مفهوم الحب في علم النفس

الحبُّ من منظور علم النّفس عاطفةٌ معقَّدةٌ تندفعُ من مشاعرَ قويَّة، تجعلُ الشَّخصَ في حالةٍ من التَّسامي في حضور مَن يُحبّ، وفي حساسيَّةٍ عاليةٍ اتِّجاهَ ردودِ أفعالِه أمامَه،[١]ويرى عالِم النّفس زييك روبين أنّ الحبَّ رغبةٌ قويَّةٌ في الاتصال الماديّ والمعنويّ، والاهتمام باحتياجات الطّرف الآخر بقدر الاهتمام باحتياجاتنا الخاصّة.[٢]


ويعتقد أنّ للحبِّ ثلاثةُ عناصر، هي: الارتباط الوثيق والاحتياجات المشتركة والاستعداد للمُساعدة، وقد فرَّف بمفهومِه هذا بينَ مفهومَيْ الحبّ والإعجاب، الذي لا يعدو الأخير كونَه استمتاعًا اعتياديًّا في قضاء الوقت مع شخص ما دون حاجةٍ ملحّة إلى الاندماج الروحيّ معه.[٢]


مكونات الحب في علم النفس

وفقًا للنظريّة المثلثيّة التي طوَّرَها عالمُ النّفس روبرت ستيرنبرغ، فإنّ للحبِّ ثلاثةُ مكوّنات رئيسة، هي:

  • الحميميّة: أو الألفة، وتشملُ دوافعَ جامحةً للتّقارب والتّرابط والتّماهي والاتّصال المادّي مع الطّرف الآخر.
  • الشّغف: يرتبطُ الشّغف بمشاعرالانجذاب والسِّحر الذي يعيشُه الشّخص في حضور الطّرف الآخر.
  • الاهتمام: يشملُ قرارَ الارتباط بالطّرف الآخر، ووضع الخطط المشتركة فيما بينَهما مستقبلًا.


حالة الدماغ عند الوقوع في الحب

ترى إليزابيث كين -وهي عضوُ هيئةِ تدريسٍ مساعدٍ لعلم النفس الإكلينيكيّ والعلوم السلوكيّة في جامعة الجنوب- أنّ أولى خطوات الوقوع في الحبّ هي الانجذاب الأوليّ، إذ تقول: "إنّها اللحظة القويّة عندما نلتقي بشخصٍ آخرَ ونشعرُ بالحيويَّةِ وندركُ فورًا أن قلبَنا ينبض".[٣]


ووفقًا لعالِمة النّفس د راشيل نيدل فإنّ الدّماغ في حالةِ الحبّ يُفرزُ موادَّ كيميائيّة مثل: الأوكسيتوسين والفينيثيلامين والدوبامين، تعمل هذه الموادّ مثلَ منبِّهات عصبيّة تجعلُ الشّخص في حالةٍ غير معهودة من التيقُّظ والحَماس، ويرى بعضُ الباحثين أنّ لِهرمون الأوكسيتوسين تحديدًا دورًا رئيسًا في تطوّر مشاعر الحبّ.[٣]


كما يرى كين -معالج الزواج والأسرة- أنّ الدّماغ في جاهزيَّةٍ دائمة للوقوع في الحبّ، لذلك فإنّه يُظهِر استجابةً فسيولوجيَّةً قويّة عند انجذابنا إلى الطّرف الآخر، بحيث تزيد معدّلات الطّاقة، وتتضاعف ضربات القلب، وتتسع حدقة العين، ويقلّ التّركيز العقليّ، ويقول: "يتطوَّرُ الحبّ الرومانسيّ عندما يشعر المرء بشعورٍ من الترابطِ والتعلّق، وأنّ احتياجاتِه النفسيَّةَ يتمُّ تلبيتُها".


وفي سياقٍ آخر، يقولُ كين واصِفًا الرومانسيّة في الحبّ: "أن تكونَ رومانسيًّا هو أن تختارَ أن تستيقظَ كلَّ يومٍ وأن تسألَ نفسَك عمّا يمكنُك فعلُه اليومَ لإعلام حبيبك أنّكما محبوبان".[٣]


أنماط الحب في علم النفس

شابَهَ عالمُ النفس جون ألان لي -في نظريَّتِه عجلة الألوان- بين الألوان والحبّ، فمثلَما هناك ثلاثة ألوان أساسيّة فإنّ هناك ثلاثةَ أنماطٍ أساسيّة عامّة في الحبّ، هي:[٤]

  • إيروس (Eros): وهي مشتقّة من كلمةٍ يونانيّة تعني "عاطفيّ"، ويشمل هذا النّمط العاطفية الروحيّة والجسديّة.
  • لودوس (Ludus): وهي مشتقّة من كلمةٍ يونانيّة تعني "لُعبة"، ويُنظَر إلى هذا النّمط على أنّه علاقة مَرحَة ممتعة، لا تتجاوز ذلك إلى قرار الالتزام.
  • ستورج (Storge): وهي مشتقّة من كلمةٍ يونانيّة تعني "المودّة الطبيعيّة"، يُمثّل الحبّ كصداقة، أو حبّ العائلة لبعضها بعضًا.


نظرية التعلق في الحب

وفقًا لنظريّة التعلُّق لدى حزان وشافير، فإنّ الحبَّ عمليّة بيولوجيّة متقاطعة مع الحالة الشعوريّة التي كانت تربط الطفل بوالديه في سنٍّ صغيرة، حيث يستمرّ هذا النّمط نفسه في مرحلة البلوغ ويصبح جزءًا من علاقاته الرومانسيّة واختياراته، لذا، فإنّ التعلّق بالشّريك مرتبطٌ أساسًا بكيفيّة تكوين الأطفال لِعلاقتهم مع والديهم، وهذا ما أكَّده كذلك سيندي هازان وفيليب شيفر، الباحثان الأمريكيّان في جامعة دنفر.[٤]

المراجع

  1. "love", Dictionary, Retrieved 6/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "5 Psychological Theories of Love", Very well mind, Retrieved 6/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "The Psychology Behind Love and Romance", South university, Retrieved 6/12/2022. Edited.
  4. ^ أ ب " 5 Psychological Theories of Love", Very well mind, Retrieved 6/12/2022. Edited.