ما هي طبيعة أحلام الأطفال؟

يُمكنُ للأطفال ابتداءً من عمرِ السّنتين والثلاث أن يرَوْوا الأحلامَ بشكلٍ واضح،[١] وتكون عادةً أحلامًا قصيرة، تتضمّن مواقفَ أو أفعالًا مَحدودة، وغالبًا ما يكون بطلُ أحلامِهم: الوَحش أو أفراد الأسرة، أو شخصيّات التلفزيون والأفلام.[٢]


وتختلف سيناريوهات الأحلام باختلاف جنس الطّفل؛ إذ تحلم الفتيات في كثيرٍ من الأحيان بأفراد الأسرة أو أحدِهم، أمّا الأولاد فكثيرٌ من أحلامِهم يَتمحورُ حولَ المُطاردة والقتال والحيوانات البريّة والأليفة، يُلاحَظ من ذلك أنّ موضوعات القوّة كانت أكثر انتشارًا في أحلام الأولاد مقارنةً بها عند الفتيات.[٢]


بالنسبة للأطفال التي تتراوح أعمارُهم من 11 إلى 15 عامًا؛ فغالبًا ما يكون تتمركز أحلامهم حول مواجهات مرعبة مع كائنٍ ما، وقد تتكرّر لديهم بشكلٍ مزعج،[٣] أمّا الذين تتراوح أعمارُهم من أربع إلى ستّ سنوات فيُمكنُهم تذكّر أحلامهم، وتتطوّر أحلام الطّفل بتطوُّر نموِّه وحياتِه المعرفيّة والاجتماعيّة؛ فتصبح أطول وأكثر تعقيدًا وتنوعًا في الموضوعات والمواقف، وفي مرحلة المراهقة، تصبح الأحلام مرآةً تعكسُ التغيّرات الفسيولوجيّة والسيكولوجيّة التي يمرّ فيها المراهق.[١]


ماذا يقول علماء النفس عن أحلام الأطفال؟

يَرى سيجموند فرويد -مؤسّس علم النفس الحديث- أنّ أحلامَ الأطفال بسيطة مقارنةً بأحلام الكبار، وأقلّ كبتًا، وغالبًا ما تدلّ على رغبات غريزيّة، ووفقًا لهذه الخاصيّة غير الخاضعة للرّقابة، يشرح فرويد أهميّة أحلام الأطفال في كونها مفتاحًا لفهمٍ أعمق للعقل البشريّ، وللقوى التي يُمكنها التأثير على الوظائف العقليّة فيما بعد.[١]


وأكّد كارل يونغ -عالِم النّفس السويسريّ- أنّ للأطفالِ قدرةً على فهمِ اللاوعي الجَماعيّ بشكلٍ كبير؛ بحُكم أنّ تكوينَهم العقليّ لم يتشكّل بعد من قِبل المجتمع بطريقةٍ ترفض هذه الأفكار أو تكبتُها.[١]


ويَرى أنّ أحلامَ الأطفال غير خاضعة للحُدود الاجتماعيّة والثقافيّة، لذا فهي بطبيعتِها حرَّةٌ في التعبير عن حقائقَ كبيرة من خلال رؤية الرّموز، والتي يُمكن أن يكونَ لها علاقة بعالَم اليقظة أو قد لا تتّصل به البتّة، فهو يعتقد إذًا أنّ فطرةَ الأطفال قادرةٌ على رؤيةِ الأحلام الكبيرة ذاتِ الرمزيّة العالية.[١]


في سياقٍ آخر، فسَّرَ جان بياجيه -عالِم النفس السويسريّ- وديفيد لويس -عالِم النفس البريطانيّ- طبيعةَ أحلام الأطفال بطريقةٍ مغايرة، فهما يَريان أنّ لها بُنية معرفيّة خلاف ما ما تقترحُه نظريّات فرويد ويونغ، وينظرُ بعضُ علماء النّفس إلى أحلام الأطفال كونَها مجرّد تعبير عن الأفكار والمشاعر التي لا يُمكنُهم التّعبير عنها في اليقظة باللغة المنطوقة.[١]


أكثر الأحلام المتكررة شيوعًا لدى الأطفال

وفقًا لدراسةٍ أجرتها عالمة النفس في جامعة مونتريال ألين جوتشات وزملاؤها، كانت أكثر الأحلام المتكرّرة شيوعًا عند الأطفال كالآتي:[٣]

  • المطاردات والمواجهات مع الوحوش أو الحيوانات.
  • الكوارث والمصائب.
  • العدوان والعنف.
  • السّقوط في الهواء أو من المنحدرات.
  • التّواصل مع الغرباء.
  • موت الطفل الحالم.
  • مواجهة القوى غير الطبيعيّة.


هل أحلام الطفولة مهمة؟

تكمنُ أهميّة أحلام الأطفال بالآتي:[١]

  • تُساعدهم في معالجة خبراتهم اليوميّة البسيطة، وعلاقتهم بمحيطهم وأجسادهم.
  • تمنحهم مساحةً لممارسة خيالهم الإبداعيّ، بالاستكشاف والتأمل الحرّ.
  • تعدّ موردًا مهمًّا ومفتاحًا سريًّا لمَن هو مسؤول عن رعاية الأطفال؛ لفَهمِ أعماقهم بدقّة.
  • تمنحُهم مدىً للتّفكير في سيناريوهات قد تكونُ عليها أحلامُ المستقبل.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "The Natural Wisdom of Children's Dreams", Psychology Today, Retrieved 7/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "What do young children dream about?", Taylor and Francis Online, Retrieved 7/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "What’s in Your Nightmares? The Top 5 Recurring Dreams of Adults and Kids", Brain Facts, Retrieved 7/12/2022. Edited.