مفهوم التخاطر في علم النفس

يَعودُ أصل كلمة التّخاطر في الإنجليزيّة (Telepathic) إلى اللغةِ اليونانيّة؛ وهي مركَّبَة من كلمتَيْن؛ Tele: وتَعني بعيدًا، pathic: وتعني الشّعور أو المعاناة،[١] والتَّخاطر اصطلاحًا هو نوعٌ من الإدراك خارج الحواسّ، يتمّ فيه انتقال الأفكار بشكلٍ مباشر من عقل شخصٍ مُرسِلٍ إلى عقل شخصٍ متَلَقٍّ أو مُستلِم، دون استخدام وسائل الاتصال الحسيّة في ذلك.[٢]


إذًا، إنّ التَّخاطرَ ببساطة هو قدرتُك على تخمين أو معرفة أفكار شخص غيرك والتّواصل معه نفسيًّا دون كلماتٍ أو إيماءات. والجدير بالذكر أنّ علماء النّفس لم يستطِع إثبات قدرة التّخاطر علميًّا حتّى الآن، وبعضهُم نَسَبَها إلى الحظّ أو الحَدس.[١]


نشأة مصطلح التخاطر في علم النفس

طَرَحَ فريدريك مايرز -وهو محقّق نفسيّ وشاعر كلاسيكيّ وعالِم لغويّ- مصطلحَ التّخاطر أوَّلَ مرةٍ عامَ 1882م؛ ليشملَ في مفهومِه الانطباعات التي يتلقَّاها شخص ما من شخص آخر دون استخدام الحواسّ الخَمسة المعروفة، وفي تجربةٍ سابقةٍ على الظّواهر الروحانيّة لويليام كروكس -رئيس جمعيّة الأبحاث النفسيّة- استنتج فيها أنّ هناكَ قوّة خفيّة تعمل في حالةِ النشاط الروحانيّ، أسماها "القوّة النفسيّة"، لكنّ الجمعيّة رفَضَت هذا الاستنتاج على الرّغم من الحجج القويّة التي قدّمها دعمًا لصحّة أفكارِه.[٣]


وفي سبعينيّات القرن السّابع عشر، وجَّه روجر لوكهورست اهتمامَه لِدراسة العروض التي كان يقدّمها آنذاك السّاحر الاستعراضيّ الأمريكيّ واشنطن بيشوب، والتي كانت تقوم على النقل التخاطريّ للمعلومات؛ إذ كان قادرًا على تخمين مواضع الأشياء من خلال قدرتِه على قراءة الأفكار، وأكّد حينَها أنّ قدرتَه هذه متعلّقة في كونِه يملك حساسيّة قويّة اتجاه الأشياء.[٣]


أثارت استعراضات بيشوب جدلًا واسعًا، وطَرَحت -من جديد- تساؤلاتٍ قديمةً على طاولة الجِدال العلميّ، حول حقيقة القدرة على تخمين الأشياء ومعرفتها بطرقٍ غير حسيّة، وهل أنّ هناك قدرات خارقة للطّبيعة بالفِعل، وهل هناك فرق بين الوهم النفسيّ والتّواصل التخاطريّ.[٣]


أنواع التخاطر في علم النفس

خَلُصَ بعضُ علماء النّفس من تجاربَ قاموا بها في القرن التّاسع عشر للتحقّق من صحّة أنواع التخاطر، أنّ هذه الأنواع ثلاثة، هي: الغريزيّ والعقليّ والروحيّ.[٤]


التخاطر الغريزي

وهو التّخاطر القائم على المشاعر، مستخدمًا شاكرا الضفيرة الشمسيّة، وهي بحسب ما كان يعتقدُه بعض الكهنة مجموعة من الأعصاب المعقّدة الموجودة في البَطن؛ إذ يعدّون هذه المنطقة مركز العاطفة والغريزة، التي تتمكَّنُ بها الذات الغريزيّة (المستقبِلة) معرفة مشاعر شخص آخر واحتياجاته النفسيّة.[٤]


التخاطر العقلي

وهو التّخاطر القائم على العقل مستخدِمًا مركز الحَلق والمستويات السفليّة من العقل، أيْ مستويات أقلّ من المستوى العقليّ العلويّ، ويتطلّب تركيزًا حادًّا من العقلَين المتخاطرَين، أيْ؛ الشخص المُستقبِل والمتلقِّي للإشارات العقليّة مِن الشّخص المرسِل.[٤]


التخاطر الروحي

وهو أعلى أنواع التّخاطر يستخدم المستويات العقليّة العليا، ينشأ التخاطر الروحيّ عن تكوين رابطة بين الدماغ والعقل والروح، بحيث تَعملُ الرّوح كوسيط بين العالَمَيْن الروحيّ والماديّ.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "telepathic", Vocabulary, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  2. "telepathy", Britannica, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "The Invention of Telepathy", Project Muse, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Three Types of Telepathy", Reality Sandwich, Retrieved 11/12/2022. Edited.