مفهوم الإدراك الاجتماعي
يُقصَد بالإدراك الاجتماعيّ في علمِ النّفس الاجتماعيّ مجموعةٌ من العمليّات النفسيّة والذاتيّة التي تحدث في العقلِ الواعي للفرد، تُمَكّنه من فَهم الآخرين وإدراك دوافعِهم، من خلال ملاحظة لغة الجسد، مثل: وضعيّة الجلوس، الالتفات والانتباه، تحريك حدقة العين، رفع اليدين.[١]
ويضع الفرد هذه المعطيات كافّة في اعتبارِه ضمنَ مَهامّ ذهنيّة تُراقب استجابة الآخرين للمواقف وردّات فعلهم وتحليلها ثمّ تشكيل انطباع أو حُكم عليها،[١] ويُفيد الإدراك الاجتماعيّ الفردَ في أن يكونَ على وعيٍ بالحالات العقليّة والنفسيّة للآخرين، والتي تشمل: الدّوافع والرّغبات والعواطف، والقدرة على فَهمها ووصفها وتنبّؤها.[٢]
مفهوم الإدراك الاجتماعي اللاواعي
إنّ الإدراك الاجتماعيّ بطبيعته عمليّة واعية، إلّا أنّه يوجد نوعٌ آخر يُوصَف أنّه الإدراك الاجتماعي غير الواعي، وهو عمليّة معالجة السّلوك الاجتماعيّ وأخذ انطباع عنه دون وعي الفرد بذلك، وهو نوعان:[٣]
- الإدراك اللاوعي للتأثيرات على الأحكام والأفعال: ويختصّ هذا النّوع بإصدار الأحكام أو التصرّفات دون تخطيط واعٍ لذلك.
- الإدراك اللاوعي للحالات العقلية: ويختصّ هذا النّوع بمعالجة المواقف والمشاعر التي تؤدّي إلى الأحكام والأفعال.
مبادئ الإدراك الاجتماعي
يرى علماء النّفس أنّ للإدراك الاجتماعيّ أربعة مبادئ هي:[٤]
- تأثير الموقف على السّلوك: ويَعني مدى قوّة الموقف على توجيه سلوك الفرد.
- تأثير العوامل الظّرفيّة: ويُقصَد بها عامل المكان والزّمان وطبيعة الحديث الأفراد المُحاط بهم الفرد.
- عمليَّتا الإدراك الاجتماعي والإدراك الذاتيّ معًا: أيْ أن يُدركَ الفرد ذاتَه والدّائرة الاجتماعيّة الموجود فيها على حدٍّ سواء.
- العمليّات النفسيّة الذاتيّة والاجتماعيّة: وهي العمليّات الذهنيّة والنّشاط العقليّ الذي يبذله الفرد في تحقيق الإدراك الاجتماعيّ.
العوامل المؤثرة في الإدراك الاجتماعي
ثمَّة عوامل تؤثّر في مدى قدرتنا على الإدراك الاجتماعيّ، وهي:[٥]
العوامل الوراثية
تؤثّر علاقة الفرد بوالدَيْه في مرحلة الطّفولة على تفاعلاتِه الاجتماعيّة التي تتطلّب الثقة، ومدى إحساسِه أنّه شخص مَقبول ومُعتَرَف به اجتماعيًّا، فكلّما كان الوالدان داعمَين لطفلِهما، كان إدراكُه وأداؤه الاجتماعيّ أفضل.[٥]
العوامل الاجتماعية
يتأثّر بعض الأفراد أحيانًا بطبيعةِ النّطاق الاجتماعيّ الموجودين فيه، من حيث أنّه يُوجّه سلوكَهم، ويتحكّم في مشاعرهم الذاتيّة، ويسبّب لهم أحيانًا اضطراب المزاج، كلّ هذه العوامل تُضعِف قدرة الفرد على الإدراك الاجتماعيّ.[٥]
العوامل الثقافية
إنّ مرجعيّة الفرد الثقافيّة تؤثّر في طبيعة انطباعاتِه وتصوّراته عن الأشخاص الغريبين عنه، واستجاباته الفسيولوجيّة، كما تحدّد إحساسَه الذاتيّ اتجاه الآخرين، فإذا لم يكن ذا مرجعيّة قويّة واثقة، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى إدراك اجتماعيّ سلبيّ.[٥]
أهمية الإدراك الاجتماعي للأطفال
تتمثّل أهمّية الإدراك الاجتماعيّ للأطفال في النّقاط الآتية:
- تنمية الذكاء العاطفيّ لدى الأطفال، وتطوير وعيهم المعرفيّ والعاطفيّ.[٢]
- إعداد نفسيّة الأطفال لتحقيق تفاعل اجتماعيّ بشكلٍ إيجابيّ مع محيطهم.[٢]
- إدراك الطّفل رغبات الأطفال الآخرين المُحيطين به ومشاعرهم اتّجاه. [٢]
- تحفيز النّشاط العقليّ والعمليّات المعرفيّة والقدرة على التعلّم بصورةٍ أسرع.[٦]
- إيمان الطّفل بقدراته وبكفاءته الذاتيّة، والإحساس بمكانته الاجتماعيّة التي تمدُّه بالثقة والمضيّ قدمًا.[٦]
- استيعاب الطّفل مفهوم المهارات العاطفيّة، ومعرفة تطبيقها بطريقة فكريّة منهجيّة في الحياة عامَّة.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "Social cognition", National Library Of Medicine, Retrieved 12/12/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Social cognition", Encyclo Pedia, Retrieved 12/12/2022. Edited.
- ↑ "Varieties of Social Cognition", Wiley Online Library, Retrieved 12/12/2022. Edited.
- ↑ "Principles, processes, and puzzles of social cognition: an introduction for the special issue on social cognitive neuroscience", National Library Of Medicine, Retrieved 12/12/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Genetic influences on social cognition", National Library Of Medicine, Retrieved 12/12/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "SOCIAL COGNITIVE THEORY", University of Southern Queensland, Retrieved 12/12/2022. Edited.