ما هي الشخصية العنيدة؟

يُقصَد بالشخصيّة العنيدة في علم النّفس تلك الشخصيّة المُصَمِّمة على فِعلِ سلوكاتٍ معيّنة، أو مَن كانت ثابتة على اعتقادٍ ما وغير مستعدّة لتغيير آرائها واعتقاداتها البتّة، فهي معتادة على تسيير أمورها بالطّريقة التي تُناسبُها وتُرضيها،[١] وغالبًا ما يخافُ الأشخاصُ العنيدون من التّغيير، وهو ما يُفسِّر جمودَ تصرُّفاتِهم، وهو متأهّبون دومًا لمواجهة أيّ شخص قد ينتقدُهم أو يشكّك في أقوالهم أو أفعالهم، إذ يَعُدُّون هذا الأمرَ هجومًا شخصيًّا، فينشغلون في إثبات وجهةِ نظرِهم دون الاكتراث للاستماعِ إلى رأي الآخرين.[٢]


ما هي سمات الشخصية العنيدة؟

تتصف الشخصيّة العنيدة بمجموعةٍ من الصّفات، أبرزُها:[٣]

  • يملكونَ إرادةً قويَّة: ويؤمنون برُؤاهم، ولا يتأخّرون عن متابعةِ شغفِهم وتحقيقِ أهدافِهم؛ إذ إنّ لديهم تقديرًا عاليًا للعملِ الجادّ.
  • يعتمدون على أنفسِهم اعتمادًا كليًّا: ويَشعرونَ أنّ عليهم القيامَ بكلّ ما يخصّهم بأنفسِهم؛ ليشكّلوا واقعَهم بالطّريقة التي يرونَها مناسبة ومثاليّة.
  • لا يغيّرون آراءهم تحت الضغط: ولا يسمحون للآراء المختلفة أن تزعزع قناعاتهم الثّابتة، كما أنّهم يجدون صعوبة في الاعتراف بالخطأ عندما يدركون خطأهم.
  • لديهم موقف عاطفيّ اتجاه الحياة: إذ إنّهم ممتلئون بروح التحدّي والقوّة، ولا يبدو لهم شيءٌ على أنّه مستحيل، فيُقدِمون على أحلامِهم بكلّ حيويّة وشغف وحَماس.
  • يتمتّعون بأخلاقيّات العمل: ويعملون وفقًا لمعاييرَ عالية، ويستمتعون بإنجاز مهمَّاتِهم، وعادةً ما يكون أداؤهم أفضل عندما يعملون وحدَهم؛ نظرًا لطبيعتِهم المتحدِّيَة.
  • يُقاومون التّغيير: فهم يعيشون وفقًا لنظام حياة صارم؛ لأنّهم يفضّلون التزام برنامج اعتياديّ منظَّم على مجابهة خطط جَديدة.
  • يفضّلون المُجادلة لإثبات رأيهم: ويتعاملون مع الجِدال على أنّه هواية مسليّة، إلى جانب حاجتهم النَّهمة ليكونوا دائمًا على صواب.


كيف تنشأ الشخصية العنيدة؟

وفقًا لدراساتٍ أجراها الطبيبُ النفسيّ "أوبي إيجبوكوي" فإنّ ملامحَ العناد غالبًا ما تظهرُ في مرحلةِ الطّفولة المبكّرة؛ وأنّ كيفيّة استجابة الوالدين لهذه المسألة هو ما يحسم أمر تفاقمها أو تراجعها، ويُمكن اكتشاف فيما إن كان الطفل عنيدًا بملاحظات العلامات المبكّرة الآتية:[٤]

  • دائمًا ما يختلق المشاكل في محيطه، سواء أكان في نطاقِ المدرسة أم الشّارع.
  • يُظهِر نوبات غضب شديدة متكرّرة بشكلٍ منتظَم.
  • يُفضّل المجادلة في أيّة مسألة تخصُّه ولو كان على خطأ.


إذا لم يستطع الوالدان التنبّؤ بشخصيَّة طفلهم العنيدة أو تجاهلوها، فإنّ ذلك سيؤثّر بشكلٍ مباشر على النموّ العاطفيّ للطّفل، أمّا إذا أدركوا مسألة عناده وبرَّروا سلوكَه أمامَه، فإنّه سيفهم بشكلٍ فطريّ أنّ العِناد هو عذرٌ مُقنِع لأيّ سلوك سيّئ؛ فتتقاقم من هنا المشكلة، وتخلق كلّ هذه العوامل شخصًا عنيدًا في المستقبل.[٤]


لماذا تكتسب الشخصية سمة العناد؟

قد يكون دافعُ الشخصيّة العنيدة في التمثُّلِ لعنادِها نتيجةً للأسباب الآتية:[٥]

  • قد يكون الشخص عنيدًا فقط لكونِه يعلم أنّ عنادَه سيساعدُه في تحقيق ما يُريد.
  • قد يكون معتادًا -من قِبل محيطه- على تقبُّل سلوكاتِه العنيدة؛ فيزيد ارتباطُه وتمسّكه بمعتقداته وأذواقه.
  • قد يكون متعرِّضًا لحادثة أليمة في الماضي؛ فيتسبّب ذلك في نموّ مشاعر العدائيّة والكراهيّة لديه، والتي تصبح فيما بعد مصدرَ إزعاج للآخرين.
  • قد تكون لديهم جاهزيَّة نفسيّة للتطبُّه بالعناد؛ نظرًا إلى طبيعةِ شخصيّتهم المنغلقة غير المَرِنة.


هل يمكن أن يكون الشخص العنيد إيجابيًّا؟

ليسَ بالضّرورة أن يكونَ العنيدُ شخصًا سلبيًّا فحسب؛ إذ إنّ بعضَ سماتِ العناد قد تكونُ سببًا في أن يكسبَ الشخص جوانبَ إيجابيّة، منها:[٤]

  • يُمكن أن يكونَ حازمًا في اتخاذ القرارات والالتزام بها، خاصَّةً عند واجهته صراعًا ما.
  • يُمكن أن يكونَ قائدًا فعَّالًا؛ نظرًا إلى كونه شخصيّة تصمّم على فِعل ما تريد بالطريقة التي تراها مثاليّة.
  • يُمكن أن يكون ماهرًا في تحفيز غيره على إنجاز أمرٍ كان يراهُ مستحيلًا.
  • قد يكون مثابرًا وجَسورًا على مواجهة الظّروف الصّعبة؛ لِما يتمتّع به من روح التحدّي التي لا تعرف الاستسلام.

المراجع

  1. "stubborn", Collins Dictionary, Retrieved 14/12/2022. Edited.
  2. "The Fine Line Between Stubbornness and Stupidity", Knowledge, Retrieved 14/12/2022. Edited.
  3. "Psychology Reveals 7 Traits of a Stubborn Person", Power Of Positivity, Retrieved 14/12/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Turning Stubbornness Into a Positive Personality Trait", Better Help, Retrieved 14/12/2022. Edited.
  5. "What makes a person stubborn", Psychmechanics, Retrieved 14/12/2022. Edited.