ما هو قانون الجذب؟

قانون الجذب (The law of attraction) فلسفةٌ تقومُ على اعتقاد أنَّ الكونَ سيتضافرُ بكليَّتِه لِيجلبُ إلى الفرد ما تُركّز عليه أفكارُه بالتّحديد؛ فإذا كان مثلًا يُفكّر بإيجابيّة في مسألة ما فإنّ نتائجَها ستكونُ إيجابيّة دائمًا، والعكسُ صحيح فيما إن فكَّر في المسألةِ نفسِها بسلبيّة، بالتّالي تُؤمِن هذه الفلسفة بقوّة الطّاقة المنبعثة من كلّ فرد ودورها الأساسيّ في التّأثير على حياته.[١]


فلسفة ويتمان عن قانون الجذب

يرى الشّاعر الأمريكيّ والت ويتمان أنّ جوهرَ قانون الجذب يتمثَّلُ في أنّ الطّاقة تسبِقُ التجلّي، حيث يقول: "كلُّ ما نوجِّه تركيزَنا القويّ عليه داخلَ العالم غير المرئيّ لأفكارِنا ومعتقداتِنا وعواطفِنا يتجلَّى في النهايةِ في الشَّكلِ الخارجيّ"، أيْ أنّه يؤمن أنّ حالةَ الفرد الخارجيّة في حياتِه العامّة هي انعكاسٌ لِما هو في داخلِه، وأنّه بإمكانِنا تغيير جودة تجاربنا من خلالِ تغيير منظورنا ورؤيتنا للحياة.[٢]


تاريخ ظهور قانون الجذب

وفقًا للفيلسوف نولان، تعودُ أصولُ قانون الجذب إلى أفكارِ الفلاسفة القدامى -تحديدًا الفيلسوف هِرمِس (Hermes Trismegistus)- التي وُجِدت مكتوبةً في التّعاليم المحكميّة إبّان القرنِ الأوّل، وأوضَح أنّ النّاس ينظرون إلى الفلسفة باتّجاهين، الأوّل: منظورٌ علميّ يستند على فلسفة الطّاقة الاهتزازيّة، والثّاني: منظورٌ ميتافيزيقيّ يستندُ على الحَدس والإيمان،[٢] وقيل إنّ هذه الفسلفة وليدة القرن التّاسع عشر مستمدَّةُ جذورَها من الحركة المعروفة باسم "الفكر الجديد".[٣]


كيف يعمل قانون الجذب؟

تعتقد فلسفة الجذب أنّ هناك مجموعةً من المبادئ من شأنِها إظهار قوّة الفرد الإيجابيَّة في حياتِه الروتينيّة، أبرزُها ما يأتي:[٢]

  • تركيز الطّاقة الداخليّة: من خلال الاسترخاء والهدوء وقضاء وقت في الطّبيعة أو ممارسة الرّياضة، أو أداء تمارين التنفّس العميق.
  • تجنُّب أيّة طاقة سلبيّة: سواء كان مصدرُها الأشخاص أو الأفكار أو الأشياء.
  • تسجيل ملاحظة بالامتنان: وإرفاقها بخمسة أسباب تجعل الفرد يمتنّ لذلك الشخص أو الشيء بالتّحديد.
  • مراقبة الكلمات التي نتلفُّظها: إذ يقول ويتمان: "لكلماتِنا قوّة، ومع كلّ كلمة نتحدّثها فإنّنا إمّا نخلق حقيقة نرغب فيها، أو حقيقة نخشاها".
  • تجهيز الطّاقة الدّاخليّة: أيْ إعداد الحالة المزاجيّة وتركيزها إيجابًا قبلَ مواجهة موقف صعب، إذ يقول ويتمان: "خُذ أنفاسًاعميقة قليلة، واشعُر حرفيًّا بهذه الطّاقات التي تُوسِّع وعيَك وترفع اهتزازَك".
  • استغلال قوّة التّركيز: من خلال نصب التّفكير على التّجارب الجيّدة والأحداث العاديّة التي تسيرُ بانتظامٍ وهدوء؛ لأنّ ذلك سيزيد من فرصة حدوث الأشياء الجيّدة.


نقد فلسفة قانون الجذب

وُجِّهَت انتقاداتٌ إلى قانونِ الجذب متعلّقة بمنهجيَّتِه ومبادئه العامّة، منها أنّه:[١]

  • يدّعي كونَه علمًا قائمًا على نظريّة علميّة تتمثَّلُ في "الطّاقة الاهتزازيّة"، بينَما يستخلصُ استنتاجاته من افتراضاتٍ مبنيّة على معلوماتٍ علميّة غير دقيقة.
  • يَحسِم المسائل المختلفة مستندًا الرغبات الفرديّة، دون إيلائه اهتمامًا بالأسباب المنطقيّة التي قد تمنع حدوث الأمر الجيّد على الرّغم من توجيه الفرد طاقته الإيجابيّة عليه.
  • لا يُقدّم خطّة سلوكيّة فعليّة من شأنها تغيير مسار الأحداث؛ فهو يعتمد اعتمادًا كليًّا على حدس الفرد وإيمانه.
  • غير واقعيّ؛ لأنّ الفرد يعيشُ وفقَ هذه الفلسفة في افتراضات لانهائيّة بأنه سيحقّق بالفعل ما يريد مجرّد تخيله وتركيز طاقته الوجدانيّة عليه.

المراجع

  1. ^ أ ب "The Truth About the Law of Attraction", Psychology Today, Retrieved 15/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Is The Law Of Attraction?", Forbes, Retrieved 15/2/2023. Edited.
  3. "What Is the Law of Attraction?", Very Well Mind, Retrieved 15/2/2023. Edited.