أنواع الكذب في علم النفس

أنواع الكذب في علم النفس

تتشكل لدى الإنسان خلال مراحل حياتهِ عددٌ من الخصال السيئة، والتي يُعد الكذب إحداها، ويُعرف الكذب على أنه أحد أشكال الخداع، والذي يتم من خلاله التسبب بقبول شخصٍ ما لأمرٍ خاطئ أو غير صحيح باعتبار أنه صحيح وحقيقي، وفي الوقت الذي يُعد فيه الكذب دائمًا أحد مظاهر الخداع، إلا أنه لا يمكن اعتبار كل خدعة كذبة،^[١] وللكذب أنواعٌ عديدة حسب آراء المختصين في علم النفس، وتاليًا شرحٌ لعددٍ من أهمها:^[٢][٣]

• الكذب الأبيض: يعتبر أقل أنواع الكذب خطورة، ويُلجأ له عادةً من أجل الحفاظ على اللباقة وإظهار الاحترام، من خلال قول أمور غير حقيقية لتبرير المواقف، ولكن قد يتسبب الكذب الأبيض بظهور الخلافات بين الناس في حال اكتشافه، كما أنّ تكراره يُفقد الأفراد الذين يلجأون له مصداقيتهم.
• الكذب الادعائي: في هذا النوع من الكذب، يدعي الشخص أنه يملك من الصفات والأمور ما لا يملكه في الواقع، في محاولةٍ منه لتعويض شعورهِ بالنقص، وجعل نفسه مركز اهتمام وإعجاب الآخرين.
• الكذب الانتقامي: يتهم أصحاب الكذب الانتقامي الآخرين بأمورٍ غير حقيقة بدافع الحقد والرغبة بالانتقام منهم، ويتضمن قول أمورٍ مسيئة عنهم، تشوه من صورتهم وسمعتهم بين الناس.
• الكذب الدفاعي: يسعى الشخص من خلال اللجوء إلى الكذب الدفاعي للتهرب من العواقب المترتبة على أفعالهِ، ويدل هذا النوع من الكذب على ضعف شخصية الفرد، وعدم امتلاكه الجرأة والمسؤولية لمواجهة الأمور.
• الوعود الكاذبة: هذه الوعود هي من أنواع الكذب، وتعني عدم الالتزام بأداء ما تمّ الوعد بالقيام به لأحدهم، وتُسبب الوعود الكاذبة للآخرين ضررًا يفوق تضرر أصحابها، لأنها تؤدي إلى جرح مشاعرهم، وتحطيم ثقتهم بالآخرين أحيانًا.
• التلفيق: يُقصد بالتلفيق إخبار الطرف الآخر بمعلومات تظهر المعرفة والدراية بموضوعٍ ما رغم عدم معرفتهِ في الواقع، ويعتبر التلفيق من أنواع الكذب المؤذية، لأنه يُسبب انتشارًا للشائعات، والتي قد تضر بسمعة الآخرين أحيانًا، بسبب تلفيق أمورٍ غير صحيحة عنهم.
• الكذب الجريء: يعني هذا النوع من الكذب قول شيء يعرف الجميع أنه كذبة، وكثيرًا ما يتم اللجوء للكذب الجريء مع التقدم بالعمر، والرغبة بالتستر على الأمور التي لا يُرغب بالكشف عنها للآخرين، ويُسبب هذا النوع من الكذب للأطراف المكذوب عليهم استياءً؛ بسبب شعورهم بالإهانة، والانتقاص من شأنهم، وكأنهم لا يعرفون الحقيقة.

دوافع الكذب في علم النفس

يُقدم علم النفس عددًا من التفسيرات التي توضح أسباب الكذب التي تدفع الناس لتشويه الحقيقة، وتشمل الآتي:^[٤]

• حب التحكم والسيطرة: يحب بعض الناس الذين يكذبون التحكم في المواقف؛ حيث يعتبرون الكذب وسيلتهم للحصول على ردود الأفعال التي يرغبون بها والنتائج التي يطمحون لها.
• التوق إلى الاهتمام: هناك من الناس من يكذب بسبب توقهم للحصول على اهتمام أشخاص هم معجبون بهم، ويقلقون أنّ هذا الاهتمام قد يتلاشى في حال معرفة الحقيقة عنهم.
• الحفاظ على تسلسل الأكاذيب: في بعض المواقف، قد لا تكون كذبة واحدة كافية؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى قول كذبة أخرى للتستر على الكذبة الأولى، وهلم جرًا، مما يؤدي لتحول الكذبة الأصلية إلى سلسلة من الأكاذيب، التي تتطلب من صاحبها الاستمرار بها، أو انكشاف حقيقته.
• التعرض للضغوطات: قد يلجأ الشخص للكذب عند تعرضه لضغوطات تفرض عليه قول ما يخالف الحقيقية لأنه لا يستطيع تذكرها في مثل تلك الأوقات؛ بسبب النسيان أو الشعور بالهلع وغيره.
• إنكار الواقع: في بعض الأحيان، يكون دافع الكذب الرغبة في تغيير الواقع؛ حيث يظن الشخص أنه قادرٌ على ذلك من خلال تكرار قول الأمور التي يرغب بتحققها والتي تكون غير صحيحة.

علامات الكذب في علم النفس

من أهم العلامات التي يمكن من خلالها كشف كذب الشخص ما يلي:^[٥]

• تقديم تفاصيل قليلة بخصوص الموضوع المكذوب بشأنه، والحفاظ على الغموض قدر الإمكان.
• تكرار الأسئلة قبل الإجابة عنها.
• عدم ترابط الكلام، وظهور فجوات في تسلسل الأحداث.
• العجز عن تقديم تفاصيل محددة كحجة للدفاع عند الاعتراض على القصة المكذوبة.
• القيام بعدة حركات جسدية تدل على التوتر، مثل اللعب بالشعر، أو الضغط باستخدام الأصابع على الشفاه.