوّنات.[٢]
  • الإنسانُ كائنٌ فريدٌ في العالَم، ينبغي أن يُنظَر إليه من جوانِبه كافّة، العاطفيّة والجسديّة والسلوكيّة والعقليّة.[٢]
  • الإنسان كائنٌ واعٍ لذاتِه وذواتِ الآخرين والعالَم من حولِه.[٢]
  • الإنسان ذو رُؤىً وتطلعاتٍ ويسعى إلى القيمة والمَعنى، وهو مدركٌ أنّه المحرّك الأساسيّ لمستقبلِه.[٢]
  • على الإنسان أن يُقدِم على التّجارب التي تُطوّر مهاراته تجلبُ له الرّضا والسّعادة.[٣]
  • على الإنسان أن يتقبّل نفسَه مهما كانت حالتها ويحاول أن يعزّزها ويُحسّنها.[٣]


أهمية المدرسة الإنسانية

كان للمدرسة الإنسانيّة أثرٌ واضحٌ في تطوير مدارس علمِ النّفس، وتمثّل ذلك فيما يأتي:[٣]

  • طوَّرت أدوات العلاج النفسيّ وتقنياته.
  • طرحت مناهج جديدة للتّفكير في الصّحة العقليّة للإنسان.
  • قدّمت منظورًا جديدًا في دراسة الإنسان وفَهم رغباته وسلوكيّاته.
  • ركَّزت على مفاهيم إنسانيّة رئيسة هي: مفهوم الذّات واحترامها وتقديرها، الإرادة الحرّة، التسلسل الهرميّ للاحتياجات الفسيولوجيّة والسيكولوجيّة، العلاج النفسيّ الذي يركّز على طبيعة الإنسان، تجارب الذّروة، الإنسان الذي يسعى بكاملِ طاقته، الاحترام غير المشروط.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "humanistic psychology", Britannica, Retrieved 17/4/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Humanistic Psychology", The Michigan School of Psychology, Retrieved 17/4/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What Is Humanistic Psychology?", Very well mind, Retrieved 17/4/2023. Edited.