إلامَ يشير التقاء العيون؟
إنّ الاتّصال بالعين جزءٌ أساسيٌّ من التّفاعل الاجتماعيّ،[١] له دلالاتٌ وعلاماتٌ معقَّدة يختلف تفسيرُها باختلاف المواقف، وبشكلٍ عامّ، إنّ الاتّصال المباشر بالعين مرتبطٌ بالثّقة والاهتمام والصّدق والانتباه، بينما قد يدلّ تجنُّب الاتصال بالعين إمّا على ضعف الثّقة أو الخجل أو الرّفض أو عدم الاهتمام أو الكذب وربّما الكراهيّة.[٢]
وقد يشعر بعضُ الأشخاص أحيانًا أنّهم مرتاحون بالحديث أكثر عندما لا يُجرون اتّصالًا مكثَّفًا بالعين، وهذا أمرٌ طبيعيّ لا يشترطُ وجود دلالة شخصيّة ما، ويعتمدُ تحديد دلالةِ التقاء العيون على طبيعة الشّخص نفسِه وطبيعة الموقف وشكل تواصلك معه، وعلاقة ذلك بالمعطيات السياقيّة كافّة.[٢]
مستويات الاتصال بالعين ودلالاتها
يرغبُ كثيرٌ من النّاس في تواصلِهم الاجتماعيّ مِن أن يتحقَّقوا من كونِهم مَقبولين ومهمِّين بالنسبةِ لمن يتحدّثون إليه، ولذلك فهم يُقيِّمون انطباعاتِ الآخر بشكلٍ مبدئيّ من خلالِ تواصلهم البصريّ معه، ويشمل ذلك تتبُّع مستوى الاتّصال بالعين ومدّته وطريقته، وتحديد دلالاته التي تتمثّل في الآتي.[٣]
النظرة غير الواعية
تحدثُ هذه النّظرة غالبًا مع الغرباء، فقد يلتفت شخصٌ ما بشكلٍ عَرَضيّ على شخص آخر مرّ من أمامِه، أو قد يتلفَّت لملاحظة الجميع وتقع عينه على شخصٍ معيّن في سبيل الصّدفة، وتتّسم هذه النّظرة بكونِها حياديّة تحدث بشكلٍ خاطفٍ غير مقصود.[٣]
النظرة الواعية
تحدثُ عندما ينظرُ إليك شخصٌ ما بشكلٍ مقصود، وقد يقصِد منه أنّه يرغب في بدء محادثة معك، أو أنّه يطمئنّ عليك من بعيد، أو أنّه يريد أن يلفت انتباهك إلى وجوده، ليعرف ما إذا كنت ستستجيب بشكلٍ إيجابيّ أم لا.[٣]
التحديق
يعني التّحديق الاتصال المكثّف بالعين الذي يُحافظ فيه الشخص على تواصل بصريّ لفترةٍ طويلة، وقد تدلّ على أنّ شخصًا ما مهتمًّا بوجودك أو حديثك أو تفاعُلك في المكان، وقد يكون يُضمِرُ لك مودّة خاصّة، وقد يجدُك شخصًا جذَّابًا مُلفِتًا بطريقةٍ ما؛ إذ إنّ النّاس غالبًا ما ينظرونَ إلى الأشياء التي يفضّلونها أو يحبّونها لفترةٍ أطول.[٣]
تكرار الاتصال بالعين
يدلُّ تكرار النّظرات وتتابعها بين الحينِ والآخر إلى أنّ شخصًا ما مهتمٌّ لِأن يُتابعُك، ويبذل جهدًا في ملاحظة أفعالك وأقوالك وحركاتك ونبرة صوتك ولغة جسدك عامَّة، ومعرفة الأشخاص الذين تتحدّث إليهم، وعادةً ما يرتبط تكرار الاتّصال بالعين بالجاذبيّة والاهتمام البالغ.[٤]
الاتصال المكثف بالعين مع التبسّم
يُشير النّظر المكثَّف مع ابتسامةٍ مستمرّة إلى وجود وُدّ متبادَل وقُرب وانسجام كبيرين واهتمام واضح بالمحادثة، وعادةً ما يُظهر هذا السّلوك الأفراد في محيط العمل أو الصّداقة أو شركاء الحبّ، ويرتبط بمشاعرِ الصّدق وتركيز الانتباه.[٤]
أهمية الاتصال بالعين
كما أنّ للاتّصال بالعين دلالاتٌ فإنّ له أهميَّةٌ بالغةٌ تكمنُ في النّقاط الآتية:
- يُشعِرُ الآخرين أنَّك مُتفاعلٌ معَهم متقبِّلٌ لوجودهم ومهتمٌّ لهم.[٥]
- قد يكونُ إشارةً تنبيهيَّة تُوقِظ تركيزَك وانتباهَك في مجلسٍ أنتَ فيه.[٦]
- تبدو من خلال الاتّصال الإيجابيّ بالعين أنّك جديرٌ بالثّقة وأكثر إقناعًا ممّا كنتَ ستبدو عليه لو لم تحافظ على التّواصل البصريّ.[٦]
- ستعرف من خلال لغة العيون فيما إن كان الشّخص الذي أمامَك صادقٌ معك أم كاذبٌ ومزيّف.[٥]
المراجع
- ↑ "eye contact", APA Dictionary of Psychology, Retrieved 1/2/2023. Edited.
- ^ أ ب "The Subtle Dance of Eye Contact in Conversation", Psychology Today, Retrieved 1/2/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Using Eye Contact Attraction To Build A Relationship", Better Help, Retrieved 1/2/2023. Edited.
- ^ أ ب "Eye Contact", Study Smarter, Retrieved 1/2/2023. Edited.
- ^ أ ب "5 Secret Powers of Eye Contact", Psychology Today, Retrieved 1/2/2023. Edited.
- ^ أ ب "Top 5 Reasons Why Eye Contact is Important!", Ebright, Retrieved 1/2/2023. Edited.