مراحل النمو في علم النفس

ما هي مراحل النمو في علم النفس؟

مراحل النموّ في علم النّفس هي المراحل العمريّة التي يمرّ بها كلّ إنسان منذ الطّفولة حتّى الشيخوخة، وتتأثّر بعواملَ بيولوجيّة ونفسيّة واجتماعيّة، وقد أوردَ علماءُ النّفس تقسيماتٍ مختلفةً ذات فروقات طفيفة لمراحل النموّ، لعلّ أبرزَها وأعمَّها وأشملَها التقسيم الآتي.^[١]

مرحلة ما قبل الولادة

في هذه المرحلة، يهتمُّ العلماء في علم نفس النموّ في دراسة التأثيرات المبكّرة على النموّ وكيف تؤثّر على المرحلة التالية وهي مرحلة الطّفولة، مثل: ملاحظة ردود الفعل الأوليّة قبل الولادة، والمشاعر والتصوّرات التي يُمكن أن يختبرها الأجنّة في الرّحم، وكيفية استجابتهم للمنبّهات، إضافةً إلى اهتمامِهم بالنّظر في احتماليّة ظهور مشكلات مثل: متلازمة داون، والأمراض الوراثيّة التي قد يكون لها أثر على الطّفل في المستقبل.^[٢]

مرحلة الطفولة

تبدأ مرحلة الطّفولة من لحظة الولادة حتى مرور 18 شهرًا، تسمّى هذه المرحلة "عصر الثقة مقابل عدم الثقة" إذ يحتاج الطّفل فيها إلى التّغذية فتلبي الأم احتياجاته وتقدّم له الرّعاية الكافية باستمرار، ومن هنا يتعلّم الرّضيع أن يثقَ بمحيطه وينمّي هذه الثقة، وإذا لم يحصل الطّفل على العناية اللازمة ينشأ لديه شعور بعدم الثقة، الذي سيؤثّر على مراحل نموّه اللاحقة، وتنقسم مرحلة الطّفولة إلى ثلاث مراحل هي: الطفولة المبكرة، الطفولة المتوسّطة، الطفولة المتأخرة التي تنتهي في سنّ 12 عامًا.^[٣]

مرحلة المراهقة

يُرافق هذه المرحلة من النموّ تطوّرات كبيرة فسيولوجيّة وسيكولوجيّة، ولذلك تلقى اهتمامَ الدّارسين في علم النّفس بشكلٍ خاصّ؛ إذ يعاني الفرد فيها من اضطراباتٍ نفسيّة مختلفة وضغط اجتماعيّ كبير، ويختبر هويّات جديدة، وتبدأ الأسئلة الجادّة باستثارته، مثل: من أنا؟ وماذا أريد أن أكون؟ وقد أولى عالِم النّفس إريك إريكسون اهتمامَه في دراسة تأثير هذه المرحلة على تشكيل الهويّة.^[٢]

مرحلة البلوغ

تنقسم مرحلة البلوغ إلى قسمَيْن هما:^[٢]

• البلوغ المبكر: تتميّز هذه الفترة بتركيز البالِغ على تكوين العلاقات الاجتماعيّة وإنشاء الصّداقات الحميميّة والحفاظ عليها.
• منتصف مرحلة البلوغ: تميل هذه الفترة إلى التركيز على تحديد الأهداف والمشاركة في المجتمع، والانخراط في العالَم، ويُسمّيها إريك إريكسون: مرحلة الصّراع بين الأجيال والرّكود.

مرحلة الرشد

تمتدّ هذه المرحلة من سنّ 30 حتّى سنّ 65، يُطلق على هذه المرحلة كذلك اسم "منتصف العمر" ويصفها علاء النّفس بأنّها مرحلة "ركود الأجيال مقابل الرّكود" إذ إنّ هذه المرحلة تتطلّب توسيع اهتمام الفرد إلى ما بعد الذّات.^[٢]

مرحلة الشيخوخة

تبدأ هذه المرحلة من سنّ 65 حتّى الوفاة، تبدأ قدرات الفرد فيها بالانحسار وتكون أهدافه محدودة، إضافة إلى وصولِه إلى مرحلة الكمال العاطفيّ، وإحساسِه بالنّزاهة والمسؤوليّة اتجاه ما يُقابله من ظروف وتحدّيات نفسيّة، ويميل فيها إلى مواجهة اليأس من العمر واستعادة الذّكريات والنظّر إلى الحياة من منطلقٍ حَكيم واعٍ، وهو إمّا أن يشعر بالرّضا حيال ما عاشَه سابقًا في كلّيته أو باليأس والسّخط.^[٢]