الشخصية المرحة في علم النفس

ما هي الشخصية المرحة؟

الشخصيَّةُ المَرحةُ مصطلحٌ يُطلقُ لوصفِ شخصٍ ما أنّه يَميلُ إلى رؤيةِ الجانبِ الإيجابيِّ المُشرقِ من الحياةِ، فهو لا يأخذُ الأمورَ على محملِ الجدّ،^[١] وهو شخصٌ دائمُ الابتهاجِ والنُّكات، يُمكنُه أن يُفاجئَ محيطَه بانفعالٍ مَرِحٍ غير متوقّع، أو نُكتَةٍ ذكيَّةٍ يستلهمُها من سياقِ حديثٍ جادّ، وعادةً ما يَستخدمُ الفكاهةَ للتَّعبيرِ عن هويَّتِه وتعزيزِ حضورِه الاجتماعيّ، فيجذبُنا نحوَه أنّنا لا نتنبَّأ بسلوكِه وردَّاتِ فعلِه العفويّة.^[٢]

أبرز سمات الشخصية المرحة

وفقًا لعلماءِ النّفس، فإنّ للشخصيَّةِ المرحة خمسَ سماتٍ أساسيَّةٍ هي:^[٣]

• الإثارة: تَتمتَّعُ بطاقةٍ اجتماعيَّةٍ هائلة، يُمكنُها أن تُثيرَ مشاعرَ الحماس والشّغف لدى الآخرين.
• الانفتاح: تَميلُ إلى التعرُّفِ على أفكارٍ جديدةٍ وتجربة خبراتٍ ومغامراتٍ جديدة؛ فهي شخصيَّة مَرِنة منفتِحة الذّهن.
• الاجتهاد: يُعرَفُ عنها كونها دقيقةً ومنتَظَمَةً في شؤونِ حياتِها، وتسعى دومًا إلى تحقيقِ أهدافِها بالعملِ والاجتهاد.
• التوافق الاجتماعيّ: أيْ أنّها شخصيَّة وَدودة دَاعِمة دائمًا ما تُحقّق الانسجام والتّوافق في محيطِها.
• العُصابيّة: فهي تعيشُ مشاعرَ القلقِ بينَما تَختلي بنفسِها وتفكّر في تجاربها السلبيّة السّابقة.

كيف تصبح ذا شخصية مرحة؟

كي تكونَ مَرِحًا فإنّ هذا يتطلَّبُ منكَ الخروجَ من منطقةِ الرَّاحة وأسلوب حياتِك التقليديّ، مع اتّباعِ النَّصائح الآتية:^[٤]

• كن أكثرَ ودِّية: بأن تُعطيَ إيحاءً بالسَّماحَةِ والحيويّة؛ كي لا يتردَّدَ النَّاسُ من التقرُّب إليك.
• كثِّف تواصلَك الاجتماعيّ: وابحثْ عن أماكنَ تزيدُ من فُرَصِ لقاءاتِكَ الاجتماعيّة معَ أشخاصٍ ذوي خلفيَّاتٍ ثقافيَّة مختلفة.
• كن مستعِدًّا للمشاركة: وأظهِر انفتاحَك الذهنيّ بمشاركةِ أفكارِك ومشاعرك الوجدانيّة؛ إذ إنّ الانفتاحَ يبني جسورَ الثّقة بينَك وبينَ محيطك.
• حَسِّنْ ذكاءكَ العاطفيّ: إذ يُساعدُك هذا في إدارة التوتُّر والتَّعامل الأمثل مع المواقف العصيبة أو المُحرجة.
• أظهِر مشاعرَ التّعاطف: حيث يميلُ النَّاسُ إلى مَن يتفهَّمُهم ويتعاطفُ معهم ويُقدّم لهم كلماتِ التّشجيع.
• لا تُصدِر الأحكامَ على الآخرين: وأشعِرهم بالرَّاحة عندما يتحدَّثون إليك، بحيث لا يتوقَّعون منكَ أن تنتقدَهم أو تُشيرَ إلى أخطائهم.
• لا تُبالغ في التحدُّث عن نفسِك: وركِّز أكثر على مَن حولَك حتّى تُشعرَهم بالرِّضا الدَّاخليّ عن أنفسِهم.
• اخترع نكاتًا خفيفًا: وأطلِق العنانَ لروحِ الدُّعابة التي بداخِلك.
• تصرَّف بعفويّة: وكن مستعدًّا للانطلاقِ في أيَّة لحظة دون أن تهتمَّ بضرورةِ التّخطيط المسبق لكلِّ شأن من شؤون حياتك الاعتياديّة.
• ابنِ ثقتَك بالآخرين: بأن تقدِّرَ آراءَهم وتحتويَها، وألّا تكونَ حسَّاسًا حيالَها أو تظهرَ بمظهرِ الدِّفاعيَّة والمواجَهة.

ما أهمية أن تكون ذا شخصية مرحة؟

هذه أهمُّ مزايا كون شخصًا مَرِحًا:

• يُخفّف المَرِحُ من أثرِ المواقفِ العصيبة التي يمرُّ بها النَّاسُ من حولِه؛ لأنّ لديه القدرةَ على أن يُلهِمَهم للضَّحك.^[٢]
• يُمكنُه تحسينُ الحالة المزاجيّة لمحيطِه بأقوالهِ وأفعالِه البارعة.^[٢]
• من السَّهلِ عليه تكوينُ روابطَ اجتماعيّة جديدة والاندماج مع الآخرين.^[٢]
• يتمتَّع بقَبولٍ اجتماعيٍّ غير مَشروط؛ لِما يَنمازُ بهِ من حضورٍ خفيفٍ مَاتِع.^[٥]
• يُعبِّر المَرح عن كونِ صاحِبه شخص وَدود غير عدوانيّ.^[٥]
• إنّه مصدرٌ للرّفاه الذي يَشحنُ الجوّ العامّ بكثيرٍ من الإثارة والطّاقة.^[٥]
• يُعَدّ جذَّابًا؛ كونَه يتمتّع بروحِ الدُّعابة ويُجيدُ اختراعَ النُّكات واقتناص الفرح.^[٥]