مفهوم التفكير الزائد

يُطلَق على التّفكير الزّائد في علم النّفس مصطلحُ الاجترار (Overthinking)، ويَعني أن يُفَكِّرَ الشَّخصُ بصورةٍ متكرِّرَة في الفكرةِ نفسِها أو الموقفِ نفسِه بشكلٍ يُعيقُ يومَه، ويُصاحبُ ذلك شعورُه بالتعثُّر والتشتُّت وعدم القدرة على اتّخاذ أيّ إجراء، بحيث يفقد السَّيطرةَ على التخلُّص من هذه الأفكار أو التّركيز على أشياء أخرى.[١]


تَصِفُ الأخصائيَّة النفسيَّة جيسيكا فولي مشكلةَ التَّفكير المُفرط بقولِها: "السِّمَة المميِّزَة للتَّفكيرِ المُفرط هي أنَّه غيرُ منتجٍ"، وفي قولٍ آخر: "ليسَ كلُّ الإفراطِ في التَّفكير سيئًا، ولكنَّه يصبحُ غيرَ صحيٍّ عندما يمنعُكَ من اتِّخاذ إجراءٍ أو يتعارضُ مع حياتِكَ اليوميَّةِ ورفاهيّتك"، أمّا الأخصائيّة النفسيّة سانام حفيظ فتصفُه بقولِها: "مُشكلةُ الإفراطِ في التَّفكير هي أنَّ أذهانَنا تأتي دائمًا بسؤالٍ آخرَ مثيرٍ للقلق".[١]


علامات تشير إلى كونك تفكر بإفراط

هذه أبرزُ العلامات:[٢]

  • افتراضُ السّيناريوهات الأسوأ دائمًا عند تخيُّل المواقف المختلفة.
  • توقُّع أحداث مُفتَرَضة وتخيُّل خطّ سيرِها وتخمين قراراتِك وردّات فِعلك عليها.
  • عدم القدرة على توجيه العقل للتّفكير في أيّ شيء آخر.
  • عدم القدرة على الاسترخاء والشّعور الدّائم بالقلق.
  • سيطرة الأفكار السلبيّة على ذهنك وفقدان تحكُّمك بها.
  • الشُّعور بالإرهاق الذهنيّ والاستهلاك الفكريّ.


آثار التفكير الزائد

يُمكنُ أن تتفاقمَ آثارِ التّفكير الزّائد لتُسبِّبَ الآتي:[٢]

  • عدم التّركيز على الحلّ: والتّركيز على المشكلة نفسها، فلو تخيَّلَ الشَّخصُ المفرطُ في التّفكير حدوثَ عاصفةٍ، فإنّه سيُفكّر بالشّكل الآتي: لا يُمكنُني التَّعاملُ مع هذا، أرجو ألّا يتضرَّرَ المنزل، سيكون هذا أمرًا مُقلِقًا، لِمَ تحدثُ لي هذه الأشياءُ دائمًا!
  • صعوبة اتّخاذ القرارات: إذ إنَّكَ تنظرُ إلى المشكلة أو القَرار من كلِّ زاويةٍ مُمكنة، فتهدر الكثيرَ من الوقتِ في التّحليل والتّمحيص والبَحث عن آراء أخرى، ما يجعلُ حَسم موقفك مستحيلًا في وقتٍ قصير أو حتّى في وقتٍ طويل، بَدءًا ممّا ستأكلُه على العَشاء انتهاءً باختيارِ شريكِ حياتِك!
  • تدهور الصحّة العقليّة: وفقًا لدراسةٍ أجْرِيَت عامَ 2013م فإنّ مبالغتَك في التَّركيز على مشاكلك ونقاط ضعفِك وتكرار استعادة المواقف سيُسبِّبُ تراجعَ صحَّتك النفسيّة والعقليّة، وستسيطر عليك دورة متكرِّرة من التخيُّلات والسيناريوهات المُزعجة.
  • قلّة النّوم: لن يتوقَّفَ عقلُك عن حياكةِ الأفكار وإعادة صياغتِها وتمثيلِها، ما يجعلُه في حالةِ نشاط دائمة تمنعُه من النَّومِ العميق، أو تجعلُه أكثرَ صعوبَةً.
  • تدنّي تقدير الذّات:


كيفية السيطرة على التفكير الزائد

إذا كنتَ تعتقدُ أنّك تقعُ فريسةً للتّفكير المفرط، فثَمَّةَ تقنياتٌ عليكَ اتِّخاذُها:[٣]

  • تعرَّفْ على مُحفِّزاتِك بالبحثِ عن المسائل التي تُثير تفكيرَك وتُصَعِّد قلقَك وتعامَل معَها بمنطقيّة دونَ أيّة اعتبارات ذاتيَّة أو اجتماعيّة.
  • اعرَفِ الحالة الموقفيّة التي يُحفِّز لديك التّفكير المُفرِط وتجنّبها؛ فقد يكونُ بَذل جُهدٍ بدنيّ خلال اليوم سببًا في أن تستسلمَ لأفكارِك السلبيّة.
  • فكِّر بعدم جَدوى الإفراطِ في التّفكير، وكونِه لا يُخلِّفُ أيَّةَ نتائج، لا إيجابيّة ولا حتّى سلبيّة، واكبحْ جِماحَ وسواسك.
  • ابحَث عن إلهاء وامنحه تركيزَك، كأن تُوَجِّهَ انتباهَك إلى مسار فكريّ آخر.

المراجع

  1. ^ أ ب "What Is Overthinking, and How Do I Stop Overthinking Everything?", Good RX Health, Retrieved 9/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "How to Stop Overthinking", Very well mind, Retrieved 9/1/2023. Edited.
  3. "Are You an Overthinker?", Psychology Today, Retrieved 9/1/2023. Edited.