ما هو الحدس في علم النفس؟

مفهوم الحدس في علم النفس

يُعرف الحدس (بالإنجليزية: Intuition) في سياق علم النفس على أنه وظيفةٌ من وظائف العقل الأربع، والتي تشمل إلى جانبه كلاً من الإحساس، والتفكير، والشعور، والحدس هو توظيف الإنسان لما مرّ به من تجارب حياتية، وما اكتسبه من معرفة، ومعلومات، وتصورات، في التعامل مع المواقف التي يتعرض لها، ويمتاز الحدس بأنه يُمكن الإنسان من التعامل مع ما يواجهه بعيدًا عن الوعي، وأخذ الوقت في التفكير والتحليل.^[١][٢]

مصادر الحدس في علم النفس

إن للحدس خمسة مصادر يتولد من خلالها، مما يساعد الإنسان على اتخاذ القرارات، وتكوين الانطباعات، والتعامل مع المواقف، وتشمل هذه المصادر ما يلي:^[٣]

• الطاقة المحيطة بالجسم: تحيط بأجسامنا طاقةٌ لها القدرة على التفاعل مع الطاقة المحيطة بالآخرين وتمييزها، كما أنّ لهذه الطاقة القدرة على قراءة أنواع الطاقة التي لا نراها رغم أنها موجودة في نفس الأماكن التي نتواجد فيها، مثل شعورنا بوجود إنسانٍ أو حيوانٍ قريبٍ منا ونحن لا نراه، والأهم من كل هذا، يتولد من هذه الطاقة حدسٌ قادرٌ على إخبارنا بحقيقة الأشخاص الذين نصادفهم في حياتنا؛ فمثلاً، قد نُصادف شخصًا يبدو لنا من مظهره محترمًا ومُسالمًا، ولكننا رغم ذلك نشعر بناءً على حدسنا بإحساسٍ غير مريحٍ تجاهه، بسبب طاقته السلبية التي تُمثل حقيقته، والتي تنبعث منه وتتعرف عليها طاقتنا وتخبرنا بها حدسيًا.
• العلامات الكونية: الإنسان جزءٌ لا يتجزأ من هذا الكون، ولهذا يعتقد البعض أنه يتواصل معه من خلال إرسال الإشارات والرموز له، والتي لا تعتبر من قبيل الصدفة، وقد تتخذ هذه الرسائل الكونية شكل لقاءاتٍ مع الآخرين، أو أرقامًا، أو تكرارًا للحوادث، وغيرها الكثير مما يثير حفيظة الحدس، ويدفع الإنسان للشعور أنّ هناك خطبًا ما في حياتهِ عليه الانتباه له، وربطه بالإشارات التي تلقاها، وعلى الرغم من أنّ البحث عن مغزى الرسائل الكونية وتفسيرها قد يأخذ وقتًا؛ إلا أنه مع مرور الوقت، والاعتياد على تمييز هذه العلامات ودلالاتها في الحياة، سيُصبح الأمر أسهل.
• الذكريات: يملك الإنسان في عقله الباطن عددًا مهولاً من الذكريات، التي تزود حدسه بالمعلومات المرتبطة بالتجارب والخبرات بشكلٍ يومي، ويمكن للإنسان الاستفادة من هذه الذكريات وتعزيز تواصله معها من خلال تمارين التأمل، التي توصله إلى ما في عقلهِ الباطن.
• الحواس الخمس: لا تتوقف حواس الإنسان، التي تشمل كلاً من حاسة اللمس، والسمع، والبصر، والتذوق، والشم، عن العمل واستيعاب ما يحصل حول الإنسان حتى في نومه، وتعتبر هذه الحواس من أهم مصادر الحدس؛ فهي تغذيه بالمعلومات التي بناءً عليها يتصرف الإنسان ويتفاعل مع بيئته المحيطة دون وعيٍ وبشكلٍ غريزي، وللحواس قدرةٌ عجيبة على إبقاء الإنسان في حالة يقظة مما يجري حوله إذا ما انسجم معها؛ الأمر الذي يسهل عليه الحياة، ويحميه من المخاطر، ويزيد من اتصاله بذاته.
• غزيرة القلب: عندما يواجه الإنسان موقفًا فيه خطبٌ ما، فإن حدسه قد ينبهه لذلك من خلال إثارة غريزة القلب، وإشعاره بعدم الارتياح من الموقف، والأمر نفسه بالنسبة للقاء الأشخاص غير المناسبين في الحياة، الذين يرشدنا حدسنا لحقيقتهم عبر شعور القلب، سواءً بارتياحه أو بعدم ارتياحه، حتى وإن كان الظاهر يدل على عكس ذلك تمامًا، مثل القدرة على الشعور بالشخصية الكذابة، التي تظهر للآخرين صادقة.

الشخصية الحدسية في علم النفس

تعتبر الشخصية الحدسية أحد أنواع الشخصيات، والتي تمتاز بقدرتها على الإحساس بما يفكر به الآخرون ويشعرون به، دون تفكيرٍ أو تحليل، من خلال اعتمادها على حدسها الذي يفسر الإشارات القادمة منهم، ويُملي بناءً عليها الطريقة التي يجب من خلالها التصرف والتعامل مع المواقف، للشخصية الحدسية عددٌ من السمات، والتي من أبرزها ما يلي:^[٤][٥]

• القدرة على تفسير مشاعر الآخرين وتمييز طاقاتهم.
• تمييز الأشخاص على حقيقتهم، وعدم الأخذ بالظاهر لإصدار الأحكام عليهم.
• الاتسام بالإبداع والخيال الواسع، إلى جانب الأفكار الفريدة المختلفة.
• تَذكر الأحلام كثيرًا، ومواجهة مواقف تحققت فيها الأحلام بالفعل.
• ملاحظة التفاصيل والأمور التي لا يستطيع الآخرون تمييزها في الأشياء.
• الشعور بارتباط خاص مع الطبيعة، والميل لتفضيلها أكثر من الأشخاص الآخرين والتكنولوجيا.
• التصميم على أهداف الحياة، والسعي المتواصل لتحقيقها، وعدم الاستسلام أبدًا.