مرحلة المراهقة في علم النفس

تعريف المراهقة في علم النفس

يعبّر مصطلح المراهقة في علم النفس عن تلك المرحلة الانتقالية لدى الفرد من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، وفيها تحدث الكثير من التغيرات الفسيولوجية والجسدية الظاهرة، ويشير مصطلح علم نفس المراهقين إلى ذلك الجزء من علم النفس الذي يُعنى باحتياجات الصحة العقلية الخاصة بالمراهقين وهم الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 10- 19 عامًا، فهذه الفئة تمثل مرحلة انتقالية من البشر الذين لم يعودوا أطفالًا كما أنهم ليسوا بالغين بعد، وبالتالي عادة ما تكون لديهم احتياجات فريدة من الناحية النفسية والعقلية.^[١]

ويُعنى علم نفس المراهقين عادة بتحديد ومراعاة الاحتياجات المراهقين، وهم الأشخاص الذين تطور الدماغ لديهم ليتجاوز مرحلة الطفولة ولكنه لم ينضج تمامًا ليصل المراهق إلى مرحلة الوعي الكامل والتام كالبالغين الكبار.^[١]

وخلال فترة المراهقة يتحول الطفل نفسياً واجتماعياً إلى شاب بالغ، وفيها يتم التحرر من الطفولة والتعلق بالوالدين والاعتماد عليهم بشكل كامل إلى الاكتساب التدريجي للحرية والمسؤولية، وتطوير الاستقلال، والابتعاد عن الآباء، وبدء تأسيس الهوية الفريدة للشخص.^[٢]

فترة مرحلة المراهقة وفقا لعلم النفس

تبدأ مرحلة المراهقة وفقاً لعلم النفس مع سن البلوغ خلال الفترة بين 10 إلى 12 عامًا، وتنتهي بالنضج الفسيولوجي والبيولوجي العصبي، وهي تمتد إلى سن 20 عاماً على الأقل، مع ملاحظة نمو الدماغ بشكل كبير في أواخر مرحلة المراهقة في الفترة بين 18 إلى 20 سنة، وقد يستمر أيضاً نمو الدماغ خلال الفترة بين منتصف العشرينات إلى أواخرها، إلا أن هذه الفترة تعتبر من مرحلة الشباب.^[٣]

وبشكل عام تنقسم المراهقة وفقاً لعلم النفس إلى عدة مراحل أولها هو المراهقة المبكرة وتمتد بين 10 إلى 14 عاماً، ومرحلة منتصف المراهقة وتمتد بين 15 إلى 17 سنة، والمراهقة المتأخرة وتمتد بين 18 إلى 24 سنة، وفي كل مرحلة هناك تحديات مختلفة للمراهقين تتطلب استجابات مختلفة من الوالدين.^[٢]

خصائص مرحلة المراهقة وفقاً لعلم النفس

خلال فترة المراهقة تحدث الكثير من التغيرات بمعدلات متفاوتة بين الأفراد، وذلك يشمل الخصائص الجسدية، والجنسية، مما يؤدي إلى حدوث تأثيرات كبيرة على الشكل الخارجي، والمفهوم المتكون لدى المراهق حول الذات، واحترام الذات، كما تحدث أيضًا بعض التطورات المعرفية والاجتماعية؛ ففيها يكتسب المعظم قدرات على التفكير المجرد، واتخاذ القرارات العقلانية، وتقييم الواقع، وإعادة النظر في التجارب السابقة، والتفكير الداخلي، وتوقع السيناريوهات المستقبلية. ^[٣]

كما أن المراهقين أيضًا تزداد مشاركتهم في الأنشطة المتعلقة بمن يماثلهم في العمر، كما أن القبول الاجتماعي لديهم يعتبر من الأمور الأساسية والمهمة، وهم يسعون كذلك إلى مزيد من الاستقلالية.^[٣]

وعادة ما يكون السبب وراء التغييرات في فترة المراهقة إلى التغيرات الهرمونية والبيولوجية التي تحدث داخل الجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالقلق لدى المراهقين وظهور الحاجة إلى مزيد من الخصوصية، وزيادة الانشغال بالمظهر الخارجي.^[٢]