تعريف منهج الملاحظة في علم النفس
يمكن تعريف منهج الملاحظة في علم النفس بأنه تقنية من التقنيات البحثية التي تُستخدم عادةً لجمع البيانات من خلال المراقبة المباشرة للأفراد أو المجموعات ضمن بيئتهم الطبيعية، وتنطوي هذه الطريقة على مراقبة السلوك والأفعال والتفاعلات بعناية ونظام دون أي تدخل أو تلاعب من قِبل الباح، والهدف من وراء هذه الطريقة يتمثل في الحصول على نظرةٍ عن قرب على سلوك الأشخاص وفهم كيفية تفاعلهم مع بعضهم البعض، أو مع محفزات معينة.
أنواع منهج الملاحظة في علم النفس
هناك نوعان رئيسيان من منهج الملاحظة في علم النفس، وهما:
- المراقبة الطبيعية (Naturalistic Observation): في هذا النهج يكتفي الباحثون بمراقبة الأفراد أو المجموعات في بيئتهم الطبيعية دون أي تدخل، وفيه يحاول الباحثون التأثير بأقل قدر ممكن لتجنب التأثير على سلوك المشاركين، وعادة ما تسمح المراقبة الطبيعية للباحثين بدراسة السلوك في الظروف الحقيقية، وتوفّر نظرة قيّمة على كيفية تصرف الأفراد في حياتهم اليومية.
- المراقبة المسيَّطر عليها (Controlled Observation): يتم هذا النوع عبر إنشاء بيئة بحثية مسيَّطر عليها لمراقبة سلوك محدد لدى الأفراد، ويمكن أن يشمل هذا إعداد مختبر أو سيناريو معيَّن لتتم مراقبة المشاركين تحت ظروف قياسية معينة، وتسمح المراقبة المسيَّطر عليها للباحثين بالتلاعب في متغيرات معيَّنة ودراسة العلاقات السببية بشكل أكثر دقة.
سلبيات وإيجابيات منهج الملاحظة في علم النفس
تتمثل إيجابيات منهج الملاحظة في علم النفس بما يأتي:
- توفير رؤية حقيقية للعالم الحقيقي: يوفر مراقبة السلوك في البيئات الطبيعية فهمًا واقعيًا لكيفية تصرف الأفراد والمجموعات في حياتهم اليومية؛فهي تتيح إمكانية دراسة السلوك كما يحدث بشكل طبيعي دون التلاعب الاصطناعي.
- عدم التدخل بالمشاركين: لا يتأثر المشاركون مباشرةً بوجود الباحث، مما يؤدي إلى سلوك أكثر طبيعية وعفوية، وهو ما يساعد في الحصول على بيانات حقيقية دون تغيير المشاركين لسلوكهم نتيجة الوعي بوجود مراقبة عليهم.
- المرونة: تعتبر طرق الملاحظة مرنة وقابلة للتكييف مع إعدادات ومتطلبات البحث المختلفة، إذ يمكن للباحثين تعديل مراقباتهم لالتقاط السلوك والأحداث غير المتوقعة، والتي قد لا يكون بإمكان الطرق البحثية الأخرى الحصول عليها.
- الصدق: يتيح منهج الملاحظة للباحثين إمكانية دراسة السلوك البشري في الظروف الحقيقية، مما يعزز من صدق النتائج.
- الاعتبارات الأخلاقية: في بعض الحالات، قد تكون طرق المراقبة أكثر أخلاقية مقارنة بالطرق التجريبية، حيث تنطوي على تدخلات محدودة في حياة المشاركين وتقلل من الضرر أو الإجهاد المحتمل.
- إجراء الدراسات طويلة المدى: تعتبر طرق المراقبة مناسبة للدراسات طويلة المدى، حيث يمكن للباحثين مراقبة السلوك على مدى فترة طويلة، مما يسمح بتحليل الاتجاهات والتغيرات على مر الزمن.
تتمثل سلبيات منهج الملاحظة في علم النفس بما يأتي:
- تشويه النتائج بسبب الآراء المسبقة للباحثين، أو وجود تحيز في سلوك المراقبة وتفسير السلوك لديهم.
- العدد المحدود: عادة ما تُبنى نتائج منهج الملاحظة على عدد محدود من المشاركين، لذا قد تكون النتائج غير قابلة للتعميم على عينة أوسع من السكان.
- عدم السيطرة: وفقاً لهذا المنهج فإن الباحث لا يتدخل في سلوك المشاركين، كما يكون لديه تحكم محدود على المتغيرات الخارجية المؤثرة على السلوك، والتي قد تؤثر على النتائج التي سيتم الحصول عليها.
- قيود الوقت والتكلفة: يتطلب إجراء المراقبات الطبيعية والمسيطر عليها الكثير من الوقت والجهد، والموارد المادية، لذا قد تكون هذه الطريقة غير مجدية في بعض الدراسات الكبيرة أو ضمن البيئات غير المناسبة.
- التفسير بشكل خاطئ: قد يتم تفسير السلوك من قبل الباحثين بطرق مختلفة وذلك يعتمد على التوقعات الشخصية للباحث.
- صعوبة قياس العوامل الداخلية: إذ قد تؤثر بعض العوامل النفسية الداخلية على عملية القياس، مما يشكل تحديًا في عملية المراقبة.