الحب من طرف واحد في علم النفس

ما مفهوم الحب من طرف واحد؟

الحبُّ من طرفٍ واحد هو علاقةٌ عاطفيَّةٌ أحاديَّةُ الجانب، يبذلُ فيها طرفٌ واحِدٌ طاقتَه ووقتَه وعاطفتَه كي تنجَح، دونَ أن يتلقّى أيَّ تَجَاوُبٍ من الطَّرفِ الآخر،^[١] ويشملُ هذا النّوع من الحبّ أشكالًا مختلفة، منها: الوقوعُ في حبِّ شخصٍ ليست لديهِ المشاعرُ نفسُها، أو شخصٍ بعيد المَنال، أو التَّوق إلى حبيبٍ سابق، أو وجود علاقة فعليّة بين طرفَيْن أحدُهما لا يُبالي بهذه العلاقة.^[٢]

كيف يبدو الحب من طرف واحد؟

هذه إضاءاتٌ على طبيعة الحبّ أحاديّ الجانب:^[٣]

• يُظهِر المُحِبُّ الحماسَ والشَّغَف ويُقابَل بلامبالاة.
• ينتظرُ من الطّرف الآخر أن يتقدَّمَ إليهِ خطوةً دونَ أن يحدثَ ذلك.
• يَشغلُ ذلك الشَّخصُ كلَّ جوارحِه، بمقابل أنّ ذلك الآخرَ لا يكنُّ له أيَّةَ مشاعر مُشابِهة.
• يظلُّ دائمَ الأملِ في عَيش علاقةٍ عاطفيَّةٍ مُتكاملة.

ما هي مراحل الحب من طرف واحد؟

تَمرُّ العاطفة بمستوياتٍ شعوريَّةٍ متسلسلةٍ، قد يكونُ التنقُّل بينَها أمرًا شاقًّا لو كانَ مَن يمرُّ بها يعيشُ علاقةً أحاديَّةَ الجانب:^[٤]

• مرحلة الإعجاب: وهي الشَّرارةُ الأولى التي تستثيرُ العاطفةَ الكامنة في مُستَقَرِّها.
• مرحلة الافتنان: وهي مرحلةٌ أشبَهُ بفِعلِ السِّحر؛ حيثُ تُصبحُ المشاعرُ أكثرَ قوَّةً ووضوحًا.
• مرحلةُ الحبّ: وهي المرحلةُ التي لا يستطيعُ فيها المُحِبُّ إيقافَ مشاعرِه عن التدفُّق والجُموح.

كيف تعرف أنك تحب من طرف واحد بوجود شريك؟

هذه الإشاراتُ تُخبرُكَ أنَّكَ في علاقةٍ أحاديّة الجانب قائمة مع شريكٍ عاطفيّ فعليّ:^[٥]

• تبذلُ مجهودًا في سبيلِ إنجاحِ العلاقةِ أكثرَ من شريكك، ما يجعلُك تشعرُ بالإرهاق.
• لا يمنحُكَ خصوصيَّةً أو عطاءً عاطفيًّا واهتمامًا واضحًا.
• لا تتقاطعُ أولويَّاتُك مع أولويَّاتِه، وليس لديكما اتِّصالٌ عاطفيّ حقيقيّ.
• تشعرُ أنّ العلاقةَ غير مُتكافئة وعادِلة؛ إذ إنّ شريكَك لا يُقدّم أيّة تضحيات كما تُقدّم أنت.
• يتحكَّمُ بتصرُّفاتِك وبسيرِ العلاقة دونَ أن يهتمَّ بمشاركتك أو رأيك.
• اعتدتَ أن تختلقَ الأعذارَ لتصرُّفاتِه، بمقابل أنَّه لا يُقَدِّرَ لكَ ذلك، ومِن الممكن أنّه لا يَعُدُّها في حُسبانِه.

التأثير السلبي للحب من طرف واحد

تنعكسُ تأثيراتُ الحبِّ أحاديّ الجانب كما يأتي:^[٣]

• تترسَّخُ أوهامُكَ معَ الوقت بإمكانيّة وجود علاقةٍ فعليَّة، وتسيرُ مُعاكِسًا لحدسِكَ إلى معركةٍ عاطفيَّةٍ خاسرة.
• ربّما يُشكِّكُكَ هذا الحبُّ في مدى كفايتِكَ العاطفيَّة وقَبولك الاجتماعيّ.
• تشعرُ دائمًا بعدمِ الاستقرار العاطفيّ؛ كونَك متعلِّقًا بشخص لا يُبادلُكَ المشاعرَ نفسَها.
• يُورِثُ هذا الحبُّ مشاعرَ الألم والمُعاناة؛ كونَه عطاءً بلا مقابل.

كيف نتعامل مع الحب من طرف واحد؟

تُشيرُ دراسةٌ أجرِيَت سنةَ 2011م أنّ الرّفض العاطفيّ يُنشِّط الدِّماغَ لإحداثٍ ألمٍ جسديّ، وهذه النّصائح قد تفيدُك في تجنُّب هذا الألم:^[٦]

• تحدَّث إلى صديقٍ موثوقٍ عمَّا تشعرُ به؛ لتخفِّفَ مِن وطأةِ مشاعرِك.
• لا تفسِّر السّلوكات الاعتياديّة لِمَن تحبُّه أنّها إيماءاتٌ عاطفيّة؛ كي لا يَزدادَ تعلُّقُك به.
• ابتعدِ عن إيهام نفسِك الدّائم باحتماليّة وجود علاقة مستقبليّة.
• حاول أن تُحافِظَ على علاقة صحيّة مع الشّخص الذي تكنّ له المشاعر؛ إذا كنتَ مضطرًا لمواجهتِه دائمًا.