الشخصية الصامتة في علم النفس

عوامل تكون الشخصية الصامتة في علم النفس

تُعتبر الشخصية الصامتة واحدةً من أنواع الشخصيات، وأكثر ما يميزها هو قلة كلامها بشكلٍ ملحوظ،^[١] وهناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تلعب دورًا في تكون الشخصية الصامتة، وتتعلق جميعها بطباعها، والتي من أبرزها ما يلي:^[٢]

• الاستقلال الذاتي: من الأمور التي تجعل الشخصية الصامتة قليلة الكلام والتفاعل مع الآخرين أنها مستقلة وتميل أكثر لاعتمادها على ذاتها؛ الأمر الذي يصبح بسببه تواصلها مع الآخرين محدودًا، بالإضافة إلى ذلك، تميل الشخصية الصامتة للتقليل من كلامها بسبب تركيزها أكثر على القيام بأمورها الخاصة، والتي تمنحها الأولوية.
• الانضباط الذاتي: تعرف الشخصية الصامتة متى تتكلم، وتعرف متى تلتزم الصمت، وحتى إن تكلمت، فإنها لا تقوم بذلك إلا لشيء ضروري ويحتاج منها تدخلاً، فهي تُميز المواقف، وتفكر بالكلام قبل النطق به، ولا توجهه عشوائًا أبدًا؛ وذلك بسبب طبيعتها المنضبطة.
• قوة الملاحظة: من طبع الشخصية الصامتة الانتباه لأدق التفاصيل وأصغرها، وهذا ما يجعلها تتجنب التشتيت بجميع أشكاله؛ لأنها دائمة التركيز والتأمل بالأشياء من جميع جوانبها، وهذا ما يجعل الشخصية الصامتة سريعة في الانتباه والملاحظة لأمور قد يستغرق الآخرون وقتًا أطول منها للانتباه إليها.
• العقلية المُبدعة: إنّ امتلاك الشخصية الصامتة لعقل مليء بالأفكار الإبداعية يعد من العوامل الرئيسية لتكون طباعها، وتجد مثل هذه الشخصية في الصمت وسيلة للتركيز أكثر على توليد الأفكار، حتى من أبسط المُثيرات والأشياء، كما أنّ الهدوء يساعدها على التواصل مع نفسها والتعمق فيها.

سمات الشخصية الصامتة في علم النفس

عندما يتعامل الشخص مع الشخصية الصامتة، أو تكون موجودة في حياته، فإنه قد يميزها من خلال عددٍ من الصفات التي تتسم بها، وتجعلها تميل أكثر إلى إلتزام الصمت، والتي منها الآتي:^[٣]

• عدم المبادرة بالكلام: من النادر أن تبدأ الشخصية الصامتة الحديث مع غيرها، وحتى إن بادر أحدهم بالكلام معها، فإنها لا تتحدث إلا عن الأمور الضرورية.
• القدرة على ضبط الأعصاب: تستطيع الشخصية الصامتة المحافظة على هدوئها في مختلف المواقف، خاصة تلك المشحونة بالتوتر، والقلق، والضغوطات.
• الاقتصاد بالكلام: قد يشعر الشخص الذي يتحدث مع الشخصية الصامتة بالتعجب أو عدم الراحة بسبب قلة إجاباتها، وعدم قولها لكل شيء بسهولة، بالإضافة إلى أنها تنتقي جيدًا ما يصدر عنها من كلام؛ وذلك لمنع أن يساء فهمها، أو أن تقول شيئًا وتندم عليه لاحقًا.
• الاقتصاد والتوفير: لأن الشخصية الصامتة بطبيعتها لا تركز إلا على الأمور الضرورية؛ فهذا الأمر قد ينعكس أيضًا على أسلوب حياتها ومعيشتها، ويدفعها لامتلاك كل ما يعتبر ضروريًا فقط، والابتعاد عن الأمور التي لا تحتاج إليها حاجةً فعلية.
• فهم الآخرين: تستطيع الشخصية الصامتة فهم الآخرين وقراءة ما يدور في أنفسهم في مختلف المواقف؛ الأمر الذي يجعلها تتعاطف معهم، وتتفهم تصرفاتهم التي تصدر منهم.
• تجنب الثرثارين والأماكن المزدحمة: لا تشعر الشخصية الصامتة بالراحة في وجود الشخص الثرثار، ليس بسبب طبيعته؛ بل بسبب خوفها من عدم القدرة على مجاراته في الكلام، وأن يساء فهمها من قبله إن تأخرت في الإجابة أو اختصرت منها، والأمر نفسه بالنسبة للأماكن المزدحمة التي تحاول الشخصية الصامتة تجنبها بسبب صعوبة التفاعل مع جمع كبير من الناس مرة واحدة.
• الصبر: تمتلك الشخصية الصامتة قدرة كبيرة على التحمل والصبر، تجعلها قادرة على التكيف مع مختلف الظروف والمواقف.

طرق التعامل مع الشخصية الصامتة في علم النفس

من الطرق التي يمكن تبنيها عند التعامل مع الشخصية الصامتة ما يلي:^[٤]

• تجنب الضغط على الشخصية الصامتة كي تتحدث عن أمور لا ترغب بالتطرق إليها.
• السماح للشخصية الصامتة، في بيئة العمل خصوصًا، بالعمل لوحدها إن فضلت ذلك، وعدم الإصرار على إشراكها رغمًا عنها في العمل التعاوني بين المجموعات.
• منح الشخصية الصامتة الوقت الكافي للتفكير، وعدم إمطارها بالأسئلة المتتابعة.
• احترام طبيعة الشخصية الصامتة، وعدم اعتبار ردود أفعالها وطريقة تجاوبها من قبيل الإهانة المقصودة.