مفهوم الانتماء في علم النفس
يمكن تعريف الانتماء (بالإنجليزية: Belonging) بأنه قدرة الشخص على الشعور بالقبول داخل إحدى المجموعات الاجتماعية، وهو يعتبر من الاحتياجات العاطفية الأساسية للبشر، والتي تؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية والعقلية، والرغبة في البقاء والاستمرار على قيد الحياة.[١]
وعادة لا يمكن للفرد معرفة المعنى الحقيقي للانتماء حتى يفقده، فالافتقار إلى الشعور بالانتماء يولد شعوراً بعدم الارتياح، وفقدان الأمان النابع من اعتبار الفرد لنفسه كأحد أعضاء المجموعة، وقد يولد فقد الانتماء الشعور الطفيف بالانزعاج وذلك مثلاً عند عدم دعوة الفرد لأحد اجتماعات الأصدقاء، كما انه قد يتسبب بحدوث صدمة عاطفية أحياناً وذلك عند تخلي أعضاء الأسرة عن الفرد فجأة مثلاً.[١]
ويجدر بالذكر هنا أن جميع البشر يحتاجون إلى الانتماء الذي يمكن تحقيقه من خلال إقامة العلاقات الوثيقة مع الآخرين، أو عبر اعتبار الفرد جزءاً من مجتمع أكبر، وهو ينطوي بشكل عام على قبول الفرد كعضو ضمن أحد المجتمعات أو ضمن عدة مجتمعات، وهذه المجتمعات قد تكون عبارة عن فريق رياضي، أو مكان عمل، أو حتى العائلة أو المجموعة الدينية.[٢]
وعادة ما يتشارك أعضاء المجموعة ذاتها في الاهتمامات أو المعتقدات نفسها، ولكن الانتماء للمجموعة لا يعني بالضرورة مشاركة الأعضاء لهذه الاهتمامات تماماً، وإنما وجود القبول والدعم فيما بينهم.[٢]
أهمية الشعور بالانتماء في علم النفس
تبرز أهمية الشعور بالانتماء في علم النفس في الأمور الآتية:
- يزيد من فرص النمو والتطور؛ فوفقًا لعالم النفس أبراهام ماسلو، يمكن للأفراد تحقيق الاحتياجات المعرفية والجمالية وتطوير الذات بعد تلبية الاحتياجات الأساسية المتمثلة بالاحتياجات الفيسيولوجية، والشعور بالانتماء والتقدير، والأمان، فتحقيق هذه الاحتياجات يساعد بشكل كبير على تعزيز الصحة البدنية والعقلية لدى الأفراد ومساعدتهم لتحقيق ما يريدون.[٣]
- المحافظة على الصحة العقلية؛ إذ وجدت العديد من الدراسات أن الشعور بالانتماء له تأثير إيجابي على الصحة العامة والعقلية للأفراد، فالانتماء إلى مكان العمل مثلاً يساهم في تعزيز الدافع على العمل لدى الفرد.[٢]
كيفية تعزيز الانتماء في علم النفس
يمكن تعزيز الشعور بالانتماء لدى الفرد وبين أفراد المجموعة الواحدة من خلال اتباع الطرق الآتية:[٣][٤]
- الحوار المفتوح؛ فذلك يساعد على مشاركة الأفكار والمشاعر بين الأفراد دون الشعور بالخوف من الاضطهاد أو الانتقام، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء منصة مفتوحة ومنح كل عضو في المجموعة الوقت الكافي للتعبير عن وجهة نظره، مما قد يؤدي إلى وجود تفاعل اجتماعي حقيقي بين أفراد المجموعة، وتعزيز كيمياء الفريق.
- تكوين النوادي والمجموعات المختلفة؛ فعادة ما يميل الأفراد إلى الانجذاب نحو الأشخاص الذين يتشابهون معهم في الهوايات ووجهات النظر للعالم، وذلك قد يساعد على رفع الروح المعنوية وزيادة الشعور بالانتماء لدى الفرد.
- بذل الجهد في البحث عن الأشخاص أو المجموعات المشابهة للاهتمامات المختلفة والتي تساعد على كسب الانتماء.
- الصبر؛ فالحصول على القبول والانتباه من أفراد المجموعة يتطلب وجود الصبر لدى الفرد.
- التركيز على الأمور المتشابهة وليس على الاختلافات، والانفتاح وتقبل الطرق الجديدة في التفكير.
المراجع
- ^ أ ب "What Is a Sense of Belonging and Why Do We Need It to Thrive?", exceptionalfutures.com, Retrieved 21/6/2023. Edited.
- ^ أ ب ت "6 ways to find a sense of belonging", restless.co.uk, Retrieved 21/6/2023. Edited.
- ^ أ ب "Sense of Belonging Definition: How to Promote Belongingness", masterclass.com, Retrieved 21/6/2023. Edited.
- ↑ "How to Increase Your Sense of Belonging", verywellmind.com, Retrieved 21/6/2023. Edited.
