مفهوم التعود
يُعرَّف التعوّد في علم النّفس (بالإنجليزيّة: Habituation) أنّه شكلٌ من أشكالِ التعلُّم غير الترابطيّ يدلُّ على انخفاض الاستجابة السلوكيّة اتّجاه محفّزات معيّنة تحدث بشكلٍ متكرّر، والحدّ من تأثير المنبّهات على الحواسّ الخمسة، فقد يعتاد الأشخاص مثلًا على رؤية الأضواء السّاطعة وسماع الأصوات الصّاخبة واشتمام الرّوائح النّفاذة،[١] ومثال ذلك أن يذهب شخص ما إلى حفلة موسيقيّة، وينزعج بالبداية من صوتِها العالي، ثمّ يتكيّف تدريجيًّا معها.[٢]
العوامل المؤثرة في التعود
تختلف درجة التعوّد لدى الأشخاص بناءً على أربعة عوامل رئيسة، فيما يأتي ذكرُها:[٣]
- التّغيير: إذا تغيَّرت شدّة المحفّز أو مدّته فإنّ هذا قد يؤدّي إلى تكرار الاستجابة الأولى نفسها.
- المدّة: إذا لم يتعرّض الشّخص للمحفّز على مدى فترة كافية لتقليل استجابته حيالها، فسيُظهر الاستجابة الأولى مرّة أخرى كونه لم يعتد عليه تمامًا.
- التّكرار: كلّما واجهَ الشخص المحفز بصورةٍ متكرّرة منتظّمة، فإنّ هذا سيزيد من نسبة عدم ملاحظته ويرفع من درجة التعوّد، بالتّالي لن يُظهر الشّخص الاستجابة الأولى نفسها.
- الشّدّة: المحفّزات التي تتسم بالشدّة تكون درجة التعوّد عليها أبطأ من غيرها، لذا، كلّما كان المحفّز شديدًا قلّت فرصة انخفاض الاستجابة حياله بصورةٍ سريعة.
الخصائص السلوكية للتعود
طرحَ عالِما النّفس جون طومسون وهربرت سبنسر مجموعةً من الخصائص السلوكيّة للتعوّد، أبرزُها:[٤]
- إذا تعرّض الشخص لحافزِ أثار استجابة ما فإنّ تكراره يؤدّي إلى استجابة أقلّ.
- إذا اختفى الحافز فإنّ تأثيره على الاستجابة سوف يختفي تدريجيًّا.
- إذا تعرّض الشخص لسلسلة متكرّرة من المحفّزات نفسها ومراحل متكرّرة كذلك من التّعافي منها فإنّ التعوّد سيكون أسرع وسيصبح التّعافي تلقائيًّا.
نظريات التعود
ثمّة نظريّات نفسيّة فسّرت سبب حدوث التعوّد، أهمُّها:[٥]
- نظريّة المقارنة (Comparator theory of habituation): ترى أنّ الدّماغ البشريّ يُطوّر نموذجًا تصوّريًّا عن المحفّز المتوقّع، ومع استمرار تكرّر هذا المحفّز، فإنّ الدماغ سيُقارنه مع النّموذج، فإذا تَطابَقا سيقلّ تأثير الاستجابة حتى يتمّ تثبيطها بالكامل مع تقادُم الوقت.
- نظريّة التعوّد ثنائيّ العامل (Dual-factor theory of habituation): ترى هذه النظريّة أنّ دماغ الإنسان يُنظّم الاستجابات للمحفّزات المختلفة التي يتعرّض لها من خلال عمليّات عصبيّة يقوم بها، لذا فإنّ الدّماغ سيفهم تلقائيًّا بعد تكرّر المحفّزات من أنّه لا داعي لإظهار استجابة قويّة حيالها، لذلك تُصبح هذه المحفّزات مجرد إلحاح نظريّ لا يتلقّى أيّة استجابة من الدّماغ.
أمثلة على التعود
هذه ثلاثة نماذج على التعوّد:[٥]
- في التعلُّم: يضبط التعوّد المحفّزات الاعتياديّة ليسمح بتوجيه التّركيز نحو المحفّزات الأكثر أهميّة، مثال ذلك: قد يدرس طالبٌ بالتّزامن مع تشغيل التّلفاز في الغرفة الأخرى، سيتشتّت ذهنه في البداية، لكنّه سرعان ما يعتاد عليه ويتمكّن من تكثيف تركيزه على دراسته.
- في الحياة: مثال ذلك عندما يتعرّض شخص ما لِسماع صوت ضجيج من جارِه، فإنّ هذا الصّوت سيلفته في البداية، لكن إذا استمرّ هذا الصّوت بوتيرة منتظمة على مدى أيّام فإنّ انتباهه إليه سيكون أقلّ.
- في العلاجِ النفسيّ: مثال ذلك كيفية توجيه الطبيب لمريضه الذي يُعاني من الرّهاب، حيث إنّ إحدى طرق علاج الرّهاب والتغلّب عليه تتمثّل في تعرّض الشخص بشكل تدريجيّ ومتكرّر للأشياء التي يخشاها.
المراجع
- ↑ "Habituation: Definition, Examples, & Why It Occurs", Berkeley, Retrieved 15/3/2023. Edited.
- ↑ "Habituation Overview & Examples | What is Habituation in Psychology?", Study, Retrieved 15/3/2023. Edited.
- ↑ "Understanding Habituation in Psychology", Very Well Mind, Retrieved 15/3/2023. Edited.
- ↑ "Habituation", springer link, Retrieved 15/3/2023. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Habituation in Psychology", Very Well Mind, Retrieved 15/3/2023. Edited.