الشخصية الغامضة في علم النفس

سمات الشخصية الغامضة

إنّ الشخصية الغامضة هي إحدى أنواع الشخصيات في علم النفس، وهي شخصية ذات طبيعة مُبهمة وغير واضحة للآخرين، الذين يجدون صعوبةً في فهم تصرفاتها وأقوالها،^[١] وتمتاز الشخصية الغامضة بعددٍ من الصفات، والتي نستعرضها في النقاط التالية:^[٢]

• الانعزال بالذات عن الآخرين: الشخص الغامض يميل إلى القيام بالأمور بمفرده بعيدًا عن الآخرين، وقد لا يهتم بقضاء الأوقات معهم، مما يثير في أنفسهم التساؤلات بخصوصه، والفضول، والرغبة في معرفة المزيد عنه.
• الثقة بالنفس: لا تعمل الشخصية الغامضة على تشويه الحقيقة كي تجعل من صورتها تبدو أفضل مما هي عليه في الواقع، كما أنها لا تشعر أنّ هناك ما يُلزمها لإثبات نفسها للآخرين؛ فهي واثقة من نفسها في كل شيء.
• عدم المبالغة في كشف التفاصيل: الشخصية الغامضة لا تشارك الكثير من التفاصيل عن نفسها وحياتها، وهي حريصة على الاحتفاظ بأمورها لذاتها، وقد يكون هذا لعدة أسباب، منها تعرضها لتجارب مؤلمة في الماضي بسبب مشاركتها تفاصيل حياتها، بالإضافة إلى أنها قد لا ترى سببًا منطقيًا يدفعها لمشاركة مثل هذه الأمور مع الآخرين.
• الاعتماد على النفس: الشخصية الغامضة مُستقلة بطبيعتها، وتسعى قدر الإمكان لتجنب سؤال الآخرين لنيل مساعدتهم، وتعتمد بدلاً من ذلك على نفسها في جميع الأمور.
• تحويل الاهتمام إلى الآخرين: لا تحب الشخصية الغامضة أن يُسلط عليها الضوء في مختلف المواقف، ولكن عندما تجد نفسها في موقف يلقي عليها فيه الاهتمام، فإنها تعمل على تحويله للآخرين، ومن الأمثلة على مثل هذه المواقف، عندما يسأل أحدهم الشخصية الغامضة عن أحوالها ومجريات حياتها، وتكون غير راغبة في الإجابة عن سؤاله، فإنه في هذه الحالة قد تتجاهل الإجابة، وتحول السؤال إلى الطرف الآخر لمعرفة أحواله وما يجري في حياته.
• التواضع: تتجنب الشخصية الغامضة التباهي والتفاخر بإنجازاتها وما تقوم به، ولا تبالغ في الحديث عن هذه الأمور والمبالغة في وصفها.
• ملاحظة التفاصيل: تملك الشخصية الغامضة القدرة على ملاحظة أدق التفاصيل وقراءة الآخرين بناءً على مشاعرهم ولغة الجسد الصادرة منهم.
• الاحتفاظ بالأسرار: تحتفظ الشخصية الغامضة بأسرارها لنفسها، ولا تشاركها مع الآخرين، وقد يكون ذلك بسبب حرصها الشديد على عدم كشفهم لما قد تشاركه معهم من أمورٍ خاصة وسرية.
• رِباطة الجأش: لا تفقد الشخصية الغامضة أعصابها بسهولة، ولا تنجر كذلك خلف المناوشات والتصرف بجنون في المواقف الصعبة؛ بل تحافظ على هدوئها وانضباط نفسها، في نفس الوقت الذي قد يتصرف كل من حولها بغضبٍ أو توتر.
• الكاريزما وقوة الحضور: من الصعب على الآخرين تجاهل حضور الشخصية الغامضة، أو عدم إلقاء البال لها عندما تبدأ بالكلام؛ فهي تمتاز بحضورٍ مميز، يجذبهم لمعرفة المزيد عنها واكتشافها أكثر.

أمور تجعل من شخصيتك غامضة

إنّ اكتساب الشخصية الغامضة أمرٌ ممكن، وذلك من خلال تطبيق عددٍ من الأمور، والتي تشمل الآتي:^[٣]

• الإصغاء للآخرين، والتركيز جيدًا في كلامهم، وذلك لفهمهم بشكلٍ أفضل.
• التفكير قبل التفوه بالكلام، وقول ما هو ضروري فقط، وعدم المبالغة في الشرح والتطرق للتفاصيل.
• عدم المبالغة في مشاركة المنشورات الشخصية والتفاصيل الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
• إخفاء المشاعر الحقيقية، من خلال إظهار تعبيرات وجهٍ ولغة جسد غير ملفتة للأنظار، أو لا تكشف ما تشعر أو تفكر به في الحقيقة.
• التمييز بين الثقة والغرور في التصرفات والأقوال؛ لأن الشخصية الغامضة تكون غير مغرورة، ولا تنفر الآخرين من حولها.
• مخالفة توقعات الآخرين بين الحين والآخر، والقيام بأمور تفاجئهم، مثل المشاركة في إحدى النقاشات، وطرح وجهات نظر وآراء مثيرة للاهتمام.
• تقبل الذات وحبها، وعدم القيام بالأمور غير المقنعة، لمجرد أنّ الجميع يقومون بها.
• الحرص على تطوير الذات بشكلٍ مستمر، ولا سيما من خلال التركيز على الهوايات والمهارات الفردية.
• اختيار عدد قليل من الأصدقاء بعناية، والتأكد من أنهم أهلٌ للثقة، ويمكن اللجوء إليهم في المواقف الصعبة دون الآخرين، ودون أن يخيبوا الآمال.
• قضاء أوقات الفراغ مع النفس، أو مع الأصدقاء الثقة، بعيدًا عن الأماكن المزدحمة بالناس.

أسباب جاذبية الشخصية الغامضة

تُعد الشخصية الغامضة شخصيةً جذابة وملفتة للأنظار، وذلك للأسباب التالية:^[٤]

• صعوبة التنبؤ بالشخصية الغامضة، وتحديدًا في تصرفاتها وكلامها، مما يجعل من توقع ما ستقوم به أمرًا صعبًا.
• امتياز هذه الشخصية بالذكاء وبالقدرة على التفكير العميق.
• تقدير الشخصية الغامضة لذاتها، وثقتها بنفسها، وقدراتها، مما يغنيها عن الآخرين والحاجة إليهم.
• قلة الكلام وغموض الحياة الشخصية؛ الأمر الذي يجعل الآخرين يشعرون بالفضول تجاهها، ويرغبون في معرفة المزيد عنها.
• كره الشخصية الغامضة للنميمة والتحدث عن الآخرين من وراء ظهورهم.
• رفض الشخصية الغامضة السير مع التيار حتى تنال قبول الآخرين؛ فهي لا تهتم به من الأساس.
• تفضيل الشخصية الغامضة قضاء أوقاتها ضمن دائرة اجتماعية محدودة، مما يثير الرغبة عند البعض للانضمام إليها للتقرب أكثر من هذه الشخصية.
• عدم معاناة الشخصية الغامضة من هوس وجنون مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يدفعها لمشاركة كل صغيرة وكبيرة عليها، وفي كل الأوقات.
• اتسام الشخصية الغامضة باللطف في الواقع، رغم أنها قد لا تبدو هكذا من الخارج.